• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

عظمة النبيّ محمّد (ص)

عمار كاظم

عظمة النبيّ محمّد (ص)

محمّد (ص) إنّه بحقّ الأعظم كيف لا وقد اصطفاه الله على بني آدم وهو خاتم الأنبياء والمرسلين أرسله ربّه رحمة للعالمين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.. إنّه الأعظم فإذا كان في البشرية مَن يستحق العظمة فهو محمّد ، فهو قدوتنا العليا وهو شفيعنا يوم القيامة. إنّ محمّداً (ص) يستحق العظمة. كيف لا وقد أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور وهداهم إلى صراط مستقيم.. إنّ هذا الرجل العظيم الذي استطاع أن يقف أمام العالم أجمع وأمام جهالات قريش وكفرها العنيد وأمام الأصنام وعبادة الكواكب وكلّ ما يُعبد من دون الله. وقف يدعو الله وحده لا شريك له ونبذ كلّ ما سواه ، إنّه بحقّ لجدير بكلّ تبجيل واحترام ليس فقط من أتباعه بل من كلّ مَن يفهموا العبقرية وخصائصها .إنّ الصفات التي تفردت في هذا الرسول العظيم لجديرة بأن يحصل على نوط الامتياز ويحظى بكلّ تقدير واحترام. إنّه بحق الأعظم. فقد عاش حياته كلّها في خدمة البشرية جمعاء وجاء بالدين الخاتم والمسعد لجميع البشر .إنّ النبيّ محمّد (ص) بحقّ رجل لم تنجب البشرية مثله كيف لا وقد قال عنه الجبار (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) (الشرح/ 4)، وقال تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم/ 4). إذا كان الرسول (ص) نعمة أنعم الله به علينا فإنّه حريٌ بنا حينما نتذكر النعمة نتذكر المنعم بها ونشكره عليها. وهذا الشكر يستوجب منا أن نتمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله (ص) مصدقاً لقوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ) (الأحزاب/ 21). وقد أعطاه الله في الدنيا شرف النسب وكمال الخلقة، وجمال الصورة وقوة العقل، وصحّة الفهم وفصاحة اللسان وقوة الحواس والأعضاء، والأخلاق العلية والآداب الشرعية من: الدين، والعلم، والحلم والصبر والزهد والشكر والعدل والتواضع والعفو والعفة والجود والشجاعة والحياء والمروءة والسكينة والتؤدة والوقار والهيبة والرحمة وحسن المعاشرة ما لا يستطاع وصفه وحصره. فما أعظمك يا رسول الله ولقد صدق ربنا سبحانه وتعالى إذ يقول في شأنك ووصفك (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ). فأتى النبيّ إلى البشرية بتطهير النفس من الأخلاق الرديئة، وحثها على الأخلاق الحسنة. ومن أعظم الأخلاق الفاضلة التي أوصى بها النبيّ خلق الرفق، ذلك الخلق الرفيع الذي يضع الأمور في نصابها، ويصحح الأخطاء، ويقوِّم السلوك، ويهدي إلى الفضائل بألطف عبارة وأحسن إشارة وطريقة مؤثرة. ولقد أكثر النبيّ في الرفق فقال: "إنّ الله رفيق يحبُّ الرفق في الأمر كله". كما قال (ص): "إنّ الرفق لا يكون في شيء إلّا زانه، ولا ينزع من شيء إلّا شانه". وهذا يدل على أهمية هذا الخلق وعلى شخصية عظيمة تدفع الإنسانية لكلّ خير وصلاح، وحاجة الخلق إليه في سائر شئونهم. إنّ الرفق يعني لين الجانب بالقول والفعل، واللطف في اختيار الأسلوب وانتقاء الكلمات، وطريقة التعامل مع الآخرين، وترك التعنيف والشدة والغلظة في ذلك، والأخذ بالأسهل. والرفق عام يدخل في كلّ شيء.. تعامل الإنسان مع نفسه، ومع أهله، ومع أقاربه، وأصحابه، ومع من يشاركه في مصلحة أو جوار، وحتى مع أعدائه وخصومه، فهو شامل لكلّ الأحوال والشئون المناسبة له. إنّ استعمال الرفق في الأمور يؤدي إلى أحسن النتائج وأطيب العواقب، ويبارك الله في هذا السلوك وينفع به. أما استعمال العنف والشدة والغلظة فتفسد الأمور وتصعبها على أصحابها، وتجعل النتائج عكسية، ويحرم الخير من ترك الرفق، وترفع البركة في عمله، ويصعب عليه الأمر. وكان نبينا محمّد (ص) بقدرته العظيمة رفق بكلّ ممن حوله واستطاع (ص) أن يوصل الرسالة للبشرية لتنعم بخير وبركة الإسلام.

ارسال التعليق

Top