أكّد جوليان ويللي، أحد مخرجي البانتوميم: أنّ الأطفال نقادٌ واعون، وأمناء غيورون على التقاليد الفنية السامية، فإذا أدخلَ تعديلاً على بعض القصص تلقى من الأطفال خطابات احتجاج.
والادعاء بأنّ الأطفال ليسوا حكاماً على درجة من الكفاءة، بحيث يستطعون التمييز بين الغث والثمّين، قولٌ مردود، فالأطفال لا يستطيعون دائماً تحليل أوجه الخطأ، ولكنّهم يتأثرون بالتمثيل المتقن، ولا يحركهم التمثيل الهزيل.
وعلى ذلك: يجب الانتباه للطفل، وأن يُسعى إلى تنمية ملكته النقدية، فمثلاً مراعاة الدقة في اختيار الملابس المناسبة لكلِّ عصر يكوِّن لدى الأطفال بالتدريج فكرة تعينهم على النقد الدقيق في المستقبل، وينبغي على مسرح الأطفال أن يجعل هذه الفكرة أكثر وضوحاً.
علماً أنّ الأطفال أصدق المتفرجين في العالم، وقد يثيرون سخط المخرج بعجزهم عن فهم الحيل البارعة التي أضحكت الممثلين أثناء التدريبات، وقد يضحكون من مشهد عاطفي متقن، وقد يتهيؤون للانصراف قبل نهاية المسرحية؛ لأنّها قد تجاوزت الحد الذي كان ينبغي أن تنتهي عنده.
ولا يحاولون التظاهر بالإعجاب إذا لم يُثِر العمل اهتمامهم، وحالما يفتر اهتمامهم بالمسرحية، يسودهم القلق ويرتفع صفيرهم، وتدور أعينهم في الصالة.
والأطفال قادرون على النقد الدقيق الصارم، ويتركز ذلك في الجزئيات والتفصيل، وليس في التركيب والتجميع.
المصدر: كتاب الأطفال.. إلى المستقبل لـ عبد الله محمّد الدرويش
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق