• ٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أحب الناس الى الله

أسرة البلاغ

أحب الناس الى الله

(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) (آل عمران/ 30).(يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (البقرة/ 215).

سأل رجل رسول الله (ص) فقال: (أيُّ الناس أحبُّ الى الله، قال: أنفع الناسَ للناسِ). وروي عنه (ص) قوله: (الخَلقُ كُلهم عِيالُ اللهِ، فأحبُّ الخَلق الى الله، أحسن الناس الى عياله). وروي عنه (ص) قوله: (الدّالُ عل الخَيرِ كَفاعله). وروي عنه (ص): (لا تَعمل شيئاً من الخَيرِ رِياءً، ولا تَدعه حياءً). وروي عن علي بن ابي طالب (ع)، انه قال: (قولوا الخَير تُغرفوا به، واعملوا الخير تكونوا من أهله). المبادىء والقوانين والانظمة والافكار والنظريات، التي وضعها الانسان، في مجال الاخلاق والسياسة والاجتماع والاقتصاد والنفس والاداب... الخ، تعبّر عن الوضع الفكري والنفسي والاجتماعي لواضعيها ومشرعيها.. وواضح ان طبيعة التكوين الانساني، هي طبيعة قاصرة ناقصة.. وان الناس في تكوينهم النفسي والفكري والاخلاقي، وتربيتهم الاجتماعية، يختلفون من فرد الى فرد، ومن بيئة الى بيئة.. لذا كانت بعض الافكار والنظريات تحمل اوضاعاً نفسية واخلاقية مريضة ومعقّدة، تعبر عن الوضع الاخلاقي والنفسي والاجتماعي، المعقّد والمريض، لواضعيها ومُشرعيها، والذي اكتسبوه عن طريق البيئة، أو الوراثة والتربية.. ولذا نشاهد بعضها يحمل روح الحقد والانتقام، وبعضها يحمل روح التحلل والفوضى.. وبعضها يعكس الطبيعة الانانية الجشعة لأصحابها.. فهي في كل صورة من صورها، تعكس طبيعة الشخصية، والمزاج، والحالة النفسية لواضعها.. ان الفكر هو صورة النفس، وصيغة الذات.. وان مأساة الانسان في هذا العالم، ومصدر الشرور والمعاناة، تكمن في هذه الافرازات المرضية، والرشح المسموم للتفكير والاتجاه المرضي، والذي يصاغ ويحوّل الى فلسفات ونظريات، يخدع بها الانسان، أو تفرض عليه بالقهر والغلبة.. وهذا هو الفارق الاساس، بين الاسلام وغيره من المبادىء والنظريات، فهو رسالة الله الى الناس، ودعوته لاصلاح الانسان والمجتمع، المجردّة من نوازع الذات البشرية الشريرة، وأمراضها الفردية والاجتماعية.. فالاسلام يعبر بقوانينه واخلاقه ودعوته ومبادثه، عن كمال الخالق العظيم، مصدر الخير، والعلم، والرحمة، والحبّ، والجمال، في هذا العالم. انّ صفات هذا الخالق العظيم، واضحة، ظاهرة، في دعوة الانبياء والمرسلين، وفي روح الخير، والحبّ، والسلام، في هذه المبادىء. ان من الأسس التي يبني عليها النظام الاجتماعي والاخلاقي في الاسلام، هو الدعوة الى فعل الخير.. وان يكون الانسان، قوة خير وعطاء، واصلاح في هذا العالم.. متحرراً من النزعات الشريرة، والانانية المقيتة، التي تحول بينه، وبين التفكير في الخير، وفعله للناس وللمجتمع.. ان مشكلة الانسان الاجتماعية، تكمن في الانانية.. وحبّ الخير للنفس، وعدم الاهتمام بخير الآخرين، احياناً، ومنع الخير عن الآخرين، احياناً أخرى. إنّ هذه النزعة الشريرة.. (نزعة الانانية) و(منع الخير عن الآخرين) التي سماها القرآن بـ(الشُّح) فاستنكرها، وذمّ الانسان المتصف بها، وعدّه من المجرمين، والمعتدين على القيم والحياة الانسانية، وتوعّده بالويل والعذاب، لهي مصدر المحنة، والمشاكل في هذا العالم.. فهي السبب في مشكلة الفقر، وهي السبب في العدوان والكراهية، وهي السبب في الحقد والحسد، وهي السبب في الحرمان والمعاناة.. قال تعالى: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ* مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ) (ق/ 24-25). قال تعالى: (.. وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (النساء/ 128). وللسبب ذاته، اعتبر الفّلاح والنجاة، في الوقاية من هذا المرض الاخلاقي الخبيث. فقال تعالى: (.. وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (التغابن/ 16). ويتحدّث الرسول (ص) عن الخير وفاعله في هذا المجتمع، ليفهم الانسان المسلم، والمجتمع المسلم. ان المجتمع الاسلامي، مجتمع تعاوني.. وان الخدمة الاجتماعية التي يقوم بها العالم، والفلّاح، والطبيب، والمعلم، والمفكر، والمصلح الاجتماعي، والآمر بالمعروف، ومن يساهم في مشاريع الخير، أو يقدّم عوناً، ومساعدة لفقير، أو محتاج.. . إنّ كل تلك الخدمات، هي اعمال خير، يساهم الناس الاخيار في اسدائها للمجتمع.. . وان هؤلاء الفاعلين للخير، الذين ينطلقون في عملهم من معرفة الله، وحبّ الخير لوجهه الكريم، هم خير الناس.. لأنهم أنفع الناس الناس.. . ان الرسول الكريم (ص) يجعل مقياس التفاضل الاجتماعي فيما قدّم لنا من منهج وطريقة حياة، هو خدمة المجتمع، وتقديم المنافع الاجتماعية، قربة الى الله تعالى، ومن دون مقابل مادي، أو حساب اناني.. . ان هذه النظرة الاسلامية، التي تنظر للمجتمع، كأسرة واحدة، وعائلة واحدة، والى الخلق – الانسان والحيوان والنبات – انه عيال الله.. المعتمد عليه في تدبير الشؤون، وتوفير الحاجات والمستلزمات، لتعطي مفهوماً انسانياً، يفيض بالقيم والمعاني الحياتية السامية، التي توسع دائرة الخير.. وتعمّق مسؤولية الانسان في عالم الاحياء، وتضع هذا العالم بجميع افراده وعناصره في أطار الوحدة والتكامل. لتعمق الفهم والوعي الحضاري، وتؤكد دور الانسان في رعاية هذا العالم النامي المتكامل.. ان الانسان بحاجة الى الخير والمنفعة، ورعاية الانسان.. والنبات بحاجة الى الخير والمنفعة، ورعاية الانسان.. . إنّ الإنسان هو سيد هذه الارض، والمستخلف فيها، والمكلف باعمارها، ورعاية الحياة فيها، لذلك نجد النبي صالحاً (ع) يخاطب قومه، ويوضح لهم هذه الحقيقة، فيحكيها القرآن للعبرة والموعظة. قال تعالى : (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) (هود/ 61). ولذلك نجد الرسول الكريم محمداً (ص)، يحث على فعل الخير، ويعتبر فاعله من خير الناس.. ونجد مصاديق الدعوة الى الخير، وتوسيع دائرة محيطه، ليشمل الحيوان والنبات واضحاً في قوله (ص) لرجل يسأله: هل يُعد سقي الكلب ماءً صدقة..؟ فيجبه: (في كل كبد حرّا صدقه).. كما نجد مصداق هذه الاخلاق النبوية، مجسداً في سلوك الرسول (ص) وسيرته العطرة.. تمرّ بجانبه (ص) قطة عطشي، فيميل لها الاناء بيده الشريفة، لتشرب وترتوي. ان دعوة الرسول (ص) لفعل الخير والمعروف للناس، يعطي الحياة قيمة ومعني، يشعلا الناس في ظلها بطعم الحياة، وبمعني الانسانية.. إنّ الحياة، إن اجدبت، ولم ينبت الخير في مرابعها، والنفوس ان شحّت، ولم يخصب المعروف في رياضها، تحوّلت الى شر، وشحّ، لا يطاق، يحكي للانسان، صورة الجحيم والتعاسة.. إنّ الانسان، في عرف الاسلام، مصدر خير، وعطاء لا ينضب. إنّ الكلمة الخيرة، التي تفيض الحبّ والسلام، وتخفف الآلام عن النفوس المثقلة بالهمّّ، أو تغرس المودّة والطمأنينة في القلوب، أو تزيل الخوف والحرج، أو تصلح الفاسد من أمر الناس، وتزيل الخصومة من بينهم، لهي كلمة خير، تعبّر عن روح الخير عند قائلها.. وان الابتسامة الصادقة، والبشاشة الطافحة، يلقي بها المسلم أخاه، فيخفف عن نفسه متاعب الحياة، وأجواد التوتر والكآبة، ويشكل من حوله آفاق الود والتآلف؛ لهي فعل خير، يحمد فاعلها، ويستحق احترام الناس عليها.. وان السعي في حوائج المحتاجين، واغاثة الملهوف، وتفريج همّه وشدته؛ لهو فعل خير، يحبّه الله ورسوله، ويشكره الناس.. وان التصدي لتحمّل مهمة الأمر بالمعروف، والدعوة الى الاسلام، لهو فعل خير، يحبّه الله، ويدعو الناس لفعله.. (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (أل عمران/ 104). وان الارشاد لفعل الخير، والتوسّط فيه، بالقول والأعداد، وتيسير السبل؛ لهو فعل خير، يحبّه الله، ويثني الناس عليه. انّ سبل الخير كثيرة.. وان نفع الناس، واسداء المعروف، أبوابه واسعة مفتّحة.. انّ باستطاعة الانسان، ان يعمل الخير، أو يدلّ عليه، فيشارك فيه.. وان باستطاعته، ان يكبح جماع الشّح، وشرّه، فيقي نفسه من هذا المرض الاخلاقي الهدّام.. فباستطاعته، ان يكون عامل خير، ومصدر نفع؛ بما أوتي من قوة وقدرة وملكة.. لنستكثر من الخير، ولنواظب على فعله، فان فاعل الخير، هو اسمى ذاتاً من فعل الخير، الذي يقدمه للناس؛ لانه رَشحٌ من محتوى نفسه الخيرة، وبَعضٌ من نزعات الخير التي تزدهر بها.. ان الزهرة توصف بانها خير من الشذى، الذي يفوح منها؛ لأنها مصدر العطر والشذى.. فلذلك وصفة الحديث الشريف بقوله: (فاعل الخير خيرمنه).. وان فاعل الشر، يوصف بأنه أسوأ حالاً من الشر الذي يأتي به.. كما توصف الجيفة النتنة، بأنها أسوأ حالاً من الرائحة الكريهة، التي تنبعث منها؛ لأنها مصدر الأذي، والرائحة الكريهة.   روي عن رسول الله (ص) قوله: (تبسّمك في وجه اخيك صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وارشاد الرّجل في أرض الضّلال صدقة، واماطتك الحجر والشّوك والعظم عن الطّريق لك صدقة، وافراغك من دلوك في دلو أخيك صدقه). ان باستطاعتك ان تكون من خير الناس.. فتشعر بالسرور، وبقرب الله سبحانه، وتحظى باحترام الجميع.. لا تدع يوماً يمرّ، دون أن تفعل الخير فيه الناس.. ولا تترك فرصة لفعل الخير، تمرّ عليك، دون ان تستثمرها، لإسداء ذلك الخير.. انك تستطيع أن تزور أحد اخوانك، فتدخل السرور على نفسه.. أو تعود مريضاً، فتخفف آلام المرض عنه.. أو تصلح بين الناس؛ لتزيل الخصومة، والعداوة من بينهم.. أو تطلق كلمة السلوى؛ لتعزّي بها نفساً حزينة.. أو تساهم بما تستطيع من المال، لقضاء حاجة محتاج.. أو تفكّر في مشروع خير، للاصلاح، وحلّ مشاكل المجتمع، السياسية، والاقتصادية، والاخلاقية،.. فتكافح الفساد الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي.. أو تسعى في الوساطة الخيّرة، وقضاء حوائج الناس.. أو تأوي غريباً، أحرقته آهات البعد والغربة.. أو تجد ساخطاً، فتشيع الرّضي، والقبول في نفسه.. أو تؤمن خائفاً، قد فقد حلاوة الأمن والطمأنينة.. أو تداعب يتيماً، فتمسح على رأسه، وتشعره بالعطف والجنان.. أو تستر خطأً وقع أمامك، فلا تبديه للناس.. أو تغفر زلة، وتكظم غيظاً، ساقهما الجهل أو الغضب..   لنبادر الى انشاء مشاريع الخير.. الفردية والجماعية.. فان تشكيل اللجان التي تقوم بجمع اموال الزكاة والتبرعات في المساجد والنوادي والجمعيات الخيرية أو في القرى والارياف، وصرفها في المجالات التي حددها الاسلام لها.. لهو من أعمال الخير التي تصلح المجتمع، وتحل مشاكله.. وان تأسيس مشروع الصناديق التعاونية، التي توزع على الافراد في البيوت ومحال العمل، يضع فيها الصغير والكبير، ما تيسر له في اليوم من قطعة نقود، لا نشاء مشاريع الخير والاحسان.. كالمشاريع الزراعية والصناعية، وأمثالها، التي تعالج الفقر والبطالة، وتكون وقفاً عاماً، وذات نفع عام، أو تؤسس بها المدارس والمساجد والمستشفيات ودور العجزة واللاجئين، لهي من أعمال الخير والاحسان، التي يحبّ الله فاعلها.. وان تأسيس صندوق للقرض، يعمل على اقراض المحتاجين، ومن يرغبون في العمل، ولا يجدون رأس المال البسيط، أو لمساعدة الشباب الاعزب على الزواج وانشاء أسرة مسلمة، لهو عملية مكافحة للاستغلال والربا والظلم الاقتصادي، ومساهمة في ارساء أسس الحياة الاسلامية السليمة. ان تأسيس جمعية، أو منظمة، لتأسيس المدارس، أو المكاتبات، أو نشر الثقافة الاسلامية، أو الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة الى الاسلام، لهي من مضاريع الخير، التي يحبها الله سبحانه. ان من حق الله علينا، ان نخصص جزءاً من أموالنا، وطاقاتنا، وخبراتنا؛ لفعل الخير للناس، وسدّ حوائجهم، ولأصلاح المجتمع، وحل مشاكله. ان بامكاننا جميعاً ان نساهم في افعال الخير، فانها صدقة.. وأفضلها الصدقة الجارية، التي لا ينقطع نفعها، ويستمر خيرها، وعطاؤها. فقد روي عن رسول الله (ص): (اذا مات المرأ، انقطع عمله، الّا من ثلاث: صدقة جارية، أو ولد صالح يدعوله، أو علم ينتفع به). ان من مشاكل مجتمعنا، المعيقة لتحركه ونوه في كل مجال، هي مشكلة الاتكالية، وعدم المبادرة لفعل الخير، وتأسيس مشاريع الاحسان، وتحمل المسؤوليات.. . ان كل فرد منّا مدعو الى التخلص من هذه الحالة غير الصحيحة، فليبادرو أولو الاستعداد وحبّ الخير، لتأسيس مشروع خيِّر، وليخاطبوا الآخرين، ويطلبوا منهم المساهمة في تلك المشاريع.. . انّ الله سبحانه، هو مصدر الخير والاحسان، في هذا العالم، فتخلّق بأخلاقه، واتجه نحوه، فان فعل الخير، هو طريق الكمال والسعادة.. . وليكن قول الرسول الكريم (ص) هو منهج حياتك اليومية، ودليل مسيرك في الليل والنهار: (تخلّقوا بأخلاق الله). فلنبدأ العمل، ولنواصل السعي، لا شاعة الخير، وعمل المعروف.

تعليقات

  • سلوى ناصر

    من الأوصاف التي يصف بها الله قسم من المؤمنين المخلصين الذين يحبهم الله سبحانه و هم يحبونه هو بأنهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين.

ارسال التعليق

Top