المطلب المهم في هذا الشهر المبارك، هو إعطاؤه الهيبة والتعظيم في النفوس بإستثمار الوقت فيه بأفضل استثمار وأربح استثمار.
فهو شهر التعبّد والطاعة والتقرّب إلى الله بالأعمال الصالحة والخيرات المقبولة وليس شهر اللعب واللهو أو الضحك، فلا ينبغي أن يستهلك الوقت في الأمور التي تضيّع وقت الإنسان وعمره.
فالمفترض أن يكون هذا الشهرُ شهرَ عبادة خالصة لله، وموسماً إيمانياً استثنائياً يتسوق الناس فيه من قيم الأخلاق والفكر الرسالي والمعارف الربانية وكلّ ما يقرّب إلى رضوان الله وتحصيل الآخرة السعيدة لا أن يهدر في الأشياء التي تبعد المؤمن عن الله وتضيّع عليه فرص الطاعة والعبادة في هذا الشهر المبارك.
وللأسف فإنّ بعض الناس ينساق وراء الإغواءات الشيطانية فيضيّع هذه الفرصة الإيمانية العظيمة في مجالس البطّالين من الألعاب وغيرها بعد الإفطار أو الانشغال بالألعاب الكومبيوترية والموضوعات التي تهدر الوقت وتمنع الإنسان من التقرّب إلى ربّه وإصلاح نفسه.
هذا على المستوى الفردي، أما على المستوى الاجتماعي فينبغي أن لا تقلّ فيه حرمة الشهر وإجلاله عن الجانب الفردي حيث يلزم إعطاؤه الهيبة والتعظيم في المجتمع بعدم المجاهرة في الإفطار، أو المجاهرة في انتهاك حرمات الإسلام، سواء بالأقوال أو الأفعال أو التصرفات اللاإسلامية.
ينبغي على كلّ مسلم ينتسب للإسلام أن يراعي حرمة ربّه وحرمة دينه وحرمة الصائمين والمتعبّدين والأخيار في هذا الشهر ولا يتجاوز حدودَ حقوقهم وعبادتهم بالتجاهر بالإفطار وفعل المنكرات والمحرّمات التي تستفزّهم وتهتك قيمهم وشعائرهم الدينية، فلا ينبغي الغفلة عن مراعاة حرمة الشهر الفردية والاجتماعية فإنّ ذلك ممّا يتيح للشهر أن يؤدّي دوره التربوي في تربية الفرد والأُمّة فيكون سبباً لنزول بركات الله ورحمته وفضله (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدًا) (الأعراف/ 58). ►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق