◄تعتبر إندونيسيا أكبر بلد اسلامي من حيث السكّان، إذ يوجد أكثر من 200 مليون مسلم فيها، ويشكّلون أكثر من تسعين في المئة من السكان، هذا وقد استقبل الإندونيسيون، كعادتهم، الشّهر الفضيل، من خلال الاجتماع الجماهيري الحاشد في الجامع الكبير "الاستقلال" في جاكرتا يوم السّبت.
ورحّب الرئيس جوكو ويدودو بتلك المناسبة، بإصدار رسالة تدعو إلى الوحدة، وسط مخاوف بشأن زيادة التعصّب الديني.
وأضاف جوكو: «آمل أن نزيد خلال شهر رمضان، إخلاصنا، وعلاقة الأخوَّة بيننا والوحدة كدولة».
تقاليد خاصّة ومحلية يمارسها الإندونيسيّون عشيّة الشهر الفضيل الّذي له وقع خاص في نفوسهم، ومن هذه التقاليد الأساسية، زيارة القبور عشيّة الصوم، إذ إنّه تقليد قديم، ثم زيارة بعضهم البعض من أجل التّسامح والمصالحة، مستفيدين من إجازة مدّتها خمسة أيام مع بداية الصوم، حيث تقفل المدارس، وتقوم الجامعات بنشاطات ومسابقات رمضانيّة.
ويتقاطر الناس إلى الأسواق الخاصّة الرمضانيّة، حيث يتبضّعون حاجاتهم، وبخاصّة التمور، التي تعتبر من أهمّ ما يوضع على المائدة، كذلك يقومون بإهدائها إلى بعضهم البعض.
ولا تزال طبول «بدوغ»، المستخدمة في إندونيسيا منذ قرون، تتحدّى أنظمة تكبير الصّوت الحديثة، حيث تصارع هذه الطبول التقليديّة من أجل البقاء، وتزداد أهميّتها في شهر رمضان المبارك.
وتستخدم هذه الطبول لإعلام المصلّين بأوقات الصلاة، إضافةً إلى تنبيه الصائمين بحلول وقتي السّحور والإفطار خلال شهر رمضان، فضلاً عن اقتراب موعد بدء خطبة صلاة الجمعة.
وقبيل حلول شهر رمضان، تبدأ ورش صغيرة في أنحاء إندونيسيا بإنتاج هذا النوع من الطبول، وعرضها للبيع على الطّرقات.
ودأب الطَبَّالون على استخدام طبول «بدوغ» من أجل إيقاظ السكّان لتناول وجبة السحور في رمضان.
وتبدأ الموائد بالتجهيز قبل الغروب في المساجد، حيث يتوافد الناس للإفطار الجماعيّ، ومن ثم الصّلاة، وسماع المواعظ الدينيّة، حيث يجلس الغنيّ إلى جنب الفقير.
وفي ظلّ الأجواء المحتقنة الّتي تعيشها البلاد، يأمل النّاس أن يعمّ السّلام والأمان ربوع البلاد، وأن تبقى بمنأى عن أصوات الفتنة وخطر التطرّف، فالشّهر الكريم مناسبة لتطهير النفوس.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق