• ٢٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

لنقتدِ برسول الله محمد (ص)

لنقتدِ برسول الله محمد (ص)

◄ساعات قليلة من الزمن تفصلنا عن بداية الشهر الفضيل، تفصلنا عن الموسم الرمضاني، موسم الرحمة واللّطف والعتق من النار والفوز بالجنّة..

وقد حرص رسول الله (ص) على تحضير المسلمين وتهيئتهم لاستقبال هذا الشهر، وكان الرسول (ص) يفعل ذلك بدءاً من شهر رجب، حيث كان يعلّم المسلمين في هذا الشهر أن يدعوا الله: "اللّهمّ بارك لنا في رجب وبلّغنا رمضان"... ثم، عندما يدخل شهر شعبان، كان يُكرّر الدعاء: "اللّهمّ بارك لنا في شعبان وبلّغنا رمضان".

وكلّما بدأ العد العكسي، واقترب الوقت من نهاية شهر شعبان أكثر، كان رسول الله يكثّف دعوته؛ في آخر جمعة من شهر شعبان؛ وقبل ثلاثة أيّام منه..

وفي آخر ليلة من شعبان، وقف (ص) خطيباً أمام المسلمين قائلاً لهم: "أيّها الناس، قد أظلّكم شهر عظيم مبارك، شهرٌ فيه ليلةٌ، العمل فيها خيرٌ من العمل في ألف شهر. هو شهرٌ أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النّار".

وتذكير الرسول (ص) للمسلمين بضرورة الإعداد والتنبّه لقدوم شهر رمضان، حتى لا يُفاجئهم أو يتفاجأوا به، وهم من دون عدّة روحيّة ونفسيّة وعقائدية، وليس غذائية أو تموينية فقط.. وكان رسول الله (ص) يريد منّا بهذا التذكير، أن ندخل شهر رمضان دخول الواعين لمعنى هذا الشهر، العارفين بأهميته، والحصول على الفائدة القصوى من بركاته حتى آخر ذرّة فيه.. راغبين بكلّ الثواب لا ببعضه، وبكلّ الخير لا بالفتات منه، حتى ننال الجوائز والأوسمة بكل جدارة واستحقاق، وليس – كما يقولون – بدرجات استلحاق..

وفي إطار الاستعداد لقدوم الشهر المبارك لابدّ من أن نبدأ بالعامل النفسي، الذي يجعلنا نقبل عليه: فرحين، متشوّقين، ملهوفين، نشيطين، وليس كما يستقبله البعض تأففاً وتبرّماً وضيقاً، ليصبح الشهر وكأنّه ضيف غير مرحَّب به..

ثمّ، لابدّ لنا من الاستعداد للشهر على المستوى المفاهيمي والعقيدي، لأنّ على الواحد منّا أن يدرك ماذا يريد من شهر رمضان، وإلى أين يتّجه بهذا الجوع والعطش، فهل صيامنا مجاراة، أم نصوم خوفاً ورهبةً، أم حبّاً ورجاءً وطاعة، أم – للأسف – سعياً للحمية وتخفيف الوزن..؟

أسئلة لابدّ من أن تطرح قبل بداية الشهر، ومعرفة الأجوبة ستحدّد لنا أين نحن، وتجعلنا نتدارك الأمر مع الله عزّ وجلّ، فنسأله بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة، السداد والتأييد والتوفيق، وتجعلنا أيضاً نفهم أنفسنا، فنلجمها ونصوّبها نحو الهدف، ونجعلها تعيش جوهر العبادة ومقصدها، لا مجرّد صورتها، حينها نلجم الشهوات، ونبني الإرادة، ونملك قرار أنفسنا، ونتعلّم الصّبر وجهاد النفس والتقوى...►

ارسال التعليق

Top