• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

محبي المطالعة

محبي المطالعة

◄لعلّك طالما تمنيت أن تكون قارئاً نهماً محترفاً، ومن الممكن أن تكون البيئة والأجواء المحيطة بك بالإضافة إلى بعض العقبات الأخرى حالت دون ذلك وجعلتك بالتالي بعيداً عن المطالعة، الآن إذا ما زلت تريد بلوغ أمنيتك فما عليك إلّا اتباع الخطوات التالية:

- الخطوة الأولى: إدراك أهمية المطالعة

بداية عليك أن تفكّر وتمعن النظر حول أهمية المطالعة وموقعها الريادي في حياة الفرد والأُمّة، وهذا التفكّر إن شاء الله يكون باعثاً على الرغبة والشوق للمطالعة، فإذا ما زلت غير راغب ومحبّ لها، فإنّك لن تستطيع الإقدام عليها، لأنّ الإنسان لا يُثبل مختاراً على شيء لا يحبّه.

- الخطوة الثانية: إزالة النفور من المطالعة

التخلص من هذه المشكلة، فهو عندما قرر أن يكون شخصاً مطالعاً ليتعرّف على الإسلام وتعاليمه، لم يستطع في البداية أن يقرأ ستة عشر صفحة من كُتيب صغير في أقل من أسبوع، فهو كان قد اعتاد على جلسات السمر التي لا طائل منها، ولم يعرف طوال فترة دراسته في المدرسة سوى الكُتُب المقررة له في النظام التعليمي، ولم يهده أحد في طفولته قصّة صغيرة ليقرأها، ولم يكن يذهب هو ورفاقه ولو لمرة واحدة لزيارة معرض للكتاب.

وكان من الطبيعي في هكذا حالة أن يشعر صديقي بضيق وصعوبة بالغة عندما قرر أن يصبح مطالعاً قديراً، فهو يبقى لساعة أو ساعتين ولا يكمل قراءة عشر صفحات إضافة إلى سيطرة الضجر عليه طوال فترة القراءة، فيتذكر التلفزيون الذي كان يجلس أمام شاشته لساعات وساعات دون أي ملل وضجر ذلك لأنّه لا يكلّفه أي جهد فكري، فكلّ ما يتطلبه هو فتح الناظرين.

وأخيراً كان الحل الوحيد الذي وجده مناسباً للقضاء على هذه الحالة النفسية هو:

أوّلاً: الابتعاد عن جلسات السمر واللغو قدر الإمكان واختيار صديق محبّ للعلم والمعرفة والمطالعة. وكان لهذا أثر كبير يفوق التصوّر، فقد وفقه الله عزّوجلّ للتعرّف على مجموعة من الأشخاص المحبّين للمطالعة وطلب العلم وأوجدت معاشرته لهم أثراً طيِّباً جدّاً في نفسه، فالذي يدخل إلى بستان الورد لابدّ أن يحمل معه ألف عطر..

ثانياً: اختيار المواضيع المختصرة والشيقة، ممّا يساعد كثيراً في حل المشكلات.

أليست تجربة مفيدة جدّاً يستطيع أن يستفيد منها كلّ شخص ينفر من المطالعة أو يواجه صعوبات في الاستمرار بها؟

- الخطوة الثالثة: المطالعة الهادفة

إنّ كلّ إنسان يسعى في حياته للوصول إلى أهداف معيّنة أو هدف محدّد، وهو يبذل كلّ طاقته من أجل ذلك ويستعين بأي شيء يساعده على بلوغ ما يريد.

وأنت إذا أدركت أنّ مطالعة الكُتُب الفلانية تساهم، وتساعدك في الوصول إلى هدفك فإنّه من المؤكد أنّك لن تتوانى عن قراءتها.

فالشاب الذي يعجز الأطباء عن شفاء أُمّه من مرض مميت، إذا ما درى أنّ هناك عشبة تنقذها من الموت وهو لا يعرف أين توجد، ستجد أنّه لن يتوانى عن قراءة جميع الكُتُب التي تتحدّث عن الأعشاء والنباتات حتى يستدل على مكان تلك العشبة التي ستنجي أُمّه من الهلاك.

وكذلك الأمر بالنسبة لك فأنت عندما تريد أن تحقّق شيئاً ما أو تشعر أنّك بحاجة إليه ستبذل كلّ ما بوسعك حتى تحصل عليه.

فأولئك الذين تراهم يطالعون الكُتُب وينسون ما حولهم من اللذات الأخرى، لا يقومون بذلك إلّا لأنّهم أدركوا لذة أعلى وأصبحوا يشعرون أنّهم بحاجة إليها لكي يصلوا إلى أهدافهم.

ونحن أيضاً عندما نشعر أنّنا بحاجة لمطالعة كُتُب معيّنة سنتمكن من قهر الظروف الصعبة والطباع المكدرة، لنصل إلى درجة الإنس واللذة العظيمة بها.

وأنت أيضاً أخي المطالع عندها ستجد النص الجميل الذي يتّصل بأهدافك التي آمنت بها وأصبح كلّ همك أن تبلغها، فكلّ شيء يقرّبك إلى هدفك هو بالنسبة لك شيء محبّب وجميل ومقدس.

- الخطوة الرابعة: انتقاء الكتاب المناسب

بعد أن تعرفت على أهمية المطالعة الهادفة وضرورتها، ربما ستشعر بالحاجة إلى معرفة عناوين الكُتُب التي يجب أن تقرأها وإذا زرت المكتبات التي تعرض مختلف أنواع الكُتُب فسوف تُصاب بالحيرة وأنت تنظر إلى مئات العناوين وعشرات المؤلفين، فلا تعرف ماذا تقرأ ومن أين تبدأ، وهنا لابدّ لك من استشارة عالم أو صديق مطلع له باع طويل في الكُتُب والمكتبات. يجنّبك قراءة ما هو غير لازم في البداية ـ قد يكون بحاجة إلى مجموعة من القراءات الممهدة ـ أو يوفر عليك وقتاً ثميناً في إرشادك إلى الكُتُب الأساسية التي هي بمنزلة المصادر التي يأخذ عنها الكتاب الآخرون.

والآن لنفرض مثلاً أنّك اخترت موضوع العقيدة كباب أساسي للمطالعة، ففي هذا المجال يوجد أصناف عديدة من الكتب: القديم والحديث، الأساسي والثانوي، النافع وغيره. فإذا استطعت أن تضع لنفسك لائحة بالقراءات مع ترتيبها، فإنّ بدايتك ستكون موفقة وتقيك من الوقوع في إضاعة الوقت. ► 

ارسال التعليق

Top