• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الترجمة.. بين المثاقفة والعولمة

الترجمة.. بين المثاقفة والعولمة

◄- مقدّمة:

من المعلوم أنّ الترجمة شكّلت على الدوام باعتبارها نشاطاً إنسانياً جسراً للتواصل والتفاعل والتلاقح بين اللغات، ورحلة في الثقافات والحضارات المغايرة، وسعياً نحو ارتياد آفاق جديدة وأسئلة وجود وهُويّات متنوّعة ومختلفة.. وقد دفعت أهميّتها (الترجمة) المهتمين بها إلى إنتاج خطابات متنوّعة حولها، تراوح موضوعها بين التساؤل عن نظرياتها ونماذجها وحقولها التطبيقية.

وقد ارتأينا في هذا المقام أن نربطها بإشكالية المثاقفة والعولمة. وهي إشكالية نبتغي من خلال الخوض فيها إثارة جانب مهمّ يمكن اختزاله على الشكل التالي: هل ما زالت الترجمة تساهم - كإستراتيجية لتوليد الاختلاف - في تكريس لغة المثاقفة ولغة الحوار بين الثقافات والحضارات المتنوّعة؟ أم أنّ دورها في الوقت الراهن سلبي في ظل العولمة الكاسحة التي تلغي الخصوصية اللغوية والهُويّة الثقافية والشخصية الحضارية للأُمم، وتدحض فكرة التوازن لصالح الهيمنة والاختراق وتكريس الثقافة الواحدة؟

بمعنى هل الترجمة - كما يذهب إلى ذلك رشيد برهون - باعتبارها رديفة التعدّدية والتنوّع، مثاقفة ندية؟ أم خضوع «عولمي» يرمي إلى إقصاء كلّ أشكال التعدّد اللغوي والثقافي؟ كيف تغدو الترجمة وسيلة لإحلال الحوار بين الثقافات؟ وبأي معنى تضطلع الترجمة بدورها كاملاً لخلق مثاقفة متوازنة تنبني على الاغتناء المتبادل لا على الإلغاء والتفاضل؟ وكيف تصير الترجمة، في سعيها إلى مدِّ الجسور الواصلة بين الثقافات، الجواب الثقافي على تحدّيات العولمة وهي تروّج لأسطورة الثقافة العالمية الواحدة؟ وكيف تغدو الترجمة إضافة وليس استيلاباً؟ في ضوء هذه الأسئلة وغيرها، ستحاول هذه المداخلة ملامسة بعض الجوانب التي تثيرها الترجمة في علاقتها بالمثاقفة والعولمة.

- أوّلاً: الترجمة والمثاقفة (من الوحدة إلى التعدّد)

تجدر الإشارة إلى أنّ الترجمة باعتبارها جسر التواصل بين اللغات المتعدّدة والثقافات المختلفة والحضارات المتمايزة من الآليات التي اعتمدتها المجتمعات منذ بداية تشكّلاتها الأُولى وحتى هذه اللحظة، في التعريف بنمط عيشها وآدابها وفلسفتها وتقاليدها وثقافتها.

لذلك باتت الترجمة من أهم الوسائل المستغلة قديماً وحديثاً في خلق التلاقح الحضاري بين الأُمم والشعوب من خلال منطق الأخذ والعطاء، الاقتباس والإبداع، الاستيعاب والإنتاج.. لكلّ المظاهر الفكرية والمعرفية والثقافية التي تعكس بلا شكّ تصوّرات مختلفة ورؤيات للعالم متباينة عند الناطقين بها أو الممارسين لها.

وكنتيجة حتمية لهذا التواصل الكوني، أصبح التفاعل بين الثقافات القومية والحضارات المختلفة يعتمد على الترجمة ليس باعتبارها ترفاً فكرياً، بل ضرورة إنسانية أملتها شروط الاختلاف والتعدّد القائمة بين الأُمم. لأنّه لولا هذا الاختلاف والتعدّد لما كانت الترجمة ضرورية ولا حتى ممكنة.

وعليه، فإنّ وجودها وديمومتها مقرونة بهذا التعدّد على مستوى اللغات والثقافات والحضارات. فهي لا تهدف، كما يُقال عادة، إلى أن تطابق الأصل وأن تحاكيه وتماثله، بل أن تكرس ثقافة الاختلاف وأن تصبح إستراتيجية لتوليد الفوارق.

بهذا المعنى تكون الترجمة، لا علامة على تبعية ونقل وتجمد وموت، وإنّما على انفتاح وغليان وتلاقح وحياة[1].

ولنا في التراث الإنساني شواهد مهمّة لأشكال التلاقح والحوار الحضاري بين الأُمم رغم التباينات العرقية والدينية واللغوية والمعرفية. حيث لعبت الترجمة داخل هذا العبور الثقافي والحضاري دوراً طلائعياً في إغناء وإثراء هذه الحضارات بما تختزنه سابقاتها من خبرة وتقدّم في مجالات وحقول معرفية وفكرية وثقافية مهمّة.

من هنا عدت الترجمة رديفة المثاقفة (Acculturation)[2]، لأنّ كلتاهما بحث وسعي نحو ارتياد آفاق مغايرة لأشكال الثقافة المختلفة وأسئلة الوجود المتعدّدة.. في ظل التعايش الحضاري والتنوّع الثقافي. كما يختزلان (الترجمة والمثاقفة) واقع تعايش الحضارات المختلفة في لحظة من لحظات الإبداع التي يتمخض عنها تجدّد الحضارات ونماؤها.

في هذا السياق، يمكن اعتبار الترجمة مثاقفة كما حدّدها الباحث الاجتماعي الفرنسي ميشال دوكستر (Michel de coster)  باعتبارها «مجموع التفاعلات التي تحدث نتيجة شكل من أشكال الاتصال بين الثقافات المختلفة كالتأثير والتأثر والاستيراد والحوار والرفض والتمثّل وغير ذلك ممّا يؤدِّي إلى ظهور عناصر جديدة في طريقة التفكير وأسلوب معالجة القضايا وتحليل الإشكاليات، ممّا يعني أنّ التركيبة الثقافية والمفاهيمية لا يمكن أن تبقى أو تعود بحال من الأحوال إلى ما كانت عليه قبل هذه العملية».[3]

ولنا في الحوار بين الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الغربية على مرّ التاريخ شاهداً على دور الترجمة في هذا التلاقح والتواصل في ضوء الاعتراف بالتنوّع الثقافي: فالحضارة العربية الإسلامية في لحظة من لحظات بناء صرحها الكبير لم تتقوقع على نفسها، بل حاولت في إطار المثاقفة وعبر حركية الترجمة أن تتفاعل مع الحضارات الأُخرى وأن تغترف من منابعها في ميادين الفلسفة والمنطق والأدب والنقد والفلك والهندسة والكيمياء والطب وغيرها من المجالات.

وعكفت على دراستها وتفسيرها وتمثّلها والتعليق عليها وشرحها وتصحيح بعض ما ورد فيها، وأضافت إليها كثيراً من الحقائق والاكتشافات وأسّست في ضوء ذلك علوماً جديدة، ظلت مصدر العلم والمعرفة في العالم كلّه لقرون طويلة.[4]

وكان لابدّ للحضارة الغربية في لحظات النهضة الحديثة، لكي ترتقي إلى مستوى ما وصلته الحضارة العربية الإسلامية من تطوّر مذهل في أهم مجالات الحياة الفكرية والاقتصادية والعلمية.. إلّا أن تتزوّد هي الأُخرى من معينها (الحضارة العربية الإسلامية) وتتكيّف معه وتهضمه وتضيف إليه لتحوّله فيما بعد لفعل إبداعي مغاير. ولعلّ ما نشهده اليوم من تراكمات اقتصادية وتطوّر مذهل في مجالات شتّى من قبيل العلوم البيولوجية والتكنولوجية والأقمار الاصطناعية ومجالات التواصل الرقمية.. كان نتاجاً لذلك التلاقح الحضاري مع الثقافة العربية الإسلامية في لحظة من لحظات التاريخ التي شكّلت نقطة تحوّل في المسار الذي نهجته الحضارة الغربية عموماً.

هكذا تبدو الترجمة ومع كلّ مثاقفة أو تلاقح ثقافي وحضاري إضافة وليس استيلاباً، إضافة لأنّ الحضارات التي كان لها حضوراً فعلياً في إثراء التراث الإنساني لم تغتنِ من تلقاء ذاتها، بل من قدرتها على استيعاب عناصر ثقافية أجنبية وإدماجها في تركيبتها، وتحويلها إلى فعل ثقافي مغاير، دون أن تتنازل عن مبادئها الثابتة.

فداخل الحضارة العربية الإسلامية نجد بصمات الثقافات اليونانية والفارسية والهندية.. وداخل الثقافات الغربية هناك حضور قوي للثقافة العربية الإسلامية.

وهذا الدور الأساسي الذي تقوم به الترجمة - كقيمة مضافة - «نراه واضحاً من خلال النظرية التي تقول إنّ للحضارة أطواراً ومراحل وإنّ لكلّ طور ومرحلة شعباً من الشعوب يحمل مشعل الحضارة... إذ ليس باستطاعة أي شعب أن يحمل هذا المشعل إلى الأبد... بل هو يأخذه من شعب سابق ويسلمه إلى شعب لاحق... مستفيداً من مجمل الإنجازات التي توصّلت إليها الشعوب الأُخرى قبله»[5].

هكذا يتبيّن أنّ كلّ وضع تثاقفي يختلف في بيئة ما وفي زمان ما عمّا قبله وعمّا بعده، بفعل التغييرات التي تحدثها الترجمة في البنيات الثقافية، فتحوّلها إلى تمثّلات جديدة تشكّل قيمة مضافة إلى التراث الإنساني.

فلا مجال إذن للحديث - أمام ثقافة الأخذ والعطاء، الاستيعاب والإضافة... التي تسهم فيها الترجمة عبر آلية المثاقفة - عن محاكاة الأصل ومطابقة ثقافة الآخر كما هي، بل المسألة تتعدّى إلى عملية التمازج والانصهار في إطار الإيمان بالاختلاف والتنوّع الثقافي الذي ينتج عنه فعلاً ثقافياً جديداً.

في ضوء ما سبق، نتساءل: هل الترجمة في الوقت الراهن، وأمام الاكتساح الذي تعرفه العولمة على جميع الأصعدة، لازالت تلعب دوراً طلائعياً في عملية المثاقفة؟ أم أنّ العولمة وأمام الرهان الذي تحمله والمتمثّل في تقليص مجموعة من اللغات والثقافات ومحاولة صهرها داخل الثقافة العالمية الواحدة، تؤدِّي بذلك إلى تقليص دور الترجمة باعتبارها تمثيلاً لكلّ أشكال التعدّدية والتنوّع الثقافي؟

- ثانياً: الترجمة والعولمة (من التعدّد إلى الوحدة)

لعلّ من البداهة القول إنّ الشعوب غير متطابقة ثقافياً، ولكلّ شعب خصوصيته التي تمايزه عن غيره. لكن التمايز الثقافي ليس امتيازاً، والاختلاف لا يلغي وجود أواصر إنسانية مشتركة.

وإذا كان هناك اليوم توجه لقيام ثقافة عالمية، فإنّ دعوة كهذه قد تشكّل خطراً في ظل عصر العولمة، الذي وإن كان يمتاز بسرعة هائلة على مستوى انسياب المعلومات وتدفّق المعارف، فإنّه مع ذلك يسهم في تكريس عدم التكافؤ التكنولوجي والإعلامي، ويوجهها في اتجاه تقليص الهوة بين الثقافات المتنوّعة، وبالتالي محاولة صهرها داخل الثقافة العالمية الواحدة، هي ثقافة القطب الواحد، ثقافة الآخر الغربي الذي بدأت أسهُمه ترتفع على حساب أسهُم الثقافات الأُخرى، ومن ضمنها الثقافة العربية.

فالعولمة (Globalisation)  [6] باعتبارها «حصيلة المستجدات والتطوّرات التي تسعى بقصد أو من دون قصد إلى دمج سكان العالم في مجتمع عالمي واحد»[7]، تسعى إلى محاولة إلغاء خصوصيات الثقافات، أي باختصار إلغاء للهُويّة التي تميّز شعباً عن شعب آخر، إلغاء للحضارة والفكر واللغة لصالح اللغة والثقافة الإنجليزية، أي لغة وثقافة القطب الواحد الممثّل في الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا ما حدا بالبعض إلى اعتبار العولمة مرادفاً للأمركة (في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية). في ظل هذه العولمة، فإنّ المعطيات الراهنة تؤشر إلى أنّ الوضع بات يتجه أكثر نحو ثقافة الهيمنة والاختراق في الوقت الذي كان فيه الوضع سابقاً متجهاً إلى ثقافة المثاقفة والتعايش... وأصبحت الترجمة تنتقل هي الأُخرى من التعريف بالثقافات المتنوّعة والمتعدّدة إلى الاقتصار فقط على تعميم ثقافة القطب الواحد ولغته. وهذا ما حدا بالرئيس الفرنسي شيراك إلى الدعوة لدى افتتاحه منتدى حول تحدّيات العولمة في مارس 2001 للتصدي لهيمنة اللغة الإنجليزية.

وإذا كان الوضع بهذه الصورة السلبية التي تهدّد فيها بعض اللغات والثقافات الأُخرى والتي تحسب مع ذلك في عداد اللغات والثقافات التي لها حضور متميّز، ليس فقط داخل المشهد الغربي، بل وحتى ضمن المشهد العالمي، فإنّ الأمر بالنسبة للغة والثقافة العربية يزداد سوءاً نظراً لتقلص دورها في السياق الحضاري. ويعزى ذلك إلى ما هو مرتبط بالثقافة العربية ذاتها وعجزها عن مواكبة التراكم العلمي والفكري الإنساني نظراً لتقلص الترجمة، باعتبارها مفتاح المثاقفة، في المساهمة في تطعيم اللغة والثقافة العربية بما يختزنه التراث الإنساني.

كما أنّ هناك قصد أو دون قصد عملية إقصاء اللغة العربية كآلية أساسية في عملية الترجمة، لاسيّما «الترجمة الآلية» في شبكات الإنترنت، حيث إنّ حضورها محتشم إن لم نقل شبه غائب. فلا مجال إلّا للغات التي لها حضور قوي في المشهد الغربي. وهذا يكرّس بطبيعة الحال التوجه الذي أخذته العولمة في تكريس سيادة بعض اللغات والثقافات على حساب أُخرى.

في هذا السياق، أفادت دراسة لبرنامج الأُمم المتحدة للبيئة نشرت في سنة 2001 أنّ نصف اللغات المحلية في العالم في طريقها للزوال، وحذرت الدراسة من أن تسعين بالمائة من اللغات المحلية سوف تختفي في القرن الحادي والعشرين.

وإذا كانت اللغات في حدِّ ذاتها تمثّل وجهاً آخر لكلّ مظاهر الثقافة والهُويّة ورؤية العالم، فإنّ تقليص دورها في عملية التعايش الحضاري أو تهميشها أو حتى إقبارها هو بمثابة تهميش أو إقبار لثقافة ولهُويّة ولرؤية العالم، وهو ما ترتب عنه تقليص لدور الترجمة، باعتبارها رديفة التعدّدية، والتنوّع، والتعدّدية بأوجهها المختلفة: التعدّد الثقافي، تعدّد اللغات، تعدّد المعاني والدلالات، تعدّد التأويلات والقراءات، تعدّد الترجمات... إلخ. وعليه فإنّ الترجمة باعتبارها الوجه الآخر للمثاقفة نجدها على طرفي نقيض مع منطق العولمة الرامي إلى تأليف ثقافة ذات بُعد واحد[8].

تأسيساً على ما سبق، يتبيّن أنّه إذا كانت الترجمة ولقرون طويلة، قد دشنت سلسلة من الحوارات الحضارية عبر آلية المثاقفة، فإنّ دورها في الوقت الراهن بدأ يتقلّص تدريجياً مع تقلّص نفوذ وحضور لغات وثقافات متعدّدة في المشهد العالمي بفعل موجة العولمة التي تصادر حقّ التعايش وحقّ الاختلاف والتنوّع. بمعنى أنّ الترجمة وهي تطمح إلى خلق ثقافة المثاقفة تسعى إلى أن تحقّق التعدّدية، هذا في الوقت الذي تحاول فيه العولمة تقليص هذه التعدّدية وإرجاعها إلى وحدة، أو اختزال التعدّد داخل الوحدة. وإذا كانت الترجمة في ظل المثاقفة تمثّل إضافة، فإنّها في حضن العولمة تنحو لأن تصير استيلاباً.

لذلك، إذا كان هناك اليوم «توجه لقيام ثقافة عالمية، فإنّ دعوة كهذه قد تشكّل خطراً في ظل عدم التكافؤ التكنولوجي والإعلامي والمعرفي، ولا يتحقّق التفاعل الثقافي بين الحضارات المختلفة والمتنوعة لإغناء الثقافة العالمية إلّا بقبول التكافؤ الثقافي وضمانه ورعايته»[9]، لأنّ ذلك كفيل بالنهوض بالترجمة لأن تلعب الدور المنوط بها في ضوء الاعتراف بالتنوّع الثقافي الذي تحاول العولمة أن تحوّله إلى ثقافة عالمية موحدة.►


[1]- عبدالسلام بن عبدالعالي، الترجمة والمثاقفة، مجلة الوحدة السنة 6 عدد 61-62/ 989 المجلس القومي للثقافة العربية ص8.

[2]- لقد استعمل مصطلح المثاقفة أو التثاقف (Acculturation) في أدبيات الأنثروبولوجيين الأمريكيين في حدود 1880 للدلالة على التداخل الحاصل بين مختلف الحضارات على مستوى التأثير والتأثر والاستيعاب والتمثّل والتعديل وما إلى ذلك. أمّا الأنتروبولوجيون الإنجليز والإسبان فقد استعملوه كمرادف لمصطلح «التبادل الثقافي» أو العبور الثقافي (Transculturation).

[3]-  ميشيل دي كوستر: التثاقف ، الديوجينات (Revue) رقم 73 1971 ص 28 وأكثر.

[4]- محمود إسماعيل عمّار، معايير متقدّمة حول الترجمة في النقد القديم مجلة علامات في النقد جزء48 مجلد12 يونيو 2003 ص81.

[5]- عبدالكريم ناصيف، الترجمة.. أهميّتها ودورها في تطوير الأجناس الأدبية، مجلة الوحدة السنة 6 عدد 61-62/ 1989 المجلس القومي للثقافة العربية الرباط المملكة المغربية ص57.

[6]- يجب هنا التفريق بين العولمة والعالمية، فالعالمية تؤمن بمبدأ الاعتراف بحق الشعوب في التعايش في ضوء التنوع والاختلاف والتعدد والخصوصية الثقافية. أمّا العولمة فهي على النقيض من ذلك، حيث تدافع على أطروحة "الوحدة" و"القطب الواحد" و"الفكر الواحد" و"القرية الصغيرة".

[7]- مالكوم واترز، العولمة، نقلاً عن محمّد أحمد السامرائي، العولمة السياسية ومخاطرها على الوطن العربي www.wahdah.net. حسب دراسة قامت بها اليونيسكو حول انتشار اللغات داخل مواقع شبكة الإنترنت، باعتبارها أهم الوسائل المعتمدة في عصر العولمة، فإنّ اللغة الإنجليزية أخذت حصة الأسد بنسبة 72%، تليها اللغة الألمانية بـ7%، والفرنسية والأسبانية بـ3%. وأنّ 20% من اللغات العالمية غير ممثّلة على شبكة الإنترنت. وهذا اللاتكافؤ بين اللغات يعكس اللاتوازن الذي ترسّخه العولمة.

[8]- رشيد برهون، درجة الوعي في الترجمة، منشورات مكتبة سلمى الثقافية تطوان المملكة المغربية 2003 ص27. تصبح الترجمة استيلاباً عندما يتقلّص دور اللغات والثقافات في التعايش بينها بفعل هيمنة اللغة والثقافة الممثلة للقطب الواحد.

[9]- المصدر نفسه.

ارسال التعليق

Top