إلى جانب أسلوب القدوة الحسنة هناك أيضاً أساليب أخرى يمكن للأب أن يستخدمها لكي ينجح في تربية ولده، ومنها:
1- اختيار الوقت المناسب للنصح والتوجيه:
إنّ قلب الطفل يُقبل ويُدبر؛ فإذا استطاع الأب أن يوجه ولده في وقت إقبال قلبه فإنّ سيحقق نجاحاً كبيراً بعمله التربوي. فاختيار الوقت المناسب لتوجيه الطفل له دور فعّال في نجاح النصح والتوجه.
ومن الأوقات المناسبة المؤثرة في نفس الطفل: وقت النزهة، وفي الطريق، وفي السيارة، ووقت الطعام، وعند مرض الطفل. وغير ذلك من الأوقات التي يرى الأب أنها مناسبة لطفله.
2- العدل والمساواة بين الأولاد:
إنّ شعور الطفل بأن أباه يميل إلى أخيه أكثر من له أثر سيئ على نفسيته وربما نتج عنه عواقب سيئة في المستقبل، ولكي ينجح الأب في تربية ولده عليه أن يلتزم بالعدل والمساواة بين أولاده؛ إذ لهما أثراً كبيراً في مسارعة أولاده إلى البر والطاعة. والرسول (ص) يقول: "فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم".
3- إعطاء حقوق الطفل:
إنّ للطفل حقوقاً على أبيه، وإن إعطاء الطفل حقوقه أو قبول الحق منه على صغر سنه يغرس في نفسه شعوراً إيجابياً نحو الحياة؛ فيتعلم أنّ الحياة أخذ وعطاء، وتتفتح طاقته لترسم طريقها في التعبير عن نفسه، ومطالبته بحقوقه، وعكس ذلك يؤدي إلى كبتها وضمورها.
4- الدعاء للطفل:
إنّ دعاء الوالد لولده مستجاب عند الله عزّ وجلّ، والوالد مخاطب بالدعاء لولده فيتضرع إلى الله تعالى ويبتهل إليه أن يصلح ولده ويوفقه إلى كلّ ما فيه نجاح في مستقبله، فبالدعاء يكون الوالد سبباً في صلاح ولده؛ وإن من نتائج الدعاء أن يرى الأب ولده طيباً صالحاً فتقر عينه به. وقد كان رسول الله (ص) كثيراً ما يدعو للأطفال، ونهى (ص) الآباء والأُمّهات أن يدعوا بالسوء على أولادهم.
5- إظهار محاسن الطفل أمام الآخرين:
إنّ الطفل بحاجة مستمرة للتشجيع ليزداد حيوية ونشاطاً، ولتحرك نفسه نحو تحقيق الأعمال الحسنة، وأفضل وسيلة لذلك هي إظهار محاسنه أمام الآخرين على مسمع منه، والثناء عليه أمام الآخرين أفضل من إظهار أخطائه، لذا كان من المستحسن الابتعاد عن كثرة اللوم والعتاب. أما داخل البيت فلا مانع من تصحيح أخطاء الطفل المتكررة، وتوجيهه نحو الأحسن والأفضل، وتدريبه عملياً على تنفيذ الأوامر والاستجابة لها.
6- شراء اللعب للطفل:
إنّ الطفل يحتاج باستمرار إلى لعب يتسلى بها، وهي من أحب الأشياء على قلبه في طفولته، وعلى الوالد أن يشتري لولده ألعاباً تناسب عمره وقدرته ليبدأ بتشغيل عقله وحواسه، وحتى تكون اللعبة مفيدة وهادفة لابدّ أن تكون من النوع الذي يستثير نشاطاً جسدياً مفيداً للطفل، وترضي الحاجة للاكتشاف والتحكم في الأشياء.
فوائد النجاح في تربية الأولاد:
إنّ الثمار من جنس الشجر، وكما يزرع الإنسان يحصد؛ فالمربي حين يواظب على تربية ولده فإنّه كالزارع الذي يزرع البذور التي ستنمو وتصبح أشجاراً ثمّ تثمر فيجني الزارع ثمار ما زرعته يده. ولكل تربية ثمار؛ فالمربي الذي يربي أولاده على أخلاق الكفار وعاداتهم سيجني غالباً أخلاق الكفار وعاداتهم مع والديهم، وهي كما نرى ونسمع ليست سوى أذى وضرر، وتمرد وعقوق يصل في بعض الأحيان إلى الضرب أو القتل.
وكذلك للتربية الإسلامية ثمار وهي ثمار طيبة سيجنيها الولد والوالد في الدنيا والآخرة؛ فمن الثمار والفوائد التي سيكسبها الوالد في الدنيا أنّ الولد سينفذ أوامر الله ورسوله في حق الوالد ومن ذلك بره والإحسان إليه وتجنب عقوقه، أما في الآخرة فسيجني الوالد دعاء الولد له والتصدق عنه وغير ذلك من العبادات التي يصل ثوابها إلى الميت، وقد قال رسول الله (ص): "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتَفع به، أو ولد صالح يدعو له". فعمل الميت ينقطع بموته وينقطع تجدد الثواب له إلّا في هذه الأشياء الثلاثة ومنها دعوة الولد الصالح لكون الميت كان سببها، فإنّ الولد من كسبه وهو سبب في صلاح الولد بتربيته التربية الإسلامية، ويكفي الوالد أنّه بتقديم هذه المنفعة لولده يصبح من أحب العباد إلى الله تعالى كما أخبر بذلك رسول الله (ص): "أحب العباد إلى الله أنفعهم لعياله".
المصدر: كتاب كيف تكون ناجحاً ومحبوباً؟ للكاتب عدنان الطرشه
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق