لقد تجلّت في شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) مجموعة من صفات الكمال منها:
– قوة الإرادة: حيث كان الإمام (عليه السلام) من أقوى الناس إرادة وأمضاهم عزيمة وتصميماً، غير مكترث بما عاناه من الكوارث التي تذهل العقول وتحيّر الألباب. احتل الامام الحسين (عليه السلام) مكانة مرموقة كقائدٍ في قلوب الناس التي دفعتهم إلى التضحية والفداء، كان (عليه السلام) منهجاً وسلوكاً واقعياً في سيرته الوضاءة وتعامله مع أنصاره وكلّ إنسان. فكان مثالاً في الرحمة المهداة للعالمين على طريق جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى بلغت رحمته مبلغاً يعجز عنه الوصف ولا يطيقه القصد، فمن ذا الذي يبكي على أعداءه الذين احتشدوا لقتله لسوء عاقبة أمرهم بعد مقتله كما فعل الحسين (عليه السلام).
– الإباء عن الضيم: من أكثر ألقابه انتشاراً بين الناس هو أبو الضيم، فقد كان المثل الأعلى لهذه الظاهرة، إذ هو الذي رفع شعار الكرامة، ورسم طريق الشرف والعزة. كانت كلماته يوم الطفّ من أروع ما أُثر من الكلام العربي في تصوير العزة والمنعة والاعتداد بالنفس، يقول (عليه السلام): «والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرّ فرار العبيد، إنّي عذت بربي وربكم أن ترجمون.. ».
– الشجاعة: لم يشهد التاريخ أشجع، ولا أربط جأشاً، من الإمام الحسين (عليه السلام)، فقد وقف يوم الطف موقفاً حيّر فيه الألباب، وأذهل فيه العقول، وأخذت الأجيال تتحدّث بإعجاب وإكبار عن بسالته. وقد بُهر أعداؤه بقوة بأسه، إذ لم يضعف أمام تلك النكبات المذهلة التي أخذت تتواكب عليه، بل كان يزداد انطلاقاً وبشراً كلما ازداد الموقف بلاءً ومحنة.
– الصراحة: الصراحة في القول والجرأة في العمل هما ثمرة الشجاعة، والحسين (عليه السلام) قد عُرف بهذه الصراحة وتلك الجرأة، إذ لم يسلك طريقاً فيه أي التواء، وإنما سلك الطريق الصحيح الواضح الذي يتجاوب مع ضميره الحي مبتعداً عن المنعطفات التي لا يقرّها دينه وخلقه.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق