• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الأخوّة الإسلامية أساس الخير

عمار كاظم

الأخوّة الإسلامية أساس الخير

الأخوّة الإسلامية من أوثق ألوان الترابط الاجتماعي الذي هو من شرائح الحقوق العامّة للإنسان.. فالأخوّة الإسلامية لم تكن شعاراً زائفاً، وإنّما هي حقيقة واقعة، وأصل بارز من أصول الإسلام، ولم تقم على أساس قبلي أو إقليمي أو عاطفي، كما لم تبن على أُسس سطحية، وإنّما بُنيت وأُقيمت على أنّها جزء لا يتجزّأ من العقيدة الإسلامية، يُسأل عنها المسلم، ويُحاسب على إهمالها، وبذلك أصبحت قوّة هائلة تمدّ المجتمع بالإيثار والتعاون.

ففي بداية الدعوة الإسلامية، قدّم المسلمون في المدينة لإخوانهم المهاجرين جميع ألوان المعونة، وشاركوهم في ديارهم وأموالهم، كما شاركوهم في مكاره الدهر، وخلقوا بذلك أنموذجاً فريداً من التكامل الاجتماعي لم يعهد له نظير. ووصف النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) المجتمع الإسلامي في تقارب عواطفه ووحدة مشاعره بأنّه كالجسم الواحد، فإذا تألم عضو منه، سرى الألم إلى بقيّة الأعضاء «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى».

لقد أراد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تكون الأخوّة الإسلامية كالأخوّة النسبية في قوّتها ومكانتها، امتثالاً لقوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) (الحجرات/ 10). لقد أوجب الله تعالى صيانة هذه الأخوّة بالإصلاح فيما إذا شجر بينهم خلاف، أو عصفت فيهم ريح التفرقة والعداء.

إنّ الأخوّة الإسلامية ليست مجرّد عاطفة ظاهرة، وإنّما هي علاقة وثيقة تمتدّ إلى أعماق القلوب، ودخائل النفوس، وقد وصفها النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: «لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه». إنّ الأخوّة الإسلامية حبّ وولاء ومودّة وإخلاص، وقد بعث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلاً في حاجة له، فأبطأ عليه، فقال له: «ما أبطأك؟ العري. أما كان لك جار له ثوبان يعيرك أحدهما؟. بلى يا رسول الله. فتألم النبيّ وقال: ما هذا لك بأخٍ».

كما قال الإمام الصادق (عليه السلام): «المسلم أخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه، ولا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يغتابه». هذه حقيقة الأخوّة التي ينشدها الإسلام. وفي مقام آخر قال الإمام الباقر (عليه السلام): «إنّ المؤمن أخو المؤمن؛ لا يشتمه، ولا يحزنه، ولا يسيء الظنّ به».. هذه هي الأخوّة الإسلامية قائمة في أعماق القلوب، توحّد الكلمة، وتجمع الشمل، وتنفي الفرقة، وتزرع بذور الخير أينما نكون.

ارسال التعليق

Top