• ٥ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٣ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

كيف نهتم بالطفولة؟

م. كمال

كيف نهتم بالطفولة؟
"الطفولة" كمرحلة من مراحل النمو المتعددة تقسم إلى فترات أو مراحل صغيرة تختلف تسمياتها باختلاف العلماء.. وتلك التسميات أياً كان منشأها أو طبيعتها لا تعني الكثير بالنسبة للمربين وغيرهم من المهتمين بأمور الطفولة.. بل يجب أن ينصب التركيز على فهم الصافات المميزة للأطفال في سنوات أعمارهم المتدرجة من استعدادات.. وقدرات.. وأنماط سلوك وعلى فهم أساليب التعامل مع تلك الصفات المختلفة. وفهم الصفات وأساليب التعامل يجب أن ينبع من واقع الطفل الذي يعيش فيه ويوجه هذا الفهم ليصب في واقع المستقبل الذي يتوقع أن يحياه الطفل. أن ما جاء في كتب التربية وعلم النفس بالرغم من جودته واعتماده على الدراسات والتجارب في أغلب الأحيان الا انّه عبارة عن عصارة واقع حضارات وثقافات أخرى.. تختلف عن الواقع الذي نعيشه والتطلعات التي نصبو إليها، لذا كان من الضروري أن ينبثق فهم الطفل – أيا كان – من الإطار الواقعي الذي يعيش فيه بما فيه من مساوئ وحسنات.. ونقص وكمال.. وانطلاقاً من هذا الفهم يتم اعداد "الطفل" ليملأ فراغ المستقبل والذي يجب أن تكون ادواره ومقوماته جلية وواضحة. والجهات ذات العلاقة بالطفولة ورعايتها متعددة وكثيرة منها مؤسسات اعداد المعلم.. والتي يجب أن تعنى بشؤون البحث والدراسة لاستقصاء مشاكل الأطفال.. وأنماط نموهم.. واحتياجات ذلك النمو.. إضافة إلى مسؤوليتها الأساسية وهي أعداد الكوادر البشرية أعداداً جيِّداً تتولى شؤون تربية وتعليم الأطفال.. وترسم لهم الأهداف وتعد لهم المناهج.. وتتبنى الخطط التي توجه مسيرة التعليم لتخدم توقعات المستقبل.. وبذلك يكون التعليم متجدداً ومواكباً للعصر ومتطلباته ومنها أيضاً وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتي تعنى باحتضان وايواء "اليتامى" من الأطفال ورعايتهم.. وتربية وتعديل سلوك الأحداث والمنحرفين.. وبث الوعى بين المجتمع بقطاعاته المختلفة وتثقيفه فيما يتعلق بالطفولة وأهمية العناية بالأطفال.. هناك أيضاً وزارة الصحة وما تلعبه من دور هام فيما يتعلق بالوقاية والعلاج ونشر الوعي الصحي. تلك هي بعض الجهات المعنية.. الا انّه يجب أن لا نغفل الأسرة ومالها من دور حيوي هام فيما يتعلق برعاية الطفولة.. ففي المنزل يقضي الطفل معظم وقته.. ومن خلال تعامله مع والديه وأخوته يكتسب خبراته التي تحدد نوعية سلوكه.. وفي المنزل أيضاً يتناول غذاءه وبناء على نوعية هذا الغذاء وكميته يحدد حظ الطفل من النمو والنصج.. كما تعتمد صحة الطفل وخلوه من الأمراض والأوبئة على درجة الوعي الصحي في المنزل. هذا الوعي – صحياً أو سواه – يجب أن يتسلل إلى كل منزل عن طريق التنسيق المنظم بين الجهات المعنية السابقة الذكر. أخيراً أود أن أشير إلى أن "المعوق" لا يزال طفلاً.. الا انّه يختلف عن غيره من الأطفال في كونه: يتميز ببعض الصفات الجسمية أو العقلية أو النفسية.. يتطلب نوعية خاصة ومكثفة من الرعاية والتربية والاهتمام.

ارسال التعليق

Top