• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

دور الشباب وحضورهم في بناء مجتمعاتهم

عمار كاظم

دور الشباب وحضورهم في بناء مجتمعاتهم

یصادف اليوم الثاني عشر من شهر أغسطس/آب، اليوم العالمي للشباب.. البناء والتطوير.. الأمل والطموح.. الواقع الحيّ المتحرك.. الفئة التي يقع عليها عماد تقدّم المجتمع وتطوّره وازدهاره، يقول الحديث النبويّ الشريف: «أوصيكم بالشباب خيراً، فإنّهم أرقّ أفئدة». يعتبر الشباب وقوداً لحركات التغيير في كلِّ المجتمعات، لما يتمتعون به من الحماسة والذكاء، والتجديد والتطلّع دائماً إلى كلِّ ما هو جديد. إنّهم يمتلكون القوّة بأبعادها المختلفة العقلية والجسدية والنفسية، فهم الأقدر على الإنتاج والإبداع والتغيير.

جاء الإسلام ليُعلي من قيمة الشباب ويؤكّد عليها، فهو دائماً ينظر إلى طاقات الشباب وقواه الكامنه ويضع السُّبل التي تعيين الشباب على تسخير تلك الطاقة في الخير والمعروف وبما يعود عليهم بالفائدة في الدنيا والآخرة.. فالشباب في الإسلام هم عماد الأُمّة وضمانة تطوُّرها، وهم طليعة المدافعين عن ثغور هذه الأُمّة، سواء في المجالات العسكرية أو العلمية، أو الاقتصادية أو الصناعية، أو غيرها من القطاعات الحيوية المنتجة.

الشباب مسؤول عن تنمية المجتمع وتحقق حياة أفضل على أرضه عن طريق تعبئة الجهود وتنظيم استخدامها بفاعلية في مواجهة المشكلات التي تواجه المجتمع. للشباب دورٌ كبير في تنمية وبناء المجتمع، ولا يقتصر دورهم على مجالٍ مُحدّد، بل يتقاطع مع جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومُختلف قطاعات التنمية.. فالشباب هم الأكثر طموحاً في المجتمع، وعملية التغيير والتقدُّم لا تقف عند حدودٍ بالنسبة لهم، فهم أساس التغيير والقوّة القادرة على إحداثه، لذلك يجب أن يكون استقطابُ طاقاتهم وتوظيفها أولويةَ جميع المُؤسّسات والمَجموعات الاجتماعيّة التي تسعى للتّغيير. الشّباب قوّةٌ اجتماعيّة هائلة، وبالتّالي يُمكنهم تغيير الكثير من خلال الاشتراك بأعمال التنمية المُجتمعية في جميع المجالات، والمُساهمة في إصلاحها، والتأسيس للأجيال القادمة لتكون ظروفهم أفضل. بالإضافة إلى أنّ روح المُبادرة لدى الشباب، والمُنافسة الشريفة في الإبداع والابتكار تُشجّعهم على إطلاق أفكارهم وخلق مُبادرات ومؤسّسات وجمعيات في مُختلف المجالات، وكلّها تُساهم في تنمية المجتمع حسب عملها.

ويبقى الشباب هم الأمل الواعد، بما يملكون من قدرات، في إعادة رسم البسمة في الحياة، وتنشيط الواقع، والمساهمة في إصلاحه نحو الأحسن، لذا، فإنّ التوازن مطلوب للشباب، وأيضاً توجيههم، وتفعيل طاقاتهم، كي لا تذهب هدراً. لأنّ التوازن في أيّ مرحلة من مراحل حياة الإنسان، يحتاج إلى عملية داخلية يحاول فيها أن يلائم بين متطلباته الجسدية وآفاقه الفكرية. ولابدّ للإنسان الواعي لانتماءاته، والعاملين في حقل التربية، من أن يتحرّكوا في محاولات التوجيه الشبابي، ليؤكّدوا مسألة التوازن في الجانبين المادّي والروحي. إنّ مسؤولية تربية وتوجيه الشباب تقع على عاتق الجميع لأنّها قضية إنسانية يجب أن يساهم فيها كلّ مَن له علاقة بشكل أو بآخر بالشباب. أيضاً من المهم، تعليم الشباب ضرورة التطلع إلى المستقبل والسعي وراء تحقيق مستوى أفضل والاستعداد للعمل من أجل تحقيق ذلك، فواجبهم كمواطنين يملي عليهم التطلّع إلى التقدّم وتحقيق القوّة والعظمة لأُمّتهم وذلك من خلال التحديث ونشر الأفكار والمعلومات الجديدة التي تحفّز الشباب في تعبئة طاقاتهم ومقدرتهم على تخطيط وبرمجة المستقبل.

ارسال التعليق

Top