• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

محو الأمية والتنمية المستدامة

عمار كاظم

محو الأمية والتنمية المستدامة

تُعرف الأمية بأنّها عدم معرفة القراءة والكتابة، والشخص الأمّيّ هو الشخص الذي لا يستطيع القراءة والكتابة للجمل القصيرة وفهمها، أو الشخص الذي فات سنّ تعليمه وظلّ جاهلاً بالقراءة والكتابة. لقد تنبَّه الأشخاص الفاعلون في المجتمعات الإنسانيّة المعاصرة إلى ضرورة تقليل نسبة الأميّة إلى الحدود الدنيا، أو محوها بشكل تام، ومن هنا ظهر مصطلح محو الأميّة، والذي يتضمن مكافحة خطر الأميّة، والقضاء على هذه الظاهرة السلبيّة التي لا تتماشى وروح العصر.

إن عمليّة محو الأميّة ليست بالعمليّة السهلة، فهي تحتاج أولاً إلى إرادة ووعي شديدين بمخاطر تفاقم مشكلة الأميّة، كما تحتاج أيضاً إلى تكاتف كافة الجهات، وإلى وجود روح التطوع لدى المهتمين بمكافحة ظاهرة الأميّة، خاصة الشباب؛ فالشباب هم الروح التي تسري في أي عمل، وتؤدي إلى نجاحه.

إن محو الأمية هو حق أساسي من حقوق الإنسان، حيث يعتبر من أهمّ العناصر والمتطلّبات لتنمية المجتمع وتطوّره، وهو من الحقوق الأساسية للأفراد بكلّ فئاتهم العمرية، وأساس عملية التعلّم طوال الحياة ويساعد بشكل كبير على تنمية المجتمع، ويشكّل أداةً فعالة في تحسين الحياة من جميع النواحي الاجتماعية والصحيّة والاقتصاديّة، وزيادة الدخل.

كما أن محو الأمية يمثل عنصراً أساسياً لتحقيق التنمية الاجتماعية والبشرية، وذلك نظراً إلى قدرته على تطوير حياة الأفراد. وفي ما يتعلق بالأفراد والأسر والمجتمعات على السواء، فإن محو الأمية يُعتبر أداة تتيح تحسين ظروفهم الصحية وزيادة دخلهم وتعزيز علاقاتهم بالعالم المحيط بهم. 

تتطور باستمرار استخدامات مجال محو الأمية في ما يتعلق بتبادل المعارف، ويقترن ذلك بمظاهر التقدم التكنولوجي. ومن الإنترنت إلى الرسائل النصية، فإن زيادة اتساع نطاق الاتصالات المتوافرة تفضي إلى إحداث مزيد من المشاركة الاجتماعية والسياسية. والمجتمع المتعلم إنما هو مجتمع يتمتع بالدينامية، إذ أنه مجتمع يتبادل الأفكار وينخرط في الحوار. أما الأمية فإنها تشكل، مع ذلك، عقبة تحول دون تحسين الظروف الحياتية للأفراد، بل إنها قد تفضي إلى الاستعباد والعنف. 

تعمل المنظمات على عدّة مشاريع مثل مشروع «توفير التعليم الأساسي للشباب والكبار» حيث يعمل على تعليم المشاركين وتشجيعهم على المشاركة في مشروع القراءة والكتابة بلغتهم الأم، ويتمّ إعطاؤهم جوائز في نهاية المشروع.

وباعتبار أن الشباب هم عماد المجتمع، تقع عليهم مسؤولية البحث عن حلول لهذه المشكلة والمساهمة في حلّها، من خلال عمل فصول لمحو الأمية، وتشجيع الأميين وتوعيتهم لمدى أهمية الالتحاق بهذه الصفوف، ومدى أهمية التعليم وتحفزيهم على الاستمرار فيه.

كون مشكلة محو الأمية من أخطر المشاكل التي تواجه المجتمع، فإنّ كفاحها مهمة المجتمع ككلّ فلا تنمية، ولا تطور، ولا ديموقراطية مع وجود خطرالأمية ولذلك فإن حلّها من أهمّ الأولويات. يتمّ الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية تحت شعار «محو الأمية والتنمية المستدامة» في الثامن من سبتمبر كلّ عام، باعتبار أنّ حل هذه المشكلة يساعد الناس على اتخاذ القرارات الصحيحة في كلّ المجالات الاقتصادية والاجتماعية، ويشكل مفتاحاً لكلّ معرفة.

ارسال التعليق

Top