• ٥ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٣ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

قواعد التربية السليمة للأبناء

قواعد التربية السليمة للأبناء

هناك مجموعة قواعد للتربية السليمة للأبناء هي كالآتي:

       1- اختيار الأُم الصالحة:

    لأنّ الاتفاق والتجانس التربوي والبيئة المتجانسة شرط أساسي في تهيئة البيئة الصالحة، فكان لزاماً على من أراد تربية أبنائه تربية صالحة أن يختار أوّلاً الزوجة الصالحة؛ حتى تتوافق معه على الهدف، وتعينه في تحقيقه، ذلك لأنّ الأُم أكثر احتكاكاً بالأبناء من الآباء.

    

    2- القدوة الصالحة:

    لا يمكن أن يتم نجاح العملية التربوية، ما لم يرى الأبناء نماذج حية للقيم التي يدعو لها الآباء، فحتى تصل هذه القناعة التربوية في أذهان وقلوب الأبناء عليهم أن يشاهدوا نموذج الصدق وعفة اللسان، والحرص على صلاة المسجد، والإنفاق على الفقراء، وحب الفقراء والمساكين، والتواضع، ماثلاً أمامهم وكذا بقية النماذج الأخلاقية، وبغير ذلك يغدو من الصعب جدّاً نجاح العملية التربوية الإصلاحية للأبناء.

    

    3- الإشباع العاطفي:

    نحن كآباء وأُمّهات نحب أبناءنا فطرة، ولكنهم لا يحبوننا فطرة، بل على حسب ما نعطيهم من الحب والتقدير والاحتكاك؛ لأنّ الحب حاجة أساسية يحتاجها كلّ إنسان لينمو نمواً طبيعياً، وذلك عن طريق القُبلة والضمة، والاحتضان، وإيصال رسائل سمعية لآذانهم "أنا أحبكم"، "أنا أقدركم".

    وأهمية هذا الأمر، أنّ الأبناء لا يمكن أن يستمعوا لنا كآباء وأمهات حتى يحبوننا، فإذا ضمنّا محبتهم، فإننا نستطيع بعد ذلك غرس ما نريد من مفاهيم وقيم، ومن خلال مشاهداتنا الحياتية، نرى الكثير من المجرمين والمنحرفين يشتركون في سبب مهم، وهو حرمانهم العاطفي الذي فقدوه من والديهم، والحياة القاسية التي تلقوها منهم.

    

    4- إعطاء القيم وتعديل المسار:

    إنّ أهم واجب يقوم به الوالدان في تربية أبنائهما بعد الأسس الثلاثة التي ذكرناها؛ إعطاء القيم في المناسبات المختلفة، وضمن الأساليب المتنوعة، وتعديل المسار، أي ما يراه من اعوجاج يجلبه الأبناء من خارج أسوار البيت، سواء من الأصدقاء والأقارب أو الإعلام، فيصحح المسار بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا الأمر من الصعب أن يتحقق دون احتكاك دائم بالأبناء والاستماع إليهم لاكتشاف المعوج من القيم المجلوبة، وتشجيعهم على الصواب، والمبادرات الحسنة التي يراها منهم.

    

    5- تنمية الثقة بالنفس:

    وذلك عن طريق التشجيع، والإطراء والثناء الحسن لما يشاهده منهم من مبادرات حسنة، وأفعال طيبة، وإعطاء المجال واسعاً للاعتماد على النفس بما يكلفهم به من أعمال، دون نقد وتجريح إذا لم يحسنوا الأداء، بل التوجيه الحسن، والكلمة الطيبة، والحذر كل الحذر من إيصال الرسائل السلبية مثل: "أنت عاجز"، "أنت مجرم"، "أنت فاشل"، "أنت لا تستطيع فعل شيء"، "إخوانك أفضل منك"، "أنت فاسد"، بل استبدالها بالرسائل الإيجابية الطيبة، التي تبعث على الثقة بالنفس، وتحدثها بالإنجاز مثل: "أنت شاب صالح"، و"أنت يُعتمد عليك"، و"أنت خليفتي"، و"أنت مبتكر"، و"أنت ممتاز"، وما شابهها من الكلمات.

    

    6- الدعاء:

    فالدعاء يترجم الاعتقاد بأن كلّ ما تقوم به من أسباب، لا يمكن أن يتحقق من غير توفيق من الله تعالى، فندعوه لصلاحهم، وهدايتهم، وأن يجعل منهم دعاة إصلاح، ومفاتيح خير ومغاليق شر، وأن يعيننا على تربيتهم تربية صالحة، وأن يجنبهم رفقة السوء، وأن يحصنهم مما يفسدهم ويضعفهم.

 

الكاتب: عبدالحميد البلالي 

ارسال التعليق

Top