• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

في حَضْرَةِ الرَّصاص!

صقر أبوعيدة

في حَضْرَةِ الرَّصاص!

إِنْ تَقْرَؤُوا غَبَشَ الدّمُوعِ على خُدُودِ الْبُرْتُقالْ
وَتَرَوا بِكُلِّ حَديقَةٍ جَفَّتْ هُنا وَجَعَ السُّؤَالْ
فَهُناكَ عَينُ رَصاصَةٍ حَطّتْ عَلى كِيسِ الرّمالْ
***
في نَشْرَةِ الأَخْبارِ يُنْزَعُ وَرْدُنا بَينَ السّطُورْ
لَمْ يَسْتَطِعْ لُبْسَ الظّلِيلِ وَيَحْتَمِلْ صَلْيَ الْفُجُورْ
فَهُناكَ أَنْفُ رَصاصَةٍ يَصْبُو إلى رِيحِ الْقِتالْ
***
وَإذا النّشامَى لَمْ تَصُنْ عُنْوانَها
وَتَغِيبُ دُورُ الْحَيِّ عَنْ سُكّانِها
فَهُناكَ زَنْدُ رَصاصَةٍ يَدْعُو إلى حَفْلِ اغْتِيالْ
***
إنْ لَمْ تُظَلّلْ سَرْوَةُ التّارِيخِ دَرْبَ خُيُولِنا
وَتُرَتّلِ الأَعْنابُ لَحْنَ شُيُوخِنا
فَاعْلَمْ بِأَنّ رَصاصَةً خَطَفَتْ تَرانِيمَ الْمآلْ
***
أَرَأَيتُمُ الشّجَراتِ كَيفَ تَمُوتُ حُبّاً لِلْخَلاصْ
فَمَنِ الّذِي جَعَلَ الْحُقُولَ تَمُدُّ عَيناً لِلْمَناصْ
وَالصّبُّ يُمْنَعُ بِالرَّصاصِ هُنا وَأَلْسِنَةِ الْكَلالْ
***
في حَضْرَةِ الأَحْبابِ نَحْضِنُ أُنْسَنا دُونَ ارْتِيابْ
بِالْوُدِّ نَمْحُو بُعْدَنا وَالْهَمْسُ عِطْرٌ يُسْتَطابْ
لَكِنْ رَصاصُ شَقَائِنا قَطَعَ الْوِصالْ
***
مِلْحُ الشّعُوبِ مَرارَةٌ تَكْوِي الْحُلُوقْ
لا تَمْتَطُوا ظَهْرَ النّكايَةِ وَالشّقُوقْ
أَوَتَعْجَبُونَ مِنَ الرَّصاصِ إذا قَلَى شِبْهَ الرّجالْ
***
دَرْبُ التّغَرُّبِ زَيَّنَتْ أَسْماءَهُ دُنْيا الثُّبُورْ
وَتَمَزّقَتْ سُتُرُ الْبِلادِ إلى وَسائِدَ لِلْغَدُورْ
حَنَكُ الرّصَاصَةِ يَرْتَوي مِنْ نَغْمَةٍ فِيها ارْتِحالْ
***
هَذي مَرايانا نَرَى فِيها وَجُوهاً بَالِيَهْ
وَمَذَلَّةً نُحِتَتْ بِأَوجاعٍ وَطَوقِ الدّاهِيَهْ
نَهْفُو لِرَحْمَةِ خَيلِنا بِرَصاصَةٍ خَوفَ النّزالْ
***
الصّبْحُ يُخْبِرُ مَنْ يَخافُ مِنَ الْغَدِ
عَيشُ الْكَريمِ مَطِيَّةٌ وَاحْذَرْ مِنَ الْخِبِّ الرّدِي
فَرَصاصَةُ الأَنْذَالِ تَهْرُبُ مِنْ مَصابِيحِ اللّيَالْ
***

ارسال التعليق

Top