• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

قواعد تنسيق الألوان وارتداء الملابس الأنيقة

قواعد تنسيق الألوان وارتداء الملابس الأنيقة

    تعليم الطفل المناهج المدرسية، يوازي أهمية تعليمه الدروس الحياتية، التي تُعدّه ليكون إنساناً ناجحاً في المستقبل. فماذا يمكن أن تفعليه لصغيرك حتى تساعديه على تعزيز فرص نجاحه في المستقبل؟

    ثمة الكثير من الوسائل التي يمكنك من خلالها مساعدة طفلك على تطوير شخصيته، حتى يصبح شخصاً ناجحاً وواثقاً بنفسه في المستقبل، منها تعليمه كيفية أن يكون أنيقاً وكيفية اختيار ملابسه وتنسيق ألوانها.

    قد تتساءلين ربما عن ماهية العلاقة بين ارتداء الملابس وتنسيق الألوان والنجاح في المستقبل، أو ربما تقولين إنّ طفلك لايزال صغيراً على مسألة انتقاء الملابس وما أدراه بالأزياء والألوان، فهو لا يهتم سوى بألعابه وأكله. ونحن بدورنا نجيبك بأن ملابس صغيرك، هي جزء من صورته الخارجية التي تترك انطباعاً جيداً أو سيئاً عنه لدى الآخرين. ولذلك، فإن تعليمه كيفيّة أن يعتني بمظهره الخارجي وأن يكون أنيقاً، لا يسهم في ترقية ذوقة فحسب، وإنما في تطوير شخصية أيضاً. أما بالنسبة إلى مسألة كون طفلك في سن صغيرة لا تسمح له بمعرفة أيّ ملابس أو ألوان تناسبه وتليق به، فسوف تفاجئين بقدرته على فعل ذلك، ورغبته في ارتداء ملابس معينة دوناً عن غيرها في مناسبات تُعدُّ مهمة بالنسبة إليه، مثل لقاء أصدقائه أو زيارة جدّيه أو غير ذلك. اعلمي أن صغيرك قادر منذ عمر السنتين على أن يختار الألوان التي تعجبه والتنسيق في ما بينها، وما عليك سوى إلقاء نظرة على مجموعة أقلامه الملونة وطريقة تلوينه الرسوم، لتدركي صحة ما نقوله لك. يمكنك منذ هذه السن أن تبدئي في تعليمه كيفية تنسيق الألوان وما يجوز أو لا يجوز، مستعينة بأقلام التلوين، ومن ثم تضربين هذا المثال على الملابس.

    اعلمي ياعزيزتي أن البيت هو المدرسة الأولى التي تساعدك على زرع ثقافة ارتداء الملابس عند طفلك. فالأب والأم تقع عليهما مسؤولية إرساء هذا المفهوم الفكري عند أطفالهما، لكونهما يشكلان قُدوة لهم في كيفية ارتداء الملابس المناسبة. وهذا يعني أنك كأم، تكونين مرآة لابنتك في ما يخص ارتداء الملابس، في حين يكون الأب قُدوة لابنه في كيفية الاعتناء بمظهره الخارجي واختيار ملابسه وتنسيق ألوانها. لا يخفي على أحد، أن الأطفال يقلدون أهاليهم في كل حركة وكل شاردة ووراردة يقومون بها، وهذا يشمل طريقة انتقاء وارتداء الملابس. وهم بالتالي يخزنون تلك الخبرات أو المعلومات البصرية والفكرية ليستخرجوها لاحقاً كسلوكيات يعتمدونها في حياتهم، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على أزيائهم ومظهرهم الخارجي. باختصار، ترتبط الملابس وأسلوب ارتدئها بشخصية الطفل. فكل طفل يُعتبر مرآة لأسرته وبيته وذوق عائلته، وهذا يعني أن عنايتك بأناقة طفلك وجمال مظهره يدلان على أناقتك وذوقك الرفيع في انتقاء ملابسه وألوانها.

    إن دور الأهل مهم جداً في تحديد ما هو صحيح وما هو خاطىء في ما يتعلق بالخيارات المعروضة أمام الطفل في مجال الأزياء، وتعرُّفه إلى ما يجوز ارتداؤه من الملابس وما لا يجوز، حتى ولو كانت تتماشى مع الموضة العالمية، التي يروّج لها عبر التلفزيونات وصور المشاهير والنجوم، وإخباره عن أهمية ارتداء الملابس التي تتناسب مع الأمكنة التي يرتادها.

    من المهم جداً أن تجلسي مع طفلك لتتعرفي إلى ذوقه في الملابس والألوان وما يعجبه ولا يعجبه منها. إن فتح قنوات حوار معه يسهل عليك التأثير في قناعاته. لكن، حتى يجيد طفلك انتقاء ملابسه، عليك أن تضعي له خيارات عديدة من الملابس لينسق بينها ويختار المناسب منها. عليك أن تحثّيه على ابداء رأيه وتركه لاتخاذ القرار مع إرشادات بسيطة منك.

    قد تتساءلين أحياناً عما إذا كان يحق لك التدخل في خيارات ابنتك أو ابنك، الذي يرفض الأخذ بنصيحتك أو بالإرشادات التي تعطينه إياها؟ ونحن نُجيبك بأنه لا توجد حلول أو خيارات مطلقة، فلا قبول نهائياً ولا رفض تاماً. صحيح أنه يجب ترك الخيار للطفل، لكن في النهاية، القرار يعود إليك في قبول أو رفض الأزياء التي اختارها، وما إذا كانت ملائمة ومناسبة لسنّه ومجتمعه والبيئة المحيطة به. ولا تنسي أن تفسري له سبب رفضك خياره، حتى يتعلم في المرة المقبلة اتخاذ القرار المناسب له. ثمة أمور لا يمكنك كأم التنازل عنها، لاسيما أمام طفل تحت سن الـ12، يبكي ويصرخ ويُصرّ على ارتداء أو شراء ملابس معينة. عليك في مرحلة الطفولة هذه أن تبيّني لطفلك أنك شخص حازم وحاسم، لكن هذا لا يعني أن تقضي على حريته في اختيار الملابس، بل على العكس عليك أن تتركي له حرية الاختيار مع قليل من التوجيه. بيد أن القرار النهائي يعود إليك في إصدار الحكم على ما إذا كان اختياره صائباً أم لا. عليك ألا تفرضي رأيك عليه حتى لا تأتي النتيجة عكسية، وإنما، كما سبق وأشرنا، يُستحسن أن تقدمي له خيارات صحيحة عديدة ليختار من بينها، أو سؤاله عما يرد أن يرتديه: (بنطال أو شورت أو قميص؟)، ومن ثم توجيهه نحو الخيار السليم. المهم في المسألة برمّتها ألا تَحدّي من تفكيره، وإنما تركه يتعرف إلى مختلف الخَيارات والتفريق بين الصحيح والخطأ.

    إذا كانت ابنتك في عمر ما قبل الـ12 سنة تعشق ارتداء الاكسسوارات والأحذية ذات الكعب العالي، وجَب عليك في هذه الحال المسارَعة إلى إفهامها بعدم صَوابيّة خياراتها، والتوضيح لها أن هذا النوع من الملابس لا يليق بفتاة في مثل سنها. لا يجدر بك التهاون في هذا الموضوع في هذه المرحلة العمرية بالذات. من واجبك هنا أن تؤكدي أن الكعب العالي والماكياج والاكسسوارات الضخمة، ليست ملائمة لها، لكونها أموراً تعطي صورة مغايرة عنها، وهي بدورها عليها أن تفهم هذه المسألة، وتعمل بها إلى حين بلوغها السن التي تمكّنها من وضع الماكياج وارتداء الأحذية ذات الكعب العالي.

ارسال التعليق

Top