◄الهدف من الصلاة يُكمن في التالي:
1- (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) (العنكبوت/ 45).
2- عن النبيّ (ص): "إنّما مَثَلُ الصّلاةِ كَمَثَلِ نَهْرٍ بِبابِ رَجُلٍ غَمْرٍ عَذْبٍ يَقتَحِمُ فيهِ كُلّ يَوْمٍ خَمْسَ مِرارٍ فَما تَرَوْنَ ذلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ".
3- عن الإمام عليّ (ع): "أوجَبَ الله الإيمانَ لِتَطهِير الناس من الشِّركِ والصّلاة لتطهيرهم من الكِبرِ".
4- عن الإمام جعفر الصادق (ع): "أوّلُ ما يُسألُ العَبدُ يَومَ القيامَةِ في الصّلاةُ، إنْ قُبِلتْ قُبِلَ ما سِواها، وإنْ رُدّتْ رُدّ ما سِواها".
للصلاة بالإضافة إلى شروط الصحّة هناك شروط للقبول، وبتعبير آخر شروط للكمال، وتعتبر رعاية تلك الشروط عاملاً مؤثّراً لترك الكثير من الذنوب.
عن النبيّ (ص): "مَن شَرِبَ الخَمْرَ وسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاة أربَعِينَ صباحاً وإنْ مات دَخَلَ النّارَ".
عن النبي (ص): "مَن أكَلَ لقمةَ حرام لم تُقبَل لهُ صلاة أربعين لَيلةً".
عن الإمام محمّد الباقر (ع): "إنّ الله تبارك وتعالى قَرنَ الزّكاة بالصّلاةِ فقال: (أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) فمَن أقامَ الصَّلاةَ وَلَم يُؤتِ الزَّكاةَ فكأنَّهُ لَم يُقِم الصَّلاة".
إنّا نرى بعض المصلّين يرتكبون من الفواحش والمنكرات ما لا يرتكبه بعض تاركي الصلاة! فكيف لا تنهاهم الصلاة عن الفحشاء والمنكر؟!
إنّ منشأ هذا السؤال تصوّر أنّ الصلاة كجرعة الدواء المضاد للصداع، فكما أنّ تناوله يزيل الصداع من الرأس، فكذلك أداء الصلاة يزيل الفحشاء والمنكر من السلوك.
وهذا خطأ في التصور.. لأنّ العلاجات السلوكيّة تقدّم للإنسان دوافع معيّنة تجعله يرجّح – بإرادته – لوناً من السلوك ويستبعد لوناً آخر.
إنّ الصّلاة لا تجعل الإنسان مقيّداً مسلوب الإرادة، ولا مجبراً على ترك الفحشاء والمنكر، وإلّا لما استحق الثواب، بل تهيئ في نفسه الدوافع الصالحة التي تدفعه لترك الفحشاء والمنكر، ولذا عبّرت الآية بـ(تنهى) وليس بـ(تمنع).
الصلاة غنية بالدوافع النفسيّة الصالحة لإبعاد الإنسان عن الفواحش والمنكرات، وهي دوافع تقع تحت اختيار الإنسان وإرادته، وتتوقّف استفادتها من الصلاة على تفهّم المرء لصلاته، وخشوعه عند أدائها، فمثل هذه الصلاة الواعية المتجاوبة، هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر.
ما صورة الصلاة التي يمكنها أن تحقق للمصلي ذلك؟
عن النبيّ (ص): "يا أبا ذر، ركعتان مقتصدتان في تفكّر، خيرٌ من قيام ليلة والقلب لاهٍ".
عن النبيّ (ص): "لا يزال الشيطان ذَعِراً من المؤمن، ما حافظ على مواقيت الصلوات الخَمس، فإذا ضيعهنّ؛ اجترأ عليه فأدخله في العَظائم".
عن الإمام الصادق (ع): "إذا صلّيت صلاة فريضة فصلّها لوقتها صلاة مودّع يخاف أن لا يعود إليها أبداً، ثمّ اصْرف بصرك إلى موضع سجودك، فلو تعلم مَن على يمينك وشمالك لأحسنت صلاتك، واعلم أنّك بين يدي من يراك ولا تراه".
خُلق الإنسان من أجل أن يتكامل في هذه الحياة، لينال رضوان الله في الآخرة، ولا يتحقق له ذلك إلّا من خلال الارتباط بالله. وأفضل وسيلة للارتباط بالله هي الصلاة.
أداء الصلاة بتوجه قلبي تام وخشوع ووقار، بلا استعجال ولا غفلة، من وسائل تحقيق الصلاة لغاياتها.
لترك الصلاة آثار خطيرة في حياة الإنسان، مضافاً إلى حرمانه من رحمة الله، وترتب عذاب الآخرة.
عن النبيّ (ص): "ما بَيْنَ المُسْلِم وبَيْنَ أن يَكْفُرَ إلّا تَرْكُ الصّلاةِ الفَريضةِ مُتعمِّداً أو يَتَهاوَنَ بها فلا يُصَلِّيَها".
عن الباقر (ع): "لا تتهاون بصلاتك فإنّ النبيّ (ص) قال عند مَوْتِه: لَيْسَ مِنِّي مَنِ استَخَفّ بصلاتِهِ".
عن النبيّ (ص): "لكُلّ شَيءٍ وَجْهٌ ووَجْهُ دينكُمُ الصّلاةُ فلا يَشِينَنّ أحدُكُمْ وضْحَ دينِهِ".
عن الإمام الكاظم (ع): "لمّا حَضَرَ أبي الوَفاةُ قال لي: يا بنيّ إنّه لا ينالُ شفاعَتَنا مَنِ استَخَفّ بالصّلاةِ".
عن الإمام الصادق (ع): "إنّ العبد إذا صلّى في وقْتِها وحافَظَ عليها ارْتَفَعَتْ بيضاء نقيّةً تقولُ حَفِظتَني حَفِظَكَ الله وإذا لم يُصلِّها لوَقتِها ولم يُحافِظْ عليها ارتفعت سوداء مُظلِمَةً تقول ضيّعْتَني ضيّعَكَ الله".
عن أمير المؤمنين عليٌّ(ع): "إذا قامَ الرّجُلُ إلى الصّلاة أقبَلَ إبليس يَنْظُرُ إليه حَسَداً لما يَرى من رَحْمَة الله التي تغْشاهُ".►
المصدر: كتاب طريقُ سَعادَتي
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق