أ. وفيق صفوت مختار
◄يكشف الأطفال عن أنفسهم بشفافية خلال اللعب، فهم يلعبون بدافع من ضرورة داخلية ملحة. والفطرة تغرس في كل طفل سوي نزوعاً قوياً إلى اللعب لتضمن إشباع حاجات نمو أساسية معيّنة، والثقافة تتولى توجيه هذه الدوافع ومحاولة كبحها وإعادة توجيهها لتسير في الطرق والمسالك المقبولة، لكن ذلك يعرض الطفل دائماً لخطر عدم الحصول على لعب يتلاءم مع مرحلة نضجة.
- اللعب.. تتابع نمائي:
في كثير من مجالات اللعب نستطيع تبين تتابع نمائي تكون فيه أشكال اللعب متوائمة على الدوام مع أنماط النضج في تقدمها. وكثيراً ما يبدو لعب الطفل للمشاهدة العابرة قائماً على المصادفة ومتحدداً بالعوامل البيئية العارضة، مثل رفاق اللعب، واللعب التي تقع في يده، وساحات اللعب التي يمارس فيها ألعابه. ولو إننا أمعنا النظر في مشاهداتنا لاكتشفنا وراء هذا الاختيار نزعات نمو عميقة الأثر، تتعاقب مع إزدياد النضج: رمل وماء، وعروسة ودمية دب، وعربات وسيارات ودراجة ثلاثية العجلات، ولعب بالعرائس في المنزل ولعب تمثيلي بالمتجر والمستشفى والمدرسة، فقراءة، فمذياع، فدراجة بعجلتين، فعرائس ورقية، فكتب هزلية ضاحكة.
وهناك اختلافات تقوم على الفروق الفردية والجنسية وعلى المؤثرات الثقافية ولكن السن هو العامل الأساس، والأطفال ذوي الذكاء العالي الذي يتجاوزون امكانات أعمارهم يظلون مطابقين لعمرهم الزمني في كثير من مهماتهم التلقائية في اللعب. وهذه الحقيقة دليل على خطورة شأن اللعب وأهميته بالنسبة للنمو.
- اللعب الطبيعي الحُر:
إنّ اللعب الحر، غير المنظم يسمح للأطفال باستخدام عضلاتهم الكبيرة استخداماً ينطوي على نشاط وايقاع موسيقى، وذلك عن طريق الألعاب الشعبية والموسيقى والألعاب التمثيلية، فمثل هذه الأنشطة تفتح الطريق لينابيع الشخصية التي هي من العمق بحيث لا يصل إليها التعليم الخامل المقيد الذي يتلقاه الأطفال داخل حجرات المدارس. ومثل هذا اللعب التعبيري يؤدي بطبيعته إلى تحسنات كثيرة تدعو إليها حاجة ملحة في بناء الجسم وفي الضبط الحركي، كما سيكون له أثر في تنظيم الانفعالات والعواطف.
إنّ التقدم في مجالات الفنون والصناعات يزيد عن حاجة الأطفال وصحتهم النفسية إلى الحماية والوقاية التي تتطلب فهماً أعمق لاهتمامات الأطفال باللعب. ومع تقدم الفنون المتصلة بالصناعة جاء إستخدام المذياع وسينما الأطفال والتلفزة وما تقدمه من رسوم متحركة ومغامرات. وأخذت هذه الوسائل تلعب دوراً بارزاً في الترويح عن الأطفال وتسليتهم كما أنها تبصّرهم بمظاهر الحضارة التي ولدوا في ظلها، ولابدّ لهذه المظاهر من أن تهز إنفعالاتهم وعواطفهم كما تثير خيالاتهم المبهجة فهي إلى هذا الحد تؤدي وظائف اللعب الحقيقية لكنها لا تستطيع أن تكون بديلاً عنه. فالتلفاز أصبح يستهوي الصغار ويحملهم على الجلوس في أماكنهم لفترات تبلغ حوالي عشرين ساعة أسبوعياً في المتوسط بدلاً من اللعب الجماعي في الخلاء خارج المنازل. واللعب يستعيد الماضي في الهزات الانفعالية التي تصحب الألعاب المختلفة والتسليات التي تتمثل في رحلات الاستكشاف والنزهات والاقامة في الخيام والعناية بالأزهار والنباتات والطيور والحيوانات.
واللعب تستحثه بواعث حب الاستطلاع والتجريب وانتهاز الفرص واستغلالها. وهو عند جميع الأطفال يقوم بتنظيم القدرات، كما أنّه في لحظات معينة يكشف عن فردية الطفل وما لديه من قوى وإمكانات وقدرات.
- نظريات اللعب:
· نظرية الإعداد أو التمرين:
صاحب هذه النظرية هو "كارل جروس" الذي يؤكد أنّ الطفل يولد مزوداً بمجموعة من الاستعدادات الفطرية بعضها أصيل في الجنس البشري لقدم عهده، وبعضها حديث العهد. و"جروس" ينفي وجود غريزة تسمى "غريزة اللعب" وان كان يسلم بوجود استعداد فطري للمحاكاة ويعتقد "جروس" إنّ القصد من إستخدام هذه الاستعدادات الفطرية لم يكن مجرد إعداد الفرد ليكتمل نموه بل تثبيت هذه الميول الفطرية في الجنس البشري. لذلك نجد الكبار ينزعون أحياناً إلى ممارسة بعض الألعاب التي كانوا يتمتعون بها في عهد الطفولة.
وفي عام 1911م شبّه "جروس" اللعب بصمام الأمن في وظيفته حيث أنّه يستعمل لتخفيف ضغط داخلي وعواطف مكبوتة في الإنسان دون أن يؤثر ذلك في طبيعتها.
· نظرية الإعادة:
صاحب هذه النظرية هو "ستانلي هول" وهو يعتقد أنّ الإنسان في نموه يمثل الاطوار المختلفة التي اجتازها الجنس البشري، فالأطفال حين يتسلقون الأشجار انّما يمثلون تلك المرحلة التي اجتازها الإنسان هو يتسلق الأشجار وعلى ذلك فنحن نمارس أشياء قد ألفها الإنسان من قبل. ومع ذلك يرى أن من الواجب على كل فرد أن يحيا حياة الشباب متمتعاً بحيويته لأنّ الدوافع التي تدفع الفرد إلى التقدم والرقي تظهر في سن المراهقة. على أنّ النقد الذي وجه إلى هذه النظرية يتمثل في ان بعض أنواع اللعب في المراهقة مثل القفز والقذف لا يمكن أن يمثلا الاطوار التي اجتازها الجنس البشري في رقيه وهما تراث اجتماعي وليسا تراثاً عضوياً.
· نظرية النشاط الزائد:
تؤكد هذه النظرية انّ اللعب وسيلة لتصريف النشاط الزائد الذي يشعر به الإنسان بعد قيامه بأعماله. ولكن الملاحظ انّ الأطفال لا يكفون عن اللعب لفترة طويلة، كما نلاحظ أن بعض الأطفال يستمرون في لعبهم أحياناً رغم التعب والاعياد والمرض.. وعلى ذلك يتضح انّ الدافع للعب ليس ما يشعر به الفرد من نشاط زائد.
ويؤكد "فردريك شيلر" و"هربرت سبنسر" أنّ الإنسان قد مرت به فترة لم يشعر فيها بضرورة استنفاد كل نشاطه من أجل العمل الذي يضمن له البقاء حيث كان يستعمل نشاطه وسيلة لهذه الغاية. أما نشاطه من أجل اللعب فهو غاية في حد ذاته أي انّه يمتع نفسه باللعب ويحقق لذة وارتياحاً.
· نظرية الاستجمام الترويح:
تؤكد هذه النظرية انّ اللعب عمل مرغوب فيه لأنّه يتطلب أن يترك الإنسان عملاً متعباً ثقيلاً على نفسه ليمارس أعمالاً أخرى محببة إليه.
ونستطيع أن نشير إلى بعض الآراء والملاحظات حول مفهوم اللعب:
· يذكر "شاند" في كتاب "أسس الأخلاق" "إن مقدار ما يتمتع به الإنسان من لذة خلال لعبه يتوقف على مقدار ما يبذله من جهد، فكلما كان الجهد قليلاً زاد تمتعه بالنشاط".
· ويؤكد "شود": "انّ الغرض من اللعب هو الاستمرار في ممارسة نشاط سار وليس لمجرد التعبير عن غريزة كامنة في الإنسان".
· ويعتقد "لهمان" و"ويتي": "إنّ كثيراً من ضروب اللعب تعويضية أي أنّ الإنسان يعوض بها ما يشعر به من ضعف ونقص وتشعره بالقوة والسيطرة والتفوق". وبذلك نخلص إلى بعض المبادئ السيكولوجية المتعلقة باللعب.
· اللعب نشاط مهم في حد ذاته.
· اللعب وسيلة للتسرية عن النفس لما يمتاز به من حرية النشاط في أثناء أدائه ولبعده عن المؤثرات والالتزامات الاجتماعية.
· يشعر الإنسان بذلة التفوق في أثناء اللعب وهذا شعور طبيعي في كل إنسان.
· اللعب في حد ذاته عمل تلقائي يقوم به الإنسان بدافع من نفسه دون أن يلزمه أحد بذلك.
· اللعب وسيلة يستطيع بها الإنسان أن يظهر ما لديه من ميول واستعدادات دون أن يكون واقعاً تحت تأثير خارجي، الا من بعض القوانين الخاصة باللعبة بقصد معاونته على زيادة التمتع بها والنبوغ فيها من ضمان سلامته.
· اللعب وسيلة لتهذيب بعض غرائز الإنسان والسمو بها فغريزة النضال يتم تهذيبها وصقلها عن طريق ممارسة الألعاب الرياضية المختلفة.
· يساعد اللعب على تحسين صحة الإنسان الجسمية والذهنية وخلق التوازن الضروري بينه وبين عمله.
- أهمية اللعب:
الأهمية النفسية:
في إطار الصحة النفسية يُنظر إلى اللعب على انّه وسيلة لفهم سلوك الطفل ودراسة مشكلاته وعلاجها. ويفيد اللعب في النمو العضلي، ويطلق الطاقة الزائدة التي تجعل الطفل متوتراً إذا لم تصرف. ويساعد اللعب في اشباع حاجات الطفل النفسية مثل التملك حيث يشعر بأن هناك أجزاء من بيته يستطيع السيطرة عليها.
وقد أوضحت الباحثة "ماري بولاسكي" انّ اللعب يتوقف على نوع وتركيب اللعب أو أدواته وعلى خيال الطفل ومدى حريته في اللعب وترى ان من الأفضل أن نزود الطفل بأدوات كثيرة وغير محددة ليلعب بها حتى ننمي لديه الابتكار والخيال وذلك أفضل من اللعب المعروفة المحددة.
الأهمية الاجتماعية:
نلاحظ في اللعب توزيع الأدوار الاجتماعية مما يتيح فرصة للتكليف حين يتعلم الطفل أنّه لا يمكنه دائماً أن يلعب الدور الذي يرغب فيه. ولذلك ينبغي عليه أن ينتظر دوره ليصبح بطلاً لوقت ما. ومن المهم بالنسبة للشخص الذي يلاحظ ألعاب الأطفال أن يتنبه إلى نوع الخيال الذي سيتعرض له الطفل لأنّ هذا يعكس نموه الاجتماعي. فيلاحظ مثلاً قيامه بدور المهاجم أو دور المنسحب. كما يجب عليه أن يلاحظ أيضاً الدور الذي يلعبه الجنس في اللعب فألعاب الأولاد ألعاباً جافة وهم يقومون بمخاطراتهم خارج المنزل، أما البنات فيبقين مع دمياتهنّ ويقمن بتمثيل أدوارهنّ المنزلية. وعلى ذلك يحدث تعلم معيّن من خلال لعب الأطفال يتمثل في:
· النضال من أجل القيادة.
· الحاجة إلى قواعد تخضع رغبات الفرد لصالح الجماعة.
· التعبير عن حاجة الطفل لبعض الاستجابات الانفعالية من أقرانه.
· اشباع الحاجة للإنتماء إلى مجموعة عن طريق تقبلها له.
· الفرصة التي تتاح للتعاون وتعلم روح الفريق وانكار الذات.
الأهمية التشخيصية العلاجية:
يختلف سلوك الطفل المضطرب نفسياً وهو يلعب عن سلوك الطفل السليم نفسياً. ويستفيد المعالج النفسي من اللعب كوسيلة للتعبير الرمزي عن خبرات الطفل في عالم الواقع، ويعبر الطفل في لعبه عن مشكلاته وصراعاته وحاجاته واحباطاته حين يلعب بالدمى مع رفاقه. ويقص الطفل خلال لعبه بصورة رمزية الجو الانفعالي في الأسرة وعلاقاته بالآخرين خاصة الوالدين والأخوة والرفاق. وقد قدمت "هندركس" تحليلاً وصفياً للعلاج باللعب.
ويستفاد من العلاج باللعب في العيادات النفسية، حيث يعتبر أداة علاجية مهمة للأطفال المصابين باضطرابات نفسية. وفي العيادة لابدّ أن تجهز حجرة اللعب بألعاب مختلفة الشكل والحجم والموضوع لتمثل الرموز المهمة في حياة الطفل والتي توجد في مجاله السلوكي كما يستخدم في حجرة العلاج الاختبارات التي تعتمد على اللعب.
وتفيد دراسة سلوك الأطفال خلال اللعب في فهم علم النمو النفسي فقد درست "سوزان جولدبرج" و"مايكل لويس" سلوك أطفال رضع يبلغون من العمر عاماً واحداً خلال اللعب في مواقف مقننة لملاحظة الفروق بين الجنسين في هذه السن ووجدوا فروقاً واضحة بين الجنسين في سلوك الأطفال نحو أمهاتهم وفي لعبهم. ودلت الملاحظة المبكرة لسلوك الأُمّهات نحو أطفالهنّ وهم في سن ستة أشهر أن هذه الفروق بين الجنسين في السلوك ترجع إلى سلوك الأُمّهات نحوهم، فقد لوحظ انّ الأمهات يسلكن طرقا مختلفة في تربية البنات عن البنين حتى في مرحلة الرضاعة مما يعزز السلوك المرتبط بجنس الطفل منذ هذه السن المبكرة.
- لعب الأطفال في مرحلة الرضاعة:
نلاحظ أنّ اللعب بسيط وعضلي في جملته، ويكون فرديا استجابة لحاجة الطفل ورغبته فقط ويلاحظ ان طفل السنة الأولى ونصف السنة يستطيع أن يضع الأشياء داخل وخارج أشياء أخرى ويحرك الأثاث ويلعب بالعرائس والكرة ويملأ ويفرغ أوعيته. ويدق الكتل بعضها ببعض ويبني برجاً بثلاثة أو أربعة منها.
وفي سن سنتين يملأ الأطباق ثم يفرغها ويلعب بالأشياء الصغيرة ويطعم عروسته ويتناول الكتل بيديه ويملأ بها العربات ويحب الكتل الملونة.
ويجب أن تكون اللعب في السنة الأولى ملونة خفيفة الوزن خالية من الزوايا الحادة. وكلما تقدم في العمر احتاج لعباً تحدث صوتاً وتكون زاهية الألوان مثل الحلقات الخشبية وأكواب البلاستيك.
وبعد السنة الأولى يجب الابتعاد عن اللعب الميكانيكية فهي تلائمه بعد السنة السادسة. ومن الخطأ أن نتصور انّه كلما ارتفع ثمن اللعبة زادت متعة الطفل بها فاللعبة الوحيدة التي يجوز أن تشتري غالية الثمن هي الدراجة ذات العجلات الثلاث. ويجب أن لا يقدم إلى البنين لعباً مثل البندقية بحجة أن لهم غرائز عدوانية. وحينما يعمد الطفل إلى تحطيم اللعبة فذلك لأنّه بدأ يسأمها على حين تفيده اللعب التي يمكن تقسيمها إلى أجزاء ثمّ إعادة تركيبها. وليس من الضروري أن يكون لدى الطفل عدداً كبيراً من اللعب.
وعلى الوالدين تجنب اعطاء الأطفال لعباً مثل الأقواس والسهام والأقلام ذات الأسنان المدببة ويجب أن يعطى للطفل صندوقاً للعب ليعرف أين يجد لعبه وأين يجب أن يضعها فذلك يساعده في معرفة معنى الملكية والنظام.
ومن اللعب المفيدة لهذه السن سلة مملوؤة بالمكعبات المختلفة الأحجام والأشكال حيث يستطيع أن يبنى منها بيوتا.
ويمكن في هذه المرحلة شراء كراسة تلصق فيها الأُم بعض الصور الملونة حيث يجد الأطفال متعة في تصفح هذه الكراسات وحينما يشاهدون أشياء مألوفة لحيوانات وطيور فإنّهم يكتسبون كثيراً من المعلومات مما يساعدهم في تعلّم اللغة والكلام.
- في مرحلة الطفولة المبكرة:
يلعب الطفل في بداية السنة الثالثة بنفسه مع نفسه ثمّ مع الآخرين في بعض الأحيان ولكن لا يوجد أثراً للمنافسة والتعاون.
وبالتدريج يكون الطفل أصدقاء اللعب وهنا تظهر الأهمية الاجتماعية حيث يتعلم عن طريق اللعب بعض العادات الاجتماعية مثل أصول اللعب ومراعات أدوار الآخرين واحترامه لأفكارهم.
ويتعرف في هذه السن إلى المثيرات الاجتماعية التي تتخلل اللعب ويقل لعبه مع نفسه. ويبدأ لعب البنين يتمايز عن لعب البنات.
ويلاحظ أنّ الطفل في سن عامين ونصف العام يلعب في البيت بعروسته أو سيارته وكذا بالرمل والماء ويروقه اللعب بفقاقيع الصابون. ويصنع من الكتل منشآت ويطلق عليها أسماء.
وفي سن ثلاث سنوات يركب دراجته ثلاثية العجلات ويتأرجح على الأرجوحة ويلعب مع رفاق من صنع خياله. ويلون بأقلام التلوين.
وفي سن الرابعة يلعب مع آخرين، لعباً تمثيلية تتناول المنزل والمستشفى ويتضمن التزين بملابس خاصة وهو خليط من الحقيقي والتخيلي، ونراه يقوم بحيل وألاعيب وهو يرسم وينقش ويلون.
ويزداد لعبه استقلالية في السن الخامسة ويتمركز كثير من لعبه حول البيت. ويبنى بيوتاً بكتل كبيرة أو بأثاث مغطى بقماش ويلون ويقطع ويلصق الحروف والاعداد ويحب أن ينقل التصميمات ويقلدها بالكتل.
واللعب التي تناسب الطفل في تلك المرحلة هي: الطباشير والسبورة والكراسات والورق وأقلام الألوان ومبراة الأقلام.
وفي هذه السن يجوز أن نعطي الطفل مقصاً غير حاد لقص الورق. وقد يفرح الطفل بطاقم الشاي المصنوع من البلاستيك مع بعض الأدوات الأخرى. ومن اللعب المناسبة أيضاً للهواء الطلق الدراجة ذات العجلات الثلاث.
- مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة:
نجد أنّ البنين والبنات في هاتين المرحلتين يفضلون الألعاب الجماعية، ويلاحظ أن طفل السادسة يميل إلى ألعاب الجري، والحركات البهلوانية، والقفز على الحبل، ولعب الكرة، والضرب، والقذف، والطرق بالمطرقة، والقطع بالمنشار. وتكوين كلمات باعادة ترتيب الحروف. وكذلك التلوين، والرسم، والقص، واللصق، والتهجية الشفوية أو الحساب العقلي.
وفي سن سبع سنوات يحب الطفل الكتب الهزلية ويزداد اللعب الإنفرادي وينبذ الدراجة الثلاثية العجلات. ويكون الإهتمام بالسباحة غالباً وقوياً. ويمتاز لعب البنات بقص العرائس الورقية وارتداء ثياب الكبار وتمثيل دور المعلمة، وكذلك القفز على الحبل وتنطيط الكرة. أما البنين فيميلون إلى اللعب في العراء كالجري والمصارعة، وصنع طائرات من الورق. وفي سن الثامنة يفضل الطفل صحبة أحد الكبار خلال اللعب، ويفرق بين العمل واللعب. ويقوم باللعب التمثيلي في حفلات يقيمها مع بدء الاهتمام بألعاب الجماعة ككرة القدم، والجري والمطاردة.
وفي سن التاسعة يتعرض الطفل للاجهاد في اللعب وتكون الفوارق الفردية أقوى فبعضهم يقرأ أو يصغي إلى المذياع أكثر من غيره وبعضهم يهتم بجمع الطوابع ورسم الخرائط. أما البنات فيملن إلى استعمال العرائس الورقية واللعب التمثيلي ويقمن بتمثيل الروايات الموضوعة بتفصيل وإحكام، ويضعن قدرتهنّ البسيطة في الطبخ والحياكة موضع التنفيذ العملي. أما البنين فيهتمون بالألعاب العنيفة كالملاكمة. وفي نهاية مرحلة الطفولة المبكرة تظهر الهوايات وترجع أهميتها إلى أنها تعطى الفرد فرصة التعبير عن فرديته وميوله واهتماماته وتحقق له الشعور بالمكانة الخاصة إذا كان لا يستطيع تحقيق ذلك في اللعب الجماعي كما أنّ اللعب يعد انعكاساً للحضارة التي يعيش في كنفها الطفل والخبرات التي يمرّ بها. فلم يلعب الأطفال في الماضي بالطائرات والصواريخ كما يلعبون بها اليوم.►
المصدر: مجلة القافلة/ العدد (44)
ارسال التعليق