• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الزواج الثاني

د. فوزية الدريع

الزواج الثاني

الأغلبية، إنْ لم يكن كل الذين يتزوجون، يدخلون نظام الزواج والنيّة الرئيسية أنّ هذه العلاقة للعمر كله. قلّة نادرة مَن تدخل الزواج معتقدة أنّه تجربة، وبعده ستكون تجربة زواج ثانية. لكن، يحصل ألّا ينجح زواج لأي سبب كان، ويجد الرجل والمرأة، برغبة كليهما أو أحدهما، أنّ الزواج انتهى، وأنّ كل واحد منهما قد يُقبل، إذا وجد الفرصة، على زواجٍ ثانٍ.
وهذا الزواج، حتى ينجح، هناك نقاط رئيسية يجب مُراعاتها.
1- يجب دراسة أسباب فشل الزواج الأوّل. فدراسة التجربة تُقلل احتمال تكرار هذه الأخطاء. وهنا مسألة مهمة، وهي أنّ فشل الزواج قد يكون أحياناً خطأ طرف واحد، ولكنه في الأغلب خطأ الطرفين. والذكي مَن يدرس حجم خطئه ويستفيد منه.
2- يجب ألّا تُقبل على الارتباط بشخصٍ ثانٍ، حتى يكون قلبك ونفسك قد ودّعا الطرف الآخر بشكل حقيقي، وتكون قد تخلّصت من أي عواطف ومشاعر قد تظلم فيها نفسك والطرف الجديد.
3- لا تدخل الزواج الثاني وأنت أسير مشاعر سلبية: غيرة من الشريك الأوّل:، حقد على الأوّل، أو إحساس بالذنب.
4- قد يكون بينك بين الشريك الاوّل أطفال. لتكن اللقاءات والمحادثات محدودة ورسمية. ولكن، إن لم تكن هناك علاقة، فيفترض ألا يكون هناك أي تواصُل.
5- إذا كان هناك أطفال، يجب أن يكون نقاش وضعهم واضحاً مع الشريك الجديد.
6- لا تتحدث أبداً سلباً أو إيجاباً عن الطرف السابق. واعتمد عبارة مُؤدَّبة مثل "كل شيء قسمة ونصيب". فهذه أفضل إجابة لكل التساؤلات.
7- إذا كان هناك أطفال لك فحضّرهم لقرارك بالارتباط، وأوضح لهم أنّ هذا لن يؤثر في مكانتهم عندك.
8- إذا كان الطرف الثاني هو مَن لديه أولاد، فيجب أوّلاً تقدير مشاعرهم بأنك (امرأة ورجلاً) غريب عليهم، جئت لتحتل مكانة كانت تخص إنساناً عزيزاً عليهم. كذلك، لا يجب افتراض أنهم أعداء.
وإذا كان الشريك الجديد لديه أطفال، فعليك أن تحبّهم وترعاهم. وبذلك تكون قد حجزت لنفسك مكانةً في قلب الآخر. فمن يحب أبنائي بحبني وأحبه.
بالطبع، البعض بودّه فعلياً لو أحَبَّه أبناء الطرف الثاني، أو حتى شريك الحياة، خاصة إذا كانت العلاقة هي زواجاً تقليدياً. لكن الحب لا يأتي أحياناً بسرعة، بل قد يحتاج إلى وقت. والحياة علّمتنا أنّ كل ما يأتي بتدرُّج يكون أقوى.
وقد يكون هناك تحفُّظ وإحراج من فتح المشاعر مع الطرف الجديد. وهذه يجب وضع حد لها، وأن تكون هناك شجاعة فتح القلب للطرف الجديد.
قد يكون لكل طرف خبراته، ومن ضمن حِيَل الدفاع وضع الحواجز. والطرف الذكي مَن يزرع الأمان ويُزيل الحواجز.
والزواج الأوّل قد يكون له طريقته وروتينه. فحذارِ من نقل الروتين الخاص بالزواج الأوّل إلى الزواج الثاني، وحذارِ من البوح بذلك للطرف الجديد. ومن الحكايات الساذجة التي سمعتها أنّ امرأة قالت لزوجها الثاني: "أنا معتادة أن أنام على جهة اليسار مع زوجي الأوّل". إنّ أي ذِكْر لروتين مُعيّن في الزواج السابق هو سلوك غير ذكي.
الحياة الجنسية للزواج الأوّل محظور الحديث فيها مع الشريك الجديد، حتى لو أظهر قبولاً وتشجيعاً بهذا الأمر. وإذا أظهر الشريك الجديد فضولاً ورغبة في معرفة هذا الأمر، كشف ذلك عن مشكلة أخلاقيّة وعقليّة ونفسيّة. والأمر نفسه صحيح لو تطوّع أيّ طرف ليحكي حكاياته.
كل شريك حياة له أسلوبه الجنسي وطُرق إشباع قد تختلف. فحذارِ من القول إنّ هذه الطريقة مختلفة عمّا تعرفه أو تعرفينه من الزواج السابق. فمسألة المُقارنة في الأمور الجنسية خطيرة، حتى لو كانت بين الشخص ونفسه.
ويحصل أن تكون الحياة الجنسية الجديدة فعلياً أسوأ من العلاقة السابقة. وترك الإنسان نفسه يتألم من ذلك خطأ كبير. لذا، الأفضل التركيز على نعمة الفرصة الجديدة، والتركيز على إيجابياتها.

ارسال التعليق

Top