نرى أنّ الإسلام رَكَّزَ في هذا الشهر المبارك إلى جانب الفريضة على كثير من المستحبات التي تساهم مساهمة فاعلة كبيرة في تغذية الشعور بالصورة الحيّة المعطاءة، والتي تخلق جوّاً روحياً عالياً يؤدِّي دوراً مهماً في مجال رفع مستوى العمل العبادي وإنتاجه المرجو.. والمستحبات في هذا الشهر كثيرة سنتناول منها ما يلي:
1- الإستعداد له بتقديم التوبة والإقلاع عن المُحرَّمات.. ففي الوسائل ج7، عن محمد بن علي بن الحسين في عيون الأخبار، عن تميم بن عبدالله بن التميم القرشي، عن أبيه، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن عبدالسلام بن صالح الهروي، قال: دخلت على أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) في آخر جمعة من شعبان، فقال لي: "يا أباالصلت، إنّ شعبان قد مضى أكثره وهذا آخر جمعة منه.. فتدارَك فيما بقي منه تقصيرك فيما مضى منه.. وعليك بالإقبال على ما يعنيك وترك ما لا يعنيك.. وأكثِر من الدُّعاء والاستغفار وتلاوة القرآن.. وثبْ إلى الله من ذنوبك، ليُقبِلَ شهر الله عليك وأنت مخلص لله عزّوجل.. ولا تدَعنَّ أمانةً في عُنُقِكَ إلا أدَّيتها، ولا في قلبك حقداً على مؤمنٍ إلا نزعته، ولا ذنباً أنت ترتكبه إلا أقلعت عنه، واتّقِ الله وتوكّل عليه في سرائرك وعلانيتك، ومَن توكَّل على الله فهو حسبُهُ، إنّ اللهَ بالغُ أمرِهِ، قد جعلَ اللهُ لكلِّ شيءٍ قَدراً.. وأكثِر من أن تقولَ فيما بقي من هذا الشهر: أللهمّ إن لم تكن قد غفرتَ لنا فيما مضى من شعبان، فاغفِر لنا فيما بقي منه، فإنّ الله يُعتِق في هذا الشهر رقاباً من النار كرامة لشهر رمضان".
2- قراءة القرآن الكريم: فهي من المستحبات المؤكدة جعلت في مقابلة الثواب الكثير.. وكلما كانت القراءة مستوفية لشروطها من الوعي والإدراك والعزم على العمل والتطبيق، والتفاعل الروحي والوجداني كانت أكثر ثواباً وأقرب مغفرة، يقول الرسول الأعظم(ص) في خطبته التي مرّت علينا: "ومَن تلا فيه آية من القرآن، كان له أجر مَن ختم القرآن في غيره من الشهور".
وفي الوسائل، ج7، محمد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر الباقر(ع)، قال: "لكلِّ شيء ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان".
وقد ورد في العديد من الروايات من الفضل والثواب لذلك الشيء الكثير، وقد عيّنت بعض الروايات قراءة سور معيّنة في ليالٍ معيّنة، يقول أحد العلماء المحدثين: واعلم بأنّ أفضل الأعمال في شهر رمضان المبارك قراءة القرآن، والقراءة يجب أن تكون كثيرة لأنّ القرآن نزل في هذا الشهر، وورد أنه لكلِّ شيء ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان، وفي الأشهر الأخرى تستحب ختمة واحدة وأقلّها ستة أيام، وفي شهر رمضان تستحب ختمة في كلِّ ثلاثة أيام.
ونرى أنّ لقراءة القرآن، بالإضافة إلى ما فيها من الأجر والثواب، فإنها تخلق في النفس معطيات كثيرة منها:
أ) التطهير النفسي بسبب التأثير بإرشادته المطهرة المحببة.
ب) التفاعل الروحي والوجداني مع تعاليمه الخالدة مما يوجد جوّاً من الصفاء والنقاء، فيؤدِّي فيه الصوم وظيفته خير أداء.
ج) تغذية الشعور، إذ يشعر الإنسان وخصوصاً الصائم بأعظم الشرف ولسانه يُرتِّل كلام الله العظيم.
3- الدعاء: من المستحبات دعاء الصائم بالأدعية المأثورة عند إفطاره، ففي الوسائل، ج7، محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن الإمام جعفر الصادق، عن آبائه (ع)، أنّ رسول الله (ص) كان إذا أفطر، قال: "أللهم لك صُمنا وعلى رزقك أفطرنا، فتقبَّله منّا.. ذَهَبَ الظمأ وابتلَّت العروق وبقي الأجر".
وفي نفس المصدر، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله الصادق (ع)، قال: "تقول في كلِّ ليلة من شهر رمضان عند الإفطار إلى آخره: الحمد لله الذي أعاننا فصمنا، ورزقنا فأفطرنا.. أللهمّ تقبَّل منّا وأعِنَّا عليه وسلّمنا فيه وتسلَّمهُ منّا في يُسرٍ منك وعافيةٍ.. الحمد لله الذي قضى عنّا يوماً من شهر رمضان".
وفي نفس المصدر، عن محمد بن محمد المفيد في (المقنعة)، عن الإمام الصادق (ع)، قال: "دعوة الصائم تُستجاب عند الإفطار".
وعندما نلتفت إلى الدُّعاء، نرى حشداً كبيراً من الأدعية القصيرة والطويلة حسب ما يقتضيه المقام، والتي ضمّنها الأئمة المعصومون التلقينات العقائدية الصافية، والإيحاءات التربوية العالية، وتلك المفاهيم الكثيرة الصحيحة وذلك لتهيئة ذهنية الإنسان المؤمن الصائم أن يدرك بوضوح أنّ الشريعة كلّ لا يتجزأ، كلّ لا تنفصل أجزاؤه عن بعضها، وهذا الكلّ الذي لا يتجزأ يساهم مساهمة فعّالة في عملية تنمية الشعور وتأكيد العلاقة مع الله.
ويمكننا أن نستعرض بإيجاز نوعية المساهمة التي يقوم بها الدعاء في رفد وتنمية شعور الصائم، فيما يلي من نقاط:
1- تهيئة الجو الروحي، والصفاء القلبي الذي يجعل النفس الإنسانية مستعدة دائماً لتقبُّل عطاء الصوم، وهذا يحصل:
أ) بتوفير الجوِّ الذي تعود فيه الروح إلى براءتها الصافية فتبكي وتتضرّع وتشكو وتُعفِّر الخدّين وتتململ وتستعطف.. وهي في هذه الحالة تُعبِّر عن ضعفها أمام الجبّار الخالق، وهو الضعف الوحيد الذي يشعر معه المرء بالإعتزاز، فنرى الدعاء هو الذي يقوم بتوفير مهمة التعبير عن هذا الشعور وهذه الحالة.
"سيدي، أنا الصغير الذي ربَّيته، وأنا الجاهل الذي علَّمته، وأنا الطفل الذي هديته، وأنا الوضيع الذي رفعته، وأنا الخائف الذي أمَّنته".
"إلهي، لم أعصك حين عصيتك وأنا بربويتك جاحد ولا بأمرك مستخف، ولا لعقوبتك متعرِّض، ولا لوعيدك متهاون، لكن خطيئة عرضت، وسوَّلت لي نفسي وغلَبني هواي، أعانتني عليها شقوتي".
ب) بالحثِّ على التوبة وتطهير النفس:
"أدعوك يا سيِّدي بلسانٍ قد أخرسه ذنبه، ربِّ أناجيك بقلب قد أوبقه جرمه، أدعوك يا ربِّ راهباً راغباً راجياً خائفاً، إذا رأيتُ مولاي ذنوبي فزعتُ، وإذا رأيتُ كرمك طمعتُ، فإن عفوَت فخير راحم، وإن عذَبتَ فغير ظالم".
"وما أنا يا ربِّ، وما خطري، هَبني بفضلك، وتصدَّق عليَّ بعفوك".
ويمكن أن تصل لحظات التوجُّه والعروج النفسي إلى درجات رفيعة فلا يمكن للحرف أو الكلمة أن يُعبِّران عنها بشيء، وذلك في سكنات الليل البهيم، والسَّحَر الهادئ الصامت، حيث تنهال الدموع وتتكسر الكلمات على الشفاه وتتصاعد الآهات والإعترافات للخالق المنعم، إنها قمة الاستعطاف من العبد في جوٍّ هو القمة من القرب الإلهي.
"أللهمّ إنِّي كلما قلتُ قد تهيأتُ وتعبأتُ وقمتُ للصلاة بين يديك وناجيتك، ألقيتَ عليَّ نعاساً إذا أنا صليتُ، وسَلَبتني مناجاتك إذا أنا ناجيتُ، ما لي كلما قلتُ قد صلُحت سريرتي وقَرُب من مجالس التوابين مجلسي عرضت لي بلية أزالت قدمي وحالت بيني وبين خدمتك، سيِّدي لعلك عن بابك طردتني وعن خدمتك نحيتني، أو لعلك رأيتني مستخفاً بحقك فأقصيتني أو رأيتني معرضاً عنك فقليتني، أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني، أو لعلك رأيتني غير شاكر لنعمائك فحرمتني".
2- تغذية وتنمية الشعور بكلِّ الأحاسيس والإشارات التي من شأنها رفع المستوى النفسي إلى درجات القرب من الله.. فهي تُربِّي في الإنسان الإرادة وتدفعه لطلب العون على النفس دائماً.
"وأَعنِّي على نفسي بما أعنت به الصالحين على أنفسهم واختم عملي بأحسنه".
وهي تُذكِّره بالنعمة، وتدفعه لحمد الله وشكره عليها: "إلهي، ربَّيتني في نعمك وإحسانك صغيراً، ونوّهت باسمي كبيراً، فيا مَن ربّاني في الدنيا بإحسانه وفضله ونعمه، وأشار لي في الآخرة إلى عفوه وكرمه، معرفتي يا مولاي دليلي عليك، وحبّي لك شفيعي إليك".
وهي تُنمِّي لديه الحس الأخلاقي بالمواساة والتعاطف ومشاركة الآخرين من الأحياء والأموات في عواطفهم ومشاعرهم.
"أللهمّ ادخل على أهل القبور السرور.. أللهمّ أغنِ كلَّ فقير.. أللهمّ أشبع كلَّ جائع.. أللهمّ اكسُ كلَّ عريان.. أللهمّ اقضِ دين كلَّ مدين.. أللهمّ فرِّج عن كلِّ مكروب".
وتجعله يستعيذ بالله من النواقص:
"أللهمّ إنِّي أعوذ بك من الكسل والفشل والهمِّ والجبن والبخل والغفلة والقسوة والمسكنة والفقر والفاقة وكلّ بليةٍ".
وهي تذكر الإنسان بيوم القيامة وأهله، بتصوير رائع مؤثِّر في دعاء السَّحَر:
"فما لي لا أبكي، أبكي لخروج نفسي، أبكي لظلمة قبري، أبكي لضيق لحدي، أبكي لسؤال منكرٍ ونكير إياي، أبكي لخروجي من قبري عُرياناً ذليلاً حاملاً ثقلي على ظهري، أنظر مرّةً عن يميني وأخرى عن شِمالي، إذ الخلائق في شأنٍ غير شأني، لكلِّ امرئٍ يومئذٍ شأنٌ يغنيه، وجوهٌ يومئذ مُسفرة ضاحكة مستبشرة، ووجوهٌ يومئذٍ عليها غَبَرَةً تَرهَقُها قَتَرة".
"أللهمّ إنِّي أسألُك خشوع الإيمان قبل خشوعِ الذُّل في النار".
وهي تؤكِّد في النفس الإخلاص التام:
"وأُبرِّءُ قلبي من الرِّياء والشكِّ والسمعة في دينك حتى يكون عملي خالصاً لك".
وهي بتربيتها العقائدية تُركِّز معنى العبودية المطلقة له تعالى:
"الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً، ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذل وكبِّرهُ تكبيراً.. الحمد لله بجميع محامده كلّها على جميع نعمه كلّها.. الحمد لله الذي لا مضاد له في ملكه ولا منازع له في أمره.. الحمد لله الذي لا شريك له في خلقه ولا شبيه له في عظمته.. الحمد لله الفاشي في الخلق أمره وحمده الظاهر بالكرم مجده".
هذه بعض فوائد الدُّعاء وبعض ما له من تأثير.
4- أن لا يدع أمانة في عنقه إلا أدّاها لصاحبها.
5- أن لا يدع حقداً في قلبه على مؤمن إلا اجتهد في إزالته.
6- أن لا يدع ذنباً هو مرتكبه إلا أقلع عنه.
7- أن يتوكّل على الله في أمره، سرّاً وعلانية.
8- استعمال الجوارح في الطاعات وكفُّها عن المعاصي.
9- ترك التنازع والتحاسد وكفُّ الأذى.
10- لزوم الصمت إلا بالدُّعاء والذِّكر والتلاوة.
11- غضُّ الطرف عن محارم الله.
12- اجتناب سماع اللهو وجميع المقال الذي لا يرضاه الله تعالى.
13- هجر المجالس التي يُصنَع فيها ما يُسخط الله تعالى.
14- ترك الحركة في غير طاعة الله تعالى.
15- إنّ المُحرَّمات وإن حُرِّمت في شهر رمضان وغيره، إلا أنها فيه أفحش، وتركها فيه آكد، فكما يعظم فيه الطاعات، يعظم فيه عقاب المعاصي.
16- كثرة الصدقة وأفعال الخير.
17- الإحسان إلى الأسير وعدم ردِّ السائل.
18- الصبر على شتم مَن يشتمه وترك المجادلة والحلف.
19- استحباب القيلولة للصائم (وهي النوم نصف النهار)، فقد ورد عن النبي(ص): "نوم الصائم عبادة ونَفَسه تسبيح". ورُوِي عن الإمام علي بن أبي طالب(ع): "فإنّ الله يُطعِم الصائم ويسقيه في منامه".
20- إجابة دعوة أخيه المؤمن.
21- تمجيد الله والثناء عليه وعلى رسوله(ص).
22- بدء الإفطار بحلواء أو ماء فاتر أو لبن، فقد كان الإمام علي بن أبيطالب(ع) يحبُّ أن يفطر على اللبن، وكان رسول الله(ص) إذا فطر بدأ بحلواء يفطر عليها، فإن لم يجد فسكّر أو تمرات، فإذا اعوز ذلك كلّه فماء فاتر، وكان يقول: "يُنقِّي المعدة والكبد ويُطيِّب النكهة والفم ويُقوِّي الأضراس ويُقوِّي الحدق ويجلو الناظر ويغسل الذنوب غسلاً، ويُسكِّن العروق الهائجة والمُرَّة الغالبة، ويقطع البلغم ويُطفئ الحرارة عن المعدة ويُذهب بالصداع".
وفي الوسائل، ج7، عن محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جعفر بن عبدالله الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله الصادق(ع)، قال: "كان رسول الله أوّل ما يُفطر عليه في زمن الرُّطَب، الرُّطَب.. وفي زمن التمر، تمر".
وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن الإمام جعفر، عن أبيه (ع)، قال: "كان رسول الله إذا صام فلم يجد الحلو، أفطر على الماء".
23- يُستحبُّ تقديم الصلاة على الإفطار، ففي الوسائل، ج7، وعنه، عن محمد وأحمد ابني الحسن، عن أبيهما، عن عبدالله بن بكير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله الصادق(ع)، قال: "يُستحبُّ للصائم إن قَوِيَ على ذلك أن يُصلِّيَ قبل أن يُفطِر".
وفي نفس المصدر، محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن الحلبي، عن أبي عبدالله الصادق(ع) أنّه سُئِل عن الإفطار، أقبل الصلاة أو بعدها؟ فقال: "إن كان معه قوم يخشى أن يحبِسَهم عن عشائهم (إفطارهم)، فليُفطِر معهم، وإن كان غير ذلك، فليصلِّ ثمّ ليُفطِر"، إلا أن يكون هناك مَن ينتظر إفطاره أو تُنازعه نفسه.
ورُوِي عن الإمام محمد بن علي الباقر(ع) أنه قال: "في شهر رمضان تُصلِّي ثمّ تُفطر إلا أن تكون مع قومٍ ينتظرون الإفطار، فلا تخالف عليهم وافطر معهم ثمّ صلِّ، وإلا فابدأ بالصلاة".
قلتُ: فلِمَ ذاك؟
قال: "لأنه حضركَ فرضان: الإفطار والصلاة، فابدأ بأفضلهما، وأفضلهما الصلاة".
ثمّ قال: "تُصلِّي الفرض وأنت صائم فتكتب صلاتك لك، فتختم بالصوم أحبُّ إليَّ".
24- يستحبُّ تفطير الصائم بما تيسَّر، ويتأكَّد في شهر رمضان.
قال رسول الله (ص): "مَن فَطَّرَ صائماً كان له مثل أجرهِ من غير أن ينتقص منه شيء وما عملَ بقوّة ذلك الطعام من برّ".
وفي خطبته (ص) في آخر جمعه من شهر شعبان: "مَن فطّر فيه (أي شهر رمضان) صائماً مؤمناً في هذا الشهر المبارك كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه".
فقيل: يا رسول الله، ليس كلّنا يقدر على أن نُفطِّر صائماً.
فقال: "إنّ الله كريم يعطي هذا الثواب مَن لم يقدر إلا على مُذقة من لبن يُفطِّر بها صائماً أو شربة من ماءٍ عذبٍ أو تمراتٍ لا يقدر على أكثر من ذلك".
ورُوِي عن الإمام محمد بن علي الباقر (ع): "أيَّما مؤمن فَطَّرَ مؤمناً ليلةً من شهر رمضان كتبَ الله له بذلك أجر مَن أعتق نسمةً، ومَن فَطَّرَ في شهر رمضان كلّه كتب الله بذلك أجر مَن أعتق ثلاثين نسمة، وكان له بذلك عند الله دعوة مستجابة".
ورُوِي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع): "مَن فَطَّرَ مؤمناً كان كفّارة لذنوبه إلى قابل، ومَن فَطَّرَ اثنين كان حقاً على أن يُدخله الجنّة".
ورُوِي أيضاً عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع): "مَن أشبع فيه (أي شهر رمضان) صائماً سقاه الله من الحوض بشربةٍ لا يظمأ بعدها أبداً حتى يدخل الجنّة وكان كمن أعتق رقبة".
ورُوِي عن الإمام محمد بن علي الباقر (ع): "لأن أُفطِّر مؤمناً في بيتي أحبُّ إليَّ من أن أعتق كذا وكذا من ولد إسماعيل".
ورُوِي عن الإمام علي بن موسى الرضا (ع): "فطرك أخاك الصائم أفضل من صيامك".
ورُوِي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع): "يا سدير، إفطارك أخاك المسلم يعدل رقبة من ولد إسماعيل".
25- استحباب إجابة الصائم ندباً دعوة أخيه المؤمن ويُستحب أن لا يعلمه بصومه، فقد جاء عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع): "لإفطارك في منزل أخيك المسلم أفضل من صيامك سبعين ضعفاً".
وعن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع): "مَن دخل على أخيه وهو صائم فأفطرَ عنده ولم يعلمه صومه فيمن عليه، كتبَ الله له صوم سنة".
26- استحباب السحور: ففي الوسائل، ج7، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عبدالله الصادق (ع)، قال: "ويستحب للعبد أن لا يدع السحور".
وقد ورد في استحباب السحور: أنه جاء عن رسول الله (ص): "إنّ الله وملائكته يُصلُّون على المستغفرين والمُتسحِّرين بالأسحار، فليتسحَّر أحدكم ولو بشربةٍ من ماء".
وقال (ص): "السحور بركة، فلا تدع أُمّتي السحور ولو على حشفة تمر".
وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن آبائه(ع)، قال: قال رسول الله (ص): "السحور بركة".
وقد روى الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع)، عن رسول الله (ص)، قوله: "تسحّروا ولو بجرع الماء، ألا صلوات الله على المتسحِّرين".
قيل وروى سماعة، قال: سألته عن السحور لمن أراد الصوم، فقال: "أمّا في شهر رمضان، فإنّ الفضل في السحور ولو بشربة من ماء، وأمّا التطوع في غير شهر رمضان لمن أحبَّ، فمن تيسَّر فليفعل ومَن لا يفعل فلا بأس".
وقال رسول الله (ص): "تعاونوا بأكل السحور على صيام النهار وبالنوم عند القيلولة على قيام الليل".
27- استحباب التسحُّر بالتمر والزبيب: ففي الوسائل، ج7، محمد بن الحسن بإسناده عن علي بن الحسن، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبدالله الصادق (ع)، قال: "أفضل سحوركم السويق والتمر".
وعنه، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن عبدالله بن سالم، عن يوسف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: سمعت أبا جعفر الباقر (ع) يقول: "كان رسول الله يفطر على الأسودين".
قلت: يرحمك الله، وما الأسودان؟
قال: "التمر والماء والزبيب والماء ويتسحّر بهما".
28- قرب السحور من الفجر.
29- قراءة سورة القدر عند السحور، فقد جاء عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع): "مَن قرأ القدر عند سحوره وعند إفطاره كان بينهما كالمتشحِّط بدمه في سبيل الله".
30- دعاء السحر (دعاء البهاء).
31- دعاء السحر الصغير.
32- دعاء أبي حمزة الثمالي.
المصدر: كتاب في رحاب شهر رمضان
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق