وما أجمل أن يتحلّى الصبرُ بأبهى حُلَل الأمل.
ففي الأمل نرى الحياة رائعةً مهما كانت عقباتها.
وعندما تمسك بالأمل، تجد كلّ مَن حولك يبتسم وأنت أولهم.
لأنّ الأمل شمسٌ تعيدُ للمريض بريق الحياة.
فالأمل شمعةٌ تُوقِدُ العزم في القلوب الضعيفة.
لأنّ الأمل كلمةٌ تحمل في طياتها حُبّاً للحياة، بل للمستقبل المشرق المبهر، ويُكِنُّ لنا الصبر في داخلها بحرٌ من الحنين للمستقبل، والعودة للحياة من جديد.
الأمل هو الدافع لتستمرّ حياتنا، فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل؛ ففي الغدو ضرورة للشعوب لاستمرار الحياة، فلولا الأمل بالله ما عشنا وما وصلنا إلى ما نحن عليه.
الأمل يعيد للقلوب البهجة، ويمحو الدّمعة، ويرسم البسمة على الوجنات.
فالابتسامة عنوانها الأمل، فالأمل كالطير الشادي الذي يحلّق بجناحيه في فضاء الحياة الباسمة.
وهو الظلال الوارفة، والثّمار الناضجة التي تظللنا وتطعمنا من حباتها.
عندما تشعر بالحزن تذكّر الأمل، فهو سحابةٌ بيضاء من الصفاء والنقاء، يُذهب عنك الغمامة السوداء.
غمامة الشُّؤم والتيه والحزن والأسى التي تقف حائلاً بيننا وبين أشعة الشمس التي تروينا بالحياة العذبة.
الأمل كالنور يضيء لنا الحياة بالبهجة والسرور، فهو النجم المتلألئ الذي ينير لنا دروبنا.
الأمل يرسم البسمة على شفتيك في لحظة انكسارك وضعفك.
فهو السعادة والتفاؤل الذي يدفع في نفسك القوّة والعزيمة.
إذاً: لِمَ الحزن والبكاء؟
لِمَ الألم واليأس؟
فقط عِشْ حياتك مع الأمل فلا ألم مع الأمل.
الأمل ذاك الينبوع من ينابيع السعادة الدائمة الأبدية الذي يسقينا حياة الفرح والسعادة.
الأمل ذاك الباعث للطمأنينة، والجالب للسُّرور، فهو الحاضر والمستقبل.
الأمل يخلقُ الذات، الأمل من التأمل الذي يجعلنا نعبر جوّ الحياة والوعي، إذ يوقظ فينا أنّنا لسنا مجرد كائناتٍ تسعى بتلقائيةٍ بدون وعيٍ وسعيٍ للحياة السعيدة، والمستقبل المنتظر.
ألا تعلم: أنّه بالأمل تظلُّ عائماً على سطح بحر الحياة وأنت متحكّمٌ في مسار حياتك؟!
ألا تعلم: أنّ الأمل يوجّه مسيرتك في الحياة توجيهاً إيجابياً، فعندما تأمل تحسُّ الضياء الذي كنتَ به بدأ بالتلاشي والانعدام، حينها فقط ستحسُّ بذاتك الصادقة فتندفع للعمل والاستمرار في العطاء، والمحاولة للوصول إلى القمّة المرتجاة التي طالما حلمت بها، وتبعد عن حياتك الإهمال والتناهي، حينها لن تقبل بأيّ شيءٍ، فلن تقبل إلّا أن تصل إلى القمة.
وعندما يفقد الإنسان الأمل يكونُ أمامَ نكسةٍ نفسيةٍ يصعب أن يتعافى منها.
قل لمن يحمل همّاً أنّ همك لن يدوم، فكما تفنى السعادة هكذا بإذن الله تفنى الهموم.
واعلم: أنّ السعادة ليست في اشتهاء ما ليس لديك، وإنّما في الاستمتاع بما لديك بالفعل.
الأمل هو الشمعة التي تخفِّف من الألم. ►
المصدر: كتاب صناعة الأمل
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق