• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

تلوث الهواء.. القاتل الصامت

تلوث الهواء.. القاتل الصامت

يستنشق نحو 90 في المائة من الناس، خلال حياتهم اليومية، هواء ملوثاً ضاراً بصحتهم. وقد وصفت الأمم المتحدة تلوث الهواء بأنّه أهم قضية صحية في عصرنا الحالي..

1- تلوث الهواء يقتل الملايين ويضر بالبيئة

رغم أن تلوث الهواء لم يعد يحظى باهتمام كبير خلال الأشهر الأخيرة، لكنّه لا يزال يشكل خطراً مميتاً بالنسبة للكثيرين: فهو يتسبب في حالات مثل أمراض القلب وأمراض الرئة وسرطان الرئة والسكتات الدماغية، ويُقدر أنّه يتسبب في وفاة واحد من بين كلّ تسعة من المواليد الخدج، أي حوالي سبعة ملايين حالة وفاة سنوياً.

يضر تلوث الهواء أيضا ببيئتنا الطبيعية. فهو يقلل من إمداد الأكسجين في محيطاتنا، ويصعب عملية نمو النباتات، ويساهم في تغير المناخ.

ولكن على الرغم من الأضرار التي يسببها تلوث الهواء، هناك علامات مقلقة على أن العديد من البلدان لا تنظر إليه على أنّه أولوية: فقد كشف أول تقييم من نوعه، على الإطلاق، أجراه برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بشأن قوانين جودة الهواء، في 2 أيلول/سبتمبر، عن أن حوالي 43 في المائة من البلدان تفتقر إلى تعريف قانوني لتلوث الهواء، ونحو ثلث البلدان لم تعتمد بعد معايير جودة الهواء الخارجي التي يفرضها القانون.

2- الأسباب الرئيسية لتلوث الهواء

هناك خمسة أنواع من النشاط البشري مسؤولة عن معظم تلوث الهواء: وهي الزراعة، وسائل النقل، الصناعة، النفايات والمنازل.

تنتج العمليات الزراعية والماشية غاز الميثان، وهو أحد غازات الدفيئة القوية للغاية، ويسبب الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى. ويعد الميثان أيضا منتجاً ثانوياً لحرق النفايات، والتي تنبعث منه سموم ملوثة أخرى، والتي تنتهي بدخول السلسلة الغذائية. وفي الوقت عينه، تطلق الصناعات كميات كبيرة من أول أكسيد الكربون والمواد الهيدروكربونية والجسيمات الثقيلة الضارة والمواد الكيميائية.

ولا تزال وسائل النقل مسؤولة عن حدوث الوفيات المبكرة لمئات الآلاف من الأشخاص، على الرغم من التخلص التدريجي العالمي من الوقود المحتوي على الرصاص الخطير في نهاية شهر آب/أغسطس.

وقد أشاد كبار مسؤولي الأمم المتحدة بهذا الإنجاز البارز، بمن فيهم الأمين العام، الذي قال إن الخطوة ستحول دون حدوث حوالي مليون حالة وفاة مبكرة كلّ عام. ولكن مع ذلك، تستمر المركبات في بث الجسيمات الدقيقة الضارة وغاز الأوزون والكربون الأسود وثاني أكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي؛ وتشير التقديرات إلى أن معالجة الحالات الصحية الناجمة عن تلوث الهواء تكلف حوالي 1 تريليون دولار سنوياً على مستوى العالم.

- الأنشطة المنزلية الضارة بالصحة والبيئة مسؤولة عن حوالي 4.3 مليون حالة وفاة كل عام. وذلك لأن العديد من الأسر توقد النيران بصورة مكشوفة وتستخدم مواقد غير فعالة داخل المنازل، مما يؤدي إلى قذف الجسيمات السامة وأول أكسيد الكربون والرصاص والزئبق.

3- قضية ملحة

ويكمن السبب في دق الأمم المتحدة أجراس الإنذار حول هذه القضية الآن، في أن الأدلة على آثار تلوث الهواء على البشر آخذة في التزايد. ففي السنوات الأخيرة، وُجد أن التعرض لتلوث الهواء يساهم في زيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري والخرف وضعف النمو المعرفي وأنخفاض مستويات الذكاء.

وعلاوة على ذلك، فقد ثبت، منذ سنوات، أن تلوث الهواء مرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.

ويتوافق القلق بشأن تلوث الهواء مع الإجراءات العالمية المتزايدة لمعالجة أزمة المناخ: لأن تلوث الهواء يعد قضية بيئية وصحية في آن واحد، والإجراءات التي يتم اتخاذها بهدف تنظيف السماء ستسهم في قطع أشواط طويلة في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

4- تحسين جودة الهواء مسؤولية الحكومة والقطاع الخاص

في اليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء، تدعو الأمم المتحدة الحكومات إلى بذل المزيد من الجهد للحد من تلوث الهواء وتحسين جودته.

وتشمل الإجراءات المحددة التي يمكن أن تتخذها الحكومات تنفيذ سياسات متكاملة بشأن جودة الهواء وتغير المناخ؛ التخلص التدريجي من السيارات التي يتم تشغيلها بالبنزين والديزل؛ والالتزام بخفض الانبعاثات الناتجة من قطاع النفايات.

يمكن للشركات أيضاً أن تحدث فرقاً من خلال التعهد بتقليل النفايات والقضاء عليها في نهاية المطاف؛ التحول إلى أستخدام المركبات منخفضة الانبعاثات أو المركبات الكهربائية في أساطيل النقل الخاصة بها؛ وإيجاد طرق لخفض انبعاثات ملوثات الهواء من منشآتها وسلاسل إمدادها.

5- وهي مسؤوليتنا أيضاً:

على المستوى الفردي، وكما تظهر التكلفة الضارة للأنشطة المنزلية، يمكن تحقيق الكثير إذا غيرنا سلوكنا. يمكن أن تشمل الإجراءات البسيطة أستخدام وسائل النقل العام أو ركوب الدراجات أو المشي؛ تقليل النفايات المنزلية والتسميد؛ تناول كميات أقل من اللحوم عن طريق التحول إلى نظام غذائي نباتي؛ والحفاظ على الطاقة.

ويمكننا تشجيع مجتمعاتنا ومدننا على إجراء تغييرات من شأنها أن تساهم في جعل الأجواء أكثر نظافة: وتشمل هذه الأنشطة تنظيم أنشطة غرس الأشجار، وزيادة الوعي بالفعاليات والمعارض، والالتزام بتوسيع المساحات الخضراء المفتوحة.

 

المصدر: صفحة أخبار الأمم المتحدة

تعليقات

  • 2022-02-02

    محمد رموز

    ثلوت الهواء يشكل خطرا على صحتنا. وضعف الأوكسجين في الهواء مع كثرة الفيروسات والمتحورات تهدد جهازنا التنفسي كما تشكل خطرا على صحة الأطفال. والوفيات في ارتفاع بسبب تلوث البيئة والأراضي الفلاحية وكثرة النفايات في المنتزهات.

ارسال التعليق

Top