• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الإحسان إلى (الشيخ)

أسرة

الإحسان إلى (الشيخ)
 1- الإحسان إلى (الشيخ) في القرآن الكريم: أ- التلطّف والترفّق بمشاعره، وعدم جرح أحاسيسه، ومحاذرة الإثقال أو الضّغط النفسي عليه، أي أخذ ردّة فعله بعين الإعتبار: قال تعالى على لسان إخوة يوسف (ع) في مُخاطبتهم له: (يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ) (يوسف/ 78). وقال عزّ وجلّ: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا) (الإسراء/ 23). ب- تفقّد إحتياجاته، وإعانته على ما لا يقدر القيام به، وتيسير حياته العمليّة: قال سبحانه على لسان ابنتَي شعيب (ع) في مخاطبتهنّ لموسى (ع): (قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) (القصص/ 23). أي أنّهنّ يقمنَ بمهمّة رعي وسقي الأغنام بمهمّة رعي وسقي الأغنام نيابةً عن أبيهنّ الشيخ الكبير الذي لا يقدر على القيام بهذه المهمّات بنفسه.   2- الإحسان إلى (الشيخ) في الأحاديث والروايات: الأحاديث والروايات التي تحثّ على إجلال الكبير، أو ذي الشيبة، أو الشيخ المُتقدِّم في السن، تُصنّف على أنّها أحاديث تنتمي إلى أسرة الإحسان: يقول رسول الله (ص): "من إجلال الله: إجلال ذي الشيبة المُسلم". وقال (ص): "إنّ من إجلالي توقير الشيخ من أمّتي". وورد عن الإمام الصادق (ع): "عظِّموا كبارَكُم، وصِلوا أرحامكُم". وعنه (ع) أيضاً: "ليسَ منّا مَن لم يوقِّر كبيرنا ويرحم صغيرنا". ومن قواعد الإحسان التي ألمحنا إليها في مُستهلِّ هذا القاموس، هو دورة الإحسان في الحياة، أي أنّ مَن يُحسِن لابدّ واجدٌ مَن يُحسِن إليه، وأنّ ما تعطيه بيدِكَ اليُمنى سيعود إليكَ باليُسرى. الإحسان إلى الشيخ أو العجوز أو الرجل المُسنّ أو المرأة المُسنّة لا يشذ عن القاعدة. يقول رسول الله (ص): "ما أكرمَ شابٌّ شيخاً لسنِّهِ إلا قيّضَ الله له مَن يُكرِمه عند سنِّه"!   3- الإحسان إلى (الشيخ) في الأدب: من الإحسان للشيوخ – نساءً ورجالاً – النظر إلى عُمق تجاربهم، وأرشيف حياتهم الغني، وخبرتهم العريقة، وإلى روحهم الكبيرة. في المَثَل الصِّربي: "للشّاب وجهٌ جميلٌ، وللشيخوخة روحٌ جميلةٌ". ويرى (فرنسيس بايكون) أنّ الإحسان إلى الشيخ هو النظر إلى روحه لا إلى جسده، فيقول: "تكمن الشيخوخة في الروح أكثر ممّا تكمن في الجسد". والإحسان إلى الشيخوخة عند (جبران خليل جبران) هو تتبّع حكمتها، حيث يقول: "إنّما الحياةُ عزمٌ يُرافق الشيبة، وجدٌّ يُلاحقُ الكهولة، وحكمةٌ تتبع الشيخوخة".   4- برنامج الإحسان إلى (الشيخ): أحسِنْ إلى الشيخ بـ: -        الإستفادة من تجاربه ونصائحه وقيمه التي أنضجتها الحياة الطويلة بأرباحها وخسائرها. -        الإستماع إليه وهو يتحدّث عن ماضيه، أو عن أوجاعه، أو عن آماله، يُشعره بلطف المُستمِع إليه، لأنّه قد يفتقد المُستمِعين إليه في شيخوخته. -        إعانته على حمل ما يحمله من حاجيّات. -        عدم البرم بأسئلته أو شكواه. -        النهوض من المجلس في سيارة أو محفل أو أيّ مكان آخر ليسند ظهره إلى الكرسي أو الجدار. -        تقديمه أمام الشبان والأصغر سنّاً في السبق إلى مكانٍ أو طعامٍ أو حديث. -        عدم السخرية من ضعفه، وقلّة حيلته، وأخطائه، وجهله ببعض مستجدّات الحياة التقنيّة أو الغنية.

ارسال التعليق

Top