• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

المال والبنون والباقيات الصالحات.. زينةُ الحياة وكمالُ الآخرة

أسرة

المال والبنون والباقيات الصالحات.. زينةُ الحياة وكمالُ الآخرة
 في هذا الموضوع مقارنة بين عينتين ذكرتا في القرآن الكريم على النحو التالي:- - العيِّنة الأولى: قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) (الكهف/ 46).   - العيِّنة الثانية: قال عزّ وجلّ: (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا) (الكهف/ 46).   - العلامات الفارقة للعيِّنة الأولى: 1- (المال) و(البنون) زينة وتفاخر وتكاثر.. إنّهما يجلبان البهجة والسرور لا سيّما إذا كان (المال) من حلالٍ وفي حلال، وإذا كان البنون من حلالٍ وفي صلاح. 2- (المال) يُحقِّق مُتعةً مادِّيةً واستمتاعاً للغرائز والشهوات، ويمنح شعوراً بالقوّة، و(البنون) يغنون العاطفة ويملأون الحياة، ويُشكِّلون الذكرى والإمتداد.. كلاهما يضفيان على الحياة أنساً وانشراحاً. 3- كلاهما يمنحان الشعور بالزهو والغرور والقدرة، والإمكانات المُتاحة لتأمين مُتطلّبات الحياة المختلفة. 4- كلاهما فانيا، فلا المال يبقى، ولا الأولاد خالدون.. إنّها ثروتان متزلزلتان.   - العلامات الفارقة للعيِّنة الثانية: 1- الأعمال الخيِّرة الصالحة تُصلح البلاد والعِباد، وميزتها الكُبرى أنّها لا تفنى ولا تموت.. هي حيّة ترافق صاحبها في دنياه وفي قبره وبعد مماته. 2- أصحابها عُقلاء يتفكّرون في الحياة الدنيا فيُميِّزون ما بين الفاني فيها وبين الباقي، فلا يُفرِّطون بحباتهم في الزائل المُتلاشي، وإنّما يوقفونها على ما يدوم ويستمر. 3- حتى (المال) و(البنون) يحسنون التصرّف بهما ليكونا من (الباقيات الصالحات).. فالمال المُنفَق في سبيل الله صدقة رابية نامية، يزداد رصيدها في (بنك الله). والأولاد الصالحون امتدادٌ بعد الإنقطاع عن الدنيا بالموت، لتكون حياة الأب الصالح موصولة من خلال صلاح أبنائه.   - العيِّنتان وجهاً لوجه: 1- المال والبنون (مسؤولية) و(حساب)، والعمل الصالح (ذخيرة) و(رصيد). 2- المال والبنون (مصدر قلق)، والعمل الصالح (مصدر أمان واطمئنان). 3- المال والبنون (فانيان)، والعمل الصالح (باقٍ في الحياتين). 4- المال والبنون (زينة)، والباقيات الصالحات (خيرٌ ثواباً وخيرٌ أملاً).   - العيِّنتان على مسرح الحياة: - الكلمة الصادقة النافعة الصالحة المُصلِحة تُعلِّم بها الجاهل، والضال، والمُتعطِّش.. خيرُ من الدنيا وما فيها. - المدرسة التي تُحفظ فيها هوية الجيل، ودين الشباب، وعفّة الفتيات.. خيرٌ مما طلعت عليه الشمس وغربت. - المؤسسة التي تخدمُ فيها الناس بأيّة خدمةٍ إنسانية، أو فكرية، أو تربوية، أو إنتاجية، أو خيريّة.. خيرٌ من أموال البنوك كلّها. - نصرة المظلوم، وإغاثة الملهوف، وإعانة الضعيف، وحلّ مشكلة المستشكل بمشاكله.. لا يعدلهما مالٌ حتى ولو كان بحجم ثروة (قارون).. ولا يعدلها (بنون) يؤلِّفون عشيرة بأكملها. - وتأييد الحق، وهدم الباطل، ونشر المعروف، ومحاربة المُنكر، ودفع الظلم وتركيز العدل بين الناس.. خيرٌ من التِّيجان والعروش برمّتها.

ارسال التعليق

Top