تعدّ القدرة على التواصل مع صاحب الإعاقة العقلية أمراً غاية فى الصعوبة، خاصّة إذا كان طفلاً، وتمنعه إعاقته من النطق بسهولة وهوالأمر الذى يتعامل معه الأهل بصعوبة شديدة حيث يجب عليهم التعامل مع الطفل بأساليب خاصّة، وعليهم أيضاً تعليمه ومساعدته على التعايش مع إعاقته.
وتقول هالة إبراهيم (أستاذة علم الاجتماع والتربية الخاّصة للأطفال): إنّ التعامل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة ليس بالأمر السهل ويعتبر مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأُسرة.
وتقول أستاذة علم الاجتماع: إنّ التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصّة يحتاج لعدّة طُرُق للتعامل تتمثّل في:
ـ عدم الخوف من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة؛ لأنّ وجود إعاقة لا يعني أنّ الأمر مخيف.
ـ التعامل معهم بطريقة طبيعية؛ وذلك لأنّ بعض الأطفال والمراهقين يشكّون أنّ لديهم شعوراً غير واثق تجاه إعاقتهم، لذا يجب التعامل معهم بشكل هادئ وطبيعي.
ـ يجب التكلّم مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة بنفس الطريقة التي يتم بها التحدّث مع أي طفل طبيعي آخر، دون استخدام أي تعبيرات طفولية أو نبرة صوت غير مناسبة معهم.
ـ لابدّ من التعرُّف على نقاط القوّة لديهم، وتشجيعهم على إظهار مواهبهم، والتعامل معهم بذات الطريقة التي يتم التعامل بها مع الأطفال الطبيعيين.
ـ إتاحة المجال أمامهم من أجل مساندة مَن حولهم من الأشخاص؛ سواء كان ذلك باحتضان إنسان محتاج للعاطفة، أو تقديم المساعدة في حال احتاج أحدهم مساعدة في حل الواجبات المدرسية.
ـ النظر إليهم بالطريقة التي يودون من الآخرين رؤيتهم بها، مع مراعاة احتياجاتهم والاستماع لهم.
ـ يجب التعرُّف على ماهية الإعاقة المصاب بها الطفل، والتواصل مع أهل أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة للحصول على معلومات لتحديد احتياجاته بشكل دقيق.
ـ احترام اختلاف الطفل عن الآخرين، مع تعليمه ألا يخجل من الأدوات التي يستخدمها، وألا يحاول الظهور بشكل طبيعي كباقي رفاقه، بل عليه تقبُّل حالته وإعاقته، كما يجب تعليم مَن حوله بأن يقبلوا اختلافه عنهم .
ـ دعوة الطفل للتعرُّف على أطفال آخرين ذوي احتياجات خاصّة، وتعريفه على قصصهم، ممّا يساهم في إشعاره بأنّ الحياة الجيِّدة ممكنة مع وجود إعاقة.
ـ تجنّب الجمل الطويلة: حيث أنّه من أهم التحدّيات التي تواجه ذوي الإعاقة هي معرفته أين تنتهي الكلمة في الجملة.
لذلك حاول أن تجعل كلامك بجمل قصيرة وأن تصمت لبرهة بين كلّ كلمة والكلمة التي تليها في الجملة، وذلك لتساعده على فهم ما تريد إيصاله له.
- اختيار الكلمات البسيطة عند التحدّث مع الطفل، احرص على أن تبتعد عن الكلمات المعقّدة والصعبة.
- الحرص على النظر المباشر: يؤدِّي النظر المباشر من المتكلّم نحو المستمع إلى مزيد من الفهم لما يتم التحدّث عنه، فضلاً عن أنّ الطفل من ذوي الإعاقة العقلية يدرك من خلال نظرتك مدى أهميّة ما تريد قوله له.
- لا تفقد أعصابك: يجب أن تعلم أنّه في بعض الأحيان قد لا يتمكن ذو الإعاقة من تفهم ضرورة أن يستوعب ما تقوله بسرعة، لذا حاول أن تهدأ وتتحدّث بوتيرة معتادة بالنسبة له، فالعصبية ستزيد الأمر سوءاً.
- التعامل معه باحترام: من ضمن أهم الأُمور التي يجب مراعاتها أن تتعامل مع الطفل باحترام وتعاطف، فهو ليس أقل شأناً منك، لذا فإنّ أي تعديل بنبرة صوتك يمكن أن يلتقطه بسهولة نظراً للعديد من التجارب التي مرت به فيما يتعلّق بهذا الأمر.
ـ يجب أن تعلم بأنّ مَن لديه أحد أنواع الإعاقات العقلية يواجه تحدّيات كثيرة ليتمكن من التعامل مع الحياة، وهذه التحدّيات لا يتمكن منها الجميع، لذا عليك أن تقدّر جهوده وقدراته على التكيّف وأن تحرص كلّ الحرص على ألا تهينه بكلمة يمكن أن تسبّب أذى مضاعفاً له.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق