• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

كيف تتكيفين مع عمل زوجك؟

كيف تتكيفين مع عمل زوجك؟

استيقظت ذات صباح على أثر صوت مرتفع.. وبكاء مستمر.. فتحققت من الصوت وإذا بي أسمع كيلاً من الشتائم والسباب الموجه لأطفال الجيران من قبل أُمّهم..

هرولت مسرعة نحو جارتي وداد فاستقبلتني بوجه مكفهر وقد سيطر الحزن على مقلتيها.. بادرتها بالسؤال ماذا دهاك يا أُم أحمد؟! وماذا جرى لك هل تحتاجين مساعدة؟ اجابتني كلا.. أشكرك.. ألححت عليها أن تصارحني عما في صدرها علني أساعدها بشيء قالت لي آه إنني أندب حظي الذي جمعني بهذا الزوج.. لقد سئمت الحياة معه انّه مشغول عني وعن أطفاله بشكل دائم... هاهي المدارس قد فتحت أبوابها لتستقبل طلابها وأطفاله لم يهيء لهم أبسط لوازمهم. وأنت تعلمين كم تحتاج المدرسة من أمور.. إنّه في الحقيقة غير موجود في حياتنا إلا بالإسم.. رجل لا يهمه غير إنجاز أعماله وكل ما يتعلق بعمله أما زوجته وأسرته فإنهما تحتلان المركز الثاني بالنسبة إليه.. لقد اتصل به مسؤول الشركة في مهمة طارئة فسافر ولم يودع حتى أطفاله الصغار. هذه المشكلة تتكرر كل يوم وعند كثير من النساء اللاتي يشغلن أزواجهنّ مناصب عليا.. خاصة الذين تضطرهم أعمالهم لمغادرة المنزل في أغلب الأوقات. إنّ التفهم لطبيعة عمل الزوج والتكيف والإنسجام مع تلك الطبيعة لها الأثر الأكبر على حياة الأسرة والأطفال.. فكثرة الشكوى والتذمر من قبل الزوجة لا يغير من الوضع شيئاً. وللإحتفاظ ببيتها الزوجي قد يكلفها ذلك الكثير من التضحية والتعب، في سبيل حماية الأطفال وعدم تشتتهم. ومن هنا نضع بعض الخطوات العملية لمساعدة الزوجة التي تشتكي من غياب زوجها الدائم: 1-    لا تقارني عزيزتي الزوجة وضعك العائلي وحياتك الزوجية مع إمرأة أخرى مهما كانت قريبة أو بعيدة منك فكل زوج يرتب حياته مع عائلته بحسب ظروف عمله. 2-    لا تطلبي أشياء أنت تعلمين مسبقاً أنّه يرفضها ولا يحبها كالخروج من البيت للنزهة أو للتجول في السوق لشراء أشيائك الخاصة حتى تأخذين رأيه، لأنّه وان ذهب معك تحت تأثير الضغط أو رغبة في إرضائك فإنّك ستلاحظين صمته المطبق إضافة إلى أنّه ستبدو عليه علامات الضيق وهذا بالطبع لا يريحك. 3-    مما لا شك فيه أنك ستشكين من الفراغ في حياتك خاصة مع ذهاب الأطفال إلى المدرسة وكذلك إنشغال الزوج عنك في الخارج. فكيف تتخلصين من حالة الجمود والروتين الذي يلف حياتك ويهددها؟ إليك سيدتي بعض النصائح. ·       الإشتراك في الجمعيات الخيرية كأن تكون المساهمة على شكل دوام يومي كالتدريس لمحو الأمية.. أو تعلم الحكاية والتطريز في حالة عدم إجادتها. أمّا إذا كنتِ تجيدين ذلك ففتح مشاريع خياطة مع صديقاتك وتقديم المساعدة للمحتاجين والفقراء.. حينها ستجدين الفرق في حياتك وكما إن زوجك مشغول بعمله أنت أيضاً مشغولة بعملك.. وما أجمل شعور الإنسان بأنّه فرد منتج معطاء للآخرين. ·       عندما تتحدي دورك في الحياة وتقرري الإلتزام بخدمة الآخرين اجلسي مع زوجك جلسة انفتاح صريحة. وناقشي معه المشروعات التي تنوين القيام بها واطلبي منه مساعدتك في تنفيذ هذه المشاريع وإنجاحها أو إبداء بعض المقترحات المتعلقة بمثل هذه الأعمال. ولا تنسي إختيار الوقت المناسب لهذه الجلسة والإستعداد النفسي من قبل زوجك لما تودين طرحه: ·       خصّصي وقت للمطالعة والتثقيف الذاتي خاصة فيما يتعلق بشؤون الأسرة والعائلة واحرصي على قراءة بعض الكتب التاريخية التي تتكلم عن حياة شخصيات نسائية كان لها الأثر الكبير في دفع أزواجهنّ نحو التطوّر.. كأمثال زوجة الرسول (ص) خديجة بنت خويلد (ع) حتى قال الرسول الأكرم (ص) في حقها: "صدقتني خديجة حين كذبني الناس وما قام الإسلام إلا على ما خديجة..". ·       وشخصيات أخرى.. إضافة إلى ذلك يمكنك تخصيص بعض المواضيع للمناقشة خاصة تلك التي تكون حسّاسة أو أحداث الساعة والمشاكل المستجدة على الطفل والأسرة يمكن عبر ندوة تشتركين فيها مع بعض صديقاتك لمناقشتها بين فترة وأخرى. ·       اشرحي لأولادك ظروفك عمل والدهم وازرعي فيهم حبه وإحترامه.. قولي لهم أنّه رجل مخلص يتعب نفسه من أجلهم.. وأنّه حريص على خدمة الدين والوطن بكل إخلاص وتفان.. وغيابه ليس تقصيراً منه بحقهم بل إن ظروف عمله تحتم عليه ذلك.. أمّا إذا لاحظت بأن طفل من أطفالك يقارن بين أبيه وزوج خالته أو عمه مثلاً اشرحي له ذلك بتفصيل دقيق ولا تتركيه حتى يقتنع بما تقولين لئلا تنمو عنده مشاعر الشك في حب أبيه. ·       اتفقي مع أحد من أهلك على أن تذهبي بالأطفال برحلة أو نزهة قصيرة في يوم العطلة.. واتفقي مع والدهم بأن يلتحق بكم حتى لو كان في آخر الرحلة. ·       تذكري أن غياب الأب وإنشغاله يتطلب منك أن تكوني قدوة لأولادك تعلميهم الحب والحنان والشعور بالمسؤولية إتّجاه الآخرين. وأن كل هفوة تخرج منك أو سلوك غير حسن يعني أنك تجنين عليهم في المستقبل.. ·       راقبي سلوكهم وتصرفاتهم وكوني مع الحق ولا تأخذك الرحمة والعطف فتتغاضي عن تصرفات أطفالك وذلك من باب الرثاء عليهم.. ·       إصنعي منهم رجالاً مستعدين لمواجهة الحياة وهذا يتطلب منك صبراً وتضحية واعلمي بأنك ستكبرين في نظر زوجك وأولادك لأنك ضحيت بحياتك وسعادتك من أجلهم.. سيكون التقدير والحب والحنان محفوظاً لك على مرّ السنين. ·       إبتعدي عن المحاسبة الدائمة لزوجك واحرصي على إستقباله والإستعداد له ولضيوفه إذا أراد أن يستضيف أحد وأبدي له إستمتاعك لحديثه. ·       لا تتعمدي إحراجه لو وعدك ولم يبر بوعده فلربّما طرأ أمر ما يشغله عن الوفاء بالوعد. وتذكري أنّ الأسلوب الحسن والهاديء في معالجة القضايا والمشاكل هو الأفضل بينما لا تعود ردود الفعل العنيفة والصراخ والتحدي إلا بالفشل والخيبة.

ارسال التعليق

Top