• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

البدانة خطر على الحياة الأسرية

البدانة خطر على الحياة الأسرية

تُعدّ البدانة من أعقد الأمراض التي يعانيها الإنسان اليوم، حتى إنّها أصبحت تصيب معظم المجتمعات سواء أكانت مجتمعات غنية أو فقيرة. وعندما يكتسب المرء زيادة في الوزن فإنّ عملية الخلاص من ذلك من الأمور الصعبة، حيث تتطلب الحرمان من تناول الكثير من أصناف الطعام، إضافة إلى ممارسة الرياضة، وهذان الأمران ليسا سهلين على الإنسان.

في دراسة قامت بها مجلةThe monitor  على 3000 حالة طلاق وانفصال في الولايات المتحدة الأميركية وكندا على مدى 5 سنوات، خرجت بحقيقة تكاد تكون مذهلة وهي أنّ 98% من حالات الطلاق والانفصال التي شملتها الدراسة كان سببها البدانة لدى أحد الزوجين أو الاثنين معاً.

وقالت الدراسة إنّ النتيجة شكلت صدمة اجتماعية فلم يكن أحد يتوقع أن تكون البدانة لها كلّ هذه الأخطار على الحياة الأسرية.

فقد قالت 76% من النساء اللواتي شملتهنّ الدراسة إنّ بدانة الزوج كانت تسبب شخيراً عالياً لدرجة أنّهنّ لا يستطعن النوم، ما أدى إلى إصابتهنّ باضطراب نفسي، وهذا بدوره أثر سلبياً في أعمالهنّ وأدائهنّ الوظيفي، كما أنّ قلة النوم كادت تسبب لهنّ انهياراً كلياً. وأضفن أنّهنّ عندما طلبن من الأزواج إنقاص أوزانهم أو علاج الشخير الناجم عن ترهل (اللهاة) كانوا يتحججون بأنّ ليس لديهم الوقت والمال، لذلك فضلن الانفصال على الانهيارات العصبية والنفسية التي كن سيصلن إليها بسبب قلة النوم. وعندما سألتهنّ المجلة عن سبب عدم النوم في غرفة أخرى غير تلك التي ينام فيها الزوج، كانت أجوبتهنّ مختلفة، حيث قال البعض منهنّ، إنّ الشقة ليس فيها سوى غرفتين إحداهما للأولاد وأخرى للزوجين، في حين قال البعض الآخر إنّ صوت شخير الزوج كان يملأ المكان لأنّ بدانته كانت أكثر من المعقول.

أما 6% ممن شملتهنّ الدراسة فقد اعترفن بأنّهنّ اضطررن إلى خيانة أزواجهنّ، لأنّهنّ لم يستطعن التعامل مع أزواج عبارة عن كتل ضخمة من اللحوم والشحوم!

كما أنّ البدانة الزائدة للزوج جعلتهنّ يشعرن بالإحراج عند الخروج معهم في أيّة مناسبة، لذا فضلن الانفصال عنهم لأنّ الحياة أصبحت صعبة حيث إنّ الرجل (حسب وصفهنّ) كلما زاد وزنه قلت لديه الشاعرية والنظرة الرومانسية، وأصبح كلّ ما يفكر فيه عندما يعود إلى البيت ماذا سيلتهم من طعام.

في حين قالت 4% ممن شملتهنّ الدراسة إنّهنّ أصبحن يشعرن بأنّ الزوج البدين إنسان غير قادر على أن يكون أنيقاً، حيث ملابسه فضفاضة مثل جسمه المترهل، وتخرج من جسده روائح عرق سيئة للغاية، إضافة إلى أنّهم يكثرون من التدخين وتناول المشروبات الكحولية، ما زاد أوضاعهم الجسدية سوءاً.

وقالت 10% منهنّ إنّ طلبات الزوج التي لا تنتهي هي السبب وراء الانفصال، حيث إنّ الزوج البدين لا يتحرك في البيت بسهولة فإذا جلس أمام التلفزيون أو اتكأ على الأريكة فإنّه يريد من الزوجة التي هي أصلاً متعبة من العمل في الشركة أو البنك.. إلخ أن تقدم له كلّ شيء وهو جالس لا يتحرك، حتى إذا أحضرت له الطعام أو بعض المشروبات، فإنّه يطلب منها أن تأخذها من أمامه حين ينتهي لأنّه لا يستطيع أن يذهب عدة خطوات إلى المطبخ لوضعها هناك!

عدا عن ذلك إنّ الأزواج الذين يعانون زيادة الوزن لا يساعدون زوجاتهم في المطبخ أو عمل البيت أو مساعدة الأطفال في حل واجباتهم الدراسية، أو أخذ الطفل إلى العيادة الصحية بل كلّ شيء يقع على عاتق الزوجة.

أمّا النسبة الباقية فقد قلن إنّ طلبات الزوج لتحضير الطعام لا تنتهي، وإذا عاد من العمل ولم يجد طعامه جاهزاً يحوّل البيت إلى جحيم، كما أنّ الطعام الذي يخلو من اللحوم الحمراء أو الدواجن لا يتناوله.

-  الأزواج:

أمّا الأزواج فقد قالوا إنّهم تقدموا إلى المحاكم للانفصال عن زوجاتهم اللواتي أصبحن يعانين السمنة لأنهنّ يرفضن إنقاص أوزانهنّ، ما جعلهم يرفضون الخروج معهنّ في المناسبات مما اضطرهم إلى أن يبحثوا عن صديقات ليخرجوا معهنّ.

كما قال البعض إنّه لا يستطيع أن يتخيل زوجته وكأنّها حبة كمثرى يتندر عليها أصدقاؤه ومعارفه، وإنّه كلما طلبت منها أن تذهب إلى نادٍ رياضي لإنقاص وزنها كانت تذهب مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع ثم تتوقف لأنّها لا تحبّ الرياضة.

في حين قال البعض الآخر إنّ زوجاتهم فقدن وظائفهنّ بسبب زيادة أوزانهنّ، وبالتالي أصبحن عبئاً ثقيلاً عليهم، لذا اضطروا إلى طلب الطلاق أو الانفصال ليتخلصوا من هذا العبء الثقيل.

كما قالت نسبة أخرى من الرجال إنّ زوجاتهم بعد أن أصبحن يعانين السمنة لم يعدن (مريحات) في اللقاءات العاطفية، لذا اضطروا للبحث عن امرأة يكون جسمها عادياً بدلاً من زوجاتهم.

ومهما تكن الأسباب التي ساقها الرجال والنساء الذين شملتهم الدراسة، فإنّ السمنة والبدانة الزائدة من الأمور السيِّئة على الإنسان ذكراً كان أم أنثى، وقد أثبتت الدراسات الحديثة التي قامت بها جامعات ومعاهد طبية ونفسية متخصصة أنّ السمنة لها جوانب سلبية للغاية سواء من الناحية الصحّية أو النفسية.

ونصحت المجلة الأزواج والزوجات الذين يعانون بعض الأمور السلبية أن يتخلصوا منها كالسمنة والتدخين واعتماد طرف على طرف آخر في أداء الواجبات المنزلية، وذلك من أجل حياة أسرية.

ارسال التعليق

Top