◄عندما تكثر كلمات الأخذ والطلب مثل: "أحب"، و"أريد"، و"أرغب"، قد يكون الوقت قد حان لأن نجلس مع الصغار ونعلّمهم معنى العطاء في الحدود التي لا ترهق النفس، فالطفل الذي يحب أن يأخذ دائماً هو طفل محجوز في منطقة الشعور بالسعادة عندما يأخذ فقط، وهي إلى حدّ ما منطقة محببة لكلّ شخص منّا، فكلّنا نحب أن نشعر بأنّ هناك مَن يهتم بأمرنا ويقدِّم لنا ما نحب، ولكننا كآباء من مسؤولياتنا أن نبدأ بالدخول معهم لمناطق مختلفة، تشعرهم أيضاً بالسعادة وتملؤهم بالثقة والرضا والمشاعر الإيجابية التي تمتد معهم لمراحل متقدمة من العمر، بل سيتعلّم الطفل تحمّل المسؤولية سواء تجاه أُسرته أو مجتمعه أو أُمّته أو عالمه.
- خطوات نحو العطاء:
1- هناك نقطة مهمة يجب أن نلتفت لها، وهي أنّ الطفل الذي يأخذ دائماً هو نفسه الأب والأخ والموظّف الأناني الذي يستهلك من حوله دون أن يقدم أي شيء لهم، سواء مما يملك أو من عواطفه.
2- القدوة أمر مهم، كما هي عادة في كلّ الأمور الحياتية التي نريد أن يتعلّمها الطفل، فهي تنقل الموضوع من كونه موضوعاً نظرياً إلى مرحلة التطبيق العملي الذي يعيشه الطفل من حوله، فإذا رأى الطفل مَن حوله يعطون من وقتهم وأموالهم وعواطفهم ويشعرون بالسعادة من هذا الفعل؛ سينشأ وهو يقدّر ويمارس هذا العطاء.
3- التشجيع دائماً مرحلة تأتي بعد القدوة، والتشجيع يأتي عن طريق إيجاد الفرصة لممارسة العطاء والمساعدة في استغلال تلك الفرصة؛ عن طريق توفير البيئة المناسبة التي يستطيع الابن أن يمارس فيها البذل والعطاء ومساعدة الغير، سواء في المدرسة أو الجامعة أو في المجتمع والأسرة.
4- يجب أن يتناسب تدريب الطفل دائماً من عمره وإمكاناته، ولهذا علينا أن ندعه يختار الكيفية التي يريد أن يعطي بها ومَن سيعطي، ثمّ نشجعه ونسانده وهو بالتالي سيشعر بالثقة بمجرّد وجودنا حوله وتشجيعنا له.
5- تشجيع الطفل لمساعدة الفقراء والمحتاجين بصور مختلفة ستجعله يشعر بمَن هم أقل منه معيشة، ويشعر بمسؤوليته تجاههم، وأنّه يستطيع أن يضع بصمته على حياة أشخاص آخرين، وأنّ باستطاعته أن يغيّر من حياة إنسان للأفضل.
الطرق كثيرة تلك التي نستطيع بواسطتها أن نعلّم الصغارَ العطاء، من لعبة صغيرة يتنازل عن حبه لها ويقدمها لغيره إلى مبلغ من المال يضعه في مكان يحب أن يعطي فيه.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق