• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

المرأة والموازنة بين الأصالة والحداثة

المرأة والموازنة بين الأصالة والحداثة

◄إنّ المهمة الأصعب التي يجب على المرأة أن تنبري لها هي: الموازنة الواعية بين الثوابت والمرتكزات الشرعية والاجتماعية للاتكاء عليها والتمسك بها مع أهمية الانفتاح في الزاوية الأخرى ومحاكاة الثقافة العصرية والتعاطي مع أيديولوجيتها وهي مثاقفة عقلية يفرضها الواقع الإيجابي.

عليها أن تؤدي دورها الإنساني بحس مسؤول وفق الضوابط الشرعية وعدم الانفلات أمام الإغراء لتعقلن خطواتها المدروسة وتحسب لتصرفاتها وحركاتها ألف حساب.

إنّ هذا هذا يتطلب الحضور والفهم والاطلاع الواسع في مجال الفكر والثقافة والعلوم المختلفة.. لتتمكن من الوقوف على حقائق الأشياء وأسرارها وإن خفيت عن الأبصار فهي تفهمها بحدسها الملتفت للأخطاء والراصد لحركة الواقع بإحساس لا يكذب ونظرة عميقة فاحصة لا تخطأ.

على المرأة مواجهة العولمة بالمزيد من الإصرار والرغبة في قبول التحدي وذلك بالتمسك الشديد بالقيم الدينية، ولا أقصد بذلك الحجاب الشكلي وإنما الثقافة النورانية الحقه التي تملأ القلب وتوقض الضمير وتفيق الإحساس، ذلك الهاجس الذي يسيطر على روح المرأة لتقاوم هذا التحدي الثقافي بالصبغة الدينية التي تصبغ عقلها ووجدانها وروحها بألوانه، ومراقبة سلوكها العام بأن تكون المرأة الداعية للحقّ والخير والفضيلة وذلك بطرح شمولي لعولمة الإسلام ورسالة الحقّ المحمدي وهي ثقافة اللقاء بين الثقافات والتزاوج بين الحضارات وهي ثقافة عالمية إنسانية وهذا ضماً ما تشتمل عليه هذه الآية:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات/ 13).

إنّها عولمة عجيبة متلونة بلون الإسلام وهي سياسة واحدة لا تتغير بتغير الزمان والمكان، إنّها محطة تسقط فيها الشعارات القومية والفئوية والحزبية والعرقية "كلكم لآدم وآدم من تراب" إذ لا فرق بين عربي وأعجمي إلّا بالتقوى.

وليست الثقافة المعلوماتية الأمريكية "فرق تسد" و"أنا ربكم الأعلى".►

 

المصدر: كتاب المرأة في عصر التحولات الساخنة

ارسال التعليق

Top