يقولون بأنّ التشجيع يعتبر وقود الحياة والحافز الأساس للابتكارات والاختراعات، ولكلمات التشجيع حافز قوي في تحريك فعالية المجتمع كاملاً بمختلف فئاته وأعماره لدفعه لتحقيق الغايات المطلوبة منه، فالتشجيع يوّلد الرغبة والاستعداد للعمل، ويمنح العطاء السخي والقوة والطاقة، وللتشجيع سحر عظيم في حفز الهمم وتحريك الطاقات، حيث يعمل التشجيع على شحن الإنسان بقوة كهربائية تحركه دون أن يدري، لقد أضافه رجال الحكمة إلى صفوف المال والذهب وأدمن عليه القادة والزعماء والولاة والأمراء وجميع المستويات العاملة والفاعلة بالمجتمع، كلمة إطراء أو خطاب شكر تجعل الإنسان يقتل نفسه ليعطي وينتج، وإذا كان الكبار يموتون حماساً وهمة بدافع التشجيع فكيف بالأطفال والشباب، وللتشجيع دوره المؤثر في قطاعات العمل المتنوعة وفي الملاعب والمنازل وفي كلّ مكان في البيت، وفلسفة ذلك تكمن في حاجة الجسم لهذا النوع من الغذاء الذي يولد الحماس ويقوي القدرات في تحقيق المطلوب، إذا قابلت ولداً مهملاً وأردت دفعه إلى الأمام امدح محاولاته المتواضعة وجهوده الضعيفة لكي يقوي الحافز لديه بفضل إشباع حاجته من الكلمات الدافعة المقوية.
يقول بعض المختصين: ابنك يسير حسب ما تضعه، إذا قلت له: أنت غبي أحس بالغباء وأخذ يتلمس الجوانب التي تضعه على هذا الموقع ويتصيد الخلل في شخصيته لاسيما أنّه يتصور أن حكم الكبار قطعي، وإذا قلت لابنك: أنت ذكي ذهب لكي يستثمر كلّ إمكانيات الذكاء لديه ليثبت أنه كذلك.
وبعض الآباء يمدح ابنه الكسول بأنّه تحسن كثيراً، وابنه العاق بأنّه أصبح باراً بأهله لكي يلبسه هذا الثوب الحسن لعله يحافظ عليه ويستمر في لبسه ويحس أنّه يملكه، هذه الطريقة تقود الأولاد إلى المسالك الجيِّدة وتبعث فيهم العزم والتصميم وملازمة الصفات الجميلة التي يسعون إلى إثبات وجودها من خلال عطائهم وتعاملهم.
الاهتمام في بناء جسور الثقة المتبادلة التي تعتمد على غرس انطباع عندهم يفضي بتعريفهم بحجم المحبة والعواطف التي يكنها لهم الآباء، بحيث نطمئن كآباء على أنهم شعروا بدورنا من خلال هذه الأحاسيس، لابدّ أن يحس أولادنا بأننا نحبهم ونسعى لمساعدتهم ونضحي من أجلهم.
حسن الإصغاء للأولاد لمعرفة المعوقات والعقبات التي تحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم لكي نستطيع مساعدتهم بطريقة سهلة وواضحة، وهذا نوع من التشخيص السليم الذي يساعد على معرفة كلّ منا الآخر.
معالجة مشاكل الأولاد بطريقة سليمة تعتمد على أن كلّ إنسان معرض للخطأ حتى لا يجفل الأولاد من نقل مشاكلهم إلى أهلهم ثمّ يتعرضون بعد ذلك لمشاكل أكبر أو للضياع.
المصدر: كتاب زاد الآباء في تربية الأبناء لـ رضا المصري وفاتن عمارة
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق