• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

عيد الأُم.. يوم واحد لا يكفي

عيد الأُم.. يوم واحد لا يكفي

يعتبره الأبناء محاولة متواضعة لتكريمها

يحتفل العالم كلّ عام بعيد الأُم، إيماناً من الجميع بعظمة الأُمّهات وقيمتهنّ وفضلهنّ في تربية الأبناء، ولأنّ هذه المناسبة التي تتجدد فيها عهود الوفاء لكل أم ربت وضحت وأعطت بلا حدود، لها وقع خاص في قلوب الأُمّهات والأبناء معاً فإنّ الاحتفال بها أصبح من الطقوس الثابتة التي لا تتبدل مهما مرت الأيام وتوالت السنين.. فكيف يحتفل كلّ منا بـ"ست الحبايب"؟ وما الهدية التي يمكن أن نحملها إليها في عيدها؟ وهل مازال البعض منا يقدم لأمه بطاقة معايدة كما جرت العادة في السابق؟ الإجابة عن هذه الأسئلة تجدونها على لسان من التقيناهم في التحقيق الآتي:

في البداية التقينا عبدالرحمن، والذي تحدث عن هذه المناسبة قائلاً: لا أجمل عندي من يوم عيد الأُم، فهو يوم تشرق فيه القلوب من جديد إيماناً وعرفاناً بفضل الأُم التي ربت وسهرت الليالي وتعبت من أجل أبنائها. ويضيف: أعد أمي حالة استثنائية في حياتي فإليها يرجع الفضل في كل ما وصلت إليه من نجاح على المستويين الشخصي والعملي، خصوصاً وأنها تحملت المسؤولية كاملة بعد وفاة والدي، وحين يأتي يوم عيد الأُم يجتمع كلّ أفراد الأسرة في بيتها، فقد ربت هذه الأُم المثالية خمسة ذكور وست إناث، جميعهم حصلوا على مستوى عالٍ من التعليم والإعداد التربوي القويم الذي كان الفضل فيه يرجع إليها، وأكد عبدالرحمن أن كلاً من إخوته يقدم لأُمّه هدية على ذوقه الخاص، وأضاف عن نفسي أحضرتُ لها في هذه المناسبة مجموعة قيّمة من المشغولات الذهبية وكعادتي كتبت لها بعض الكلمات الرقيقة على بطاقة معايدة اعترافاً مني بفضلها الذي لا أنكره وجميلها الذي يطوق عنقي، لافتاً إلى أنّه وإخوته ابتهاجاً بهذا العيد يذبحون عدداً من الخراف ليطعمون منها الفقراء أولاً وأيضاً من يحضر هذه المناسبة من الأقارب والأصدقاء.

 

- تكريم حقيقي:

من جهتها ترى صابحة أحمد "موظفة ": أن عيد الأُم وإن كان بمثابة تكريم حقيقي للأُمّهات إلا أن يوماً واحداً يخصص في السنة لهذه المناسبة لا يكفي، مؤكدة أنّ الأمهات يستحقن احتفالاً كلّ يوم من الأبناء، مشيرة إلى أنها على الرغم من إيمانها بذلك إلا أنها تتجاوب بشكل لافت مع هذه المناسبة الجميلة، موضحة أن لها ست أخوات تتفق معهنّ على تجهيز احتفالية كبيرة يبدأ الاستعداد لها قبل عيد الأُم بيوم واحد، والجميل في هذا الأمر أن والدتها تفاجأ في صباح عيد الأُم بالزينات وكم الهدايا التي تقدم إليها، مضيفة: عادة أقدم لأمي هدية ذهبية قيّمة في هذه المناسبة غير أنني هذا العام قررت تقديم هدية مختلفة، وقد هداني تفكيري إلى أن أهدي إليها تذكرة طيران للأراضي السعودية لتتمكن من زيارة الكعبة المشرفة وأداء مناسك العمرة، هذا بالإضافة إلى بطاقة معايدة كتبت عليها كلمات عبرت فيها عن امتناني وسعادتي بهذه المناسبة الجميلة.

 

- سعادة غامرة:

ويعتبر الدكتور ثامر أدهم، زميل الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال، عيد الأُم من الأيام المهمة في السنة والتي ينتظر قدومها على أحر من الجمر حيث إنّه في كلّ عام يرسل هدية إلى أمه في مصر.. يقول: "أشعر بسعادة غامرة لوجود أمي معي حالياً ما يمكنني من الاحتفال بها في هذه المناسبة الجميلة بالشكل الذي يليق بها، وعلى الرغم من أن والدتي الحبيبة ترفض دائماً أن أحضر لها هدية في عيد الأُم معللة أن احترامي وتقديري وحبي لها هي هداياها الحقيقية إلا أنني لا أذعن إلى هذا الرفض وأصر على تقديم هدية قيمة لها، مشيراً إلى أنّه في العادة يفضل أن تكون هديته في عيد الأُم من المشغولات الذهبية وقد استقر رأيه في هذا العام على ذلك، ويختم الدكتور ثامر بقوله: أولادي وزوجتي في كندا حالياً وهم يحرصون على مهاتفة والدتي في عيدها حتى تكتمل فرحتها في هذا اليوم، كما أنهم يرسلون لها بطاقة معايدة موقعة بأسمائهم كما أفعل تماماً.

 

- أرق العبارات:

أما عبدالرحمن بن حماد "مسؤول" فيقول: في العادة تجتمع الأسرة كلها في بيت والدتي للاحتفال معها بهذه المناسبة. ويضيف أمي بطبعها تمتاز بالكرم حيث لا تفوت فرصة وجودنا في ضيافتها حتى تقدم لنا ما لذّ وطاب من الأطعمة والحلوى والفاكهة، وعن نفسي أحرص على تقديم هدية لها غالية الثمن، كما أنني أرفق مع الهدية بطاقة معايدة أحاول أن أكتب عليها أرق العبارات وأجملها، ويشير إلى أنّه لا ينسى مطلقاً أن يحضر أبناءه معه في هذه المناسبة حتى يقبلوا رأس جدتهم ويقدموا لها أيضاً الهدايا، لافتاً إلى أنّه يرى والدته هذا اليوم بالذات في غاية السعادة فهي تشعر بأن ما قدمته لنا من بر ورعاية واهتمام لم يذهب سدى.

 

- هدايا مميزة:

وتقول أنعام عبدالرزاق، ربة منزل، التي توفي والداها وهي في سن صغيرة، لم أعتد أنا وإخواني الاحتفال بعيد الأُم منذ فترة الثمانينيات عقب وفاة والديّ في حادث سيارة، حيث أصبحت أتجنب أي مناسبة لها علاقة بالأُم، لأن مجرد تذكر هذا الأمر يصيبني بالاكتئاب، وتضيف: بعد زواجي وإنجابي ابنتيَّ فلذتي كبدي، أصبحتا يحتفلان بهذا اليوم حيث تفاجآني بهدايا مميزة من صنع يديهما، فعلى سبيل المثال ابنتي الصغرى تحرص دائماً على صنع بطاقة معايدة وتضعها في الصباح الباكر لي داخل غرفة النوم، وأحياناً تفاجآني بالاتفاق مع والدهما باصطحابي إلى أي مطعم لتناول وجبة العشاء، أما إذا صادفت المناسبة يوم الإجازة، فتتحملان أعباء القيام بالأعمال المنزلية بدلاً عني.

 

- باقة ورد:

سارة موسى، موظفة إدارية، تقول: على الرغم من اقتناعي بأنّ الأُم لا تحتاج إلى يومٍ واحدٍ فقط لتكريمها، والاحتفاء بها، فمهما فعلنا لن نستطيع أن نوفيها ولو جزءاً بسيطاً من حقها، لكنني اعتدت منذ صغري أنا وإخوتي على الاحتفال بهذه المناسبة، حيث نحرص على سؤالها عما ترغب في الحصول عليه كي لا نقوم بشراء شيء لا ينال إعجابها، وفي هذا العام ترغب والدتي في الحصول على فرن جديد، لأنها ماهرة جدّاً في إعداد الحلويات والمعجنات، وقد قامت باختيار النوع الذي ترغب في اقتنائه، وسيقوم والدي بدفع قيمته، بينما سنحرص أنا وإخوتي على تدوين أسمائنا على بطاقة المعايدة التي سنقوم بإهدائها إليها في هذا اليوم، مع باقة ورد كبيرة.

 

- أغلى الهدايا:

وتقول فاطمة أحمد، موظفة، عيد الأُم هو تكريم لكل امرأة تعبت وسهرت الليالي من أجل أولادها، وإن كان كلّ يوم يجب أن يكون تكريماً لها واحتفاء بها، وكيف لا وهي سبب في قدومنا إلى هذه الدنيا، وأغلى الهدايا التي أقدمها لأمي هي الدعاء لها بدوام الصحة والعافية، فلا شيء أغلى من وجودها معي، لكن هذا لا يمنع شراء هدية تليق بها وبمقامها، وأكثر الأشياء التي أحرص على شرائها هي المشغولات الذهبية، فهي المحببة إلى النساء بشكل عام، وأحياناً أقوم باصطحابها إلى السوق لاختيار القطعة التي تلائمها، فأذواق الكبار تختلف عنا نحن الأصغر سناً.

 

- رويدا / أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر:

تقول رويدا: أنا من غير أمي لا أساوي شيئاً، فقد تفتحت عيناي على أجمل أم وأطيب قلب في الدنيا، ودائماً ما أنتظر هذا اليوم من كل عام بفارغ الصبر، حتى أظهر لها مدى حبي الكبير.

وتضيف رويدا: أحاول أن أجعل من هذا اليوم يوم فرح وسعادة حتى تشعر أمي بأنّه عيد حقيقي يحتفل العالم كله بها، ولأنني أعلم جيِّداً أنني مهما قدمت لها من هدايا ستكون قليلة جدّاً عليها، أترك لها حرية اختيار نوعية الهدية مهما كان ثمنها.

 

 

- أميرة الفضل/ تكريم لـ"ست الحبايب":

وتعد أمير الفضل الاحتفال بهذه المناسبة وهذا اليوم الجميل، أقل ما يمكن أن يقدم للأُمّهات اللواتي صبرن وتعبن وعشنا لحظات صعبة، خصوصاً أثناء قيامهنّ بواجبهنّ في التربية والرعاية، مشيرة إلى أنها تعتقد أن هذا اليوم لا يكفي لأن نحتفي فيه بـ"ست الحبايب". وتطالب بأن يكون هناك أكثر من مناسبة في السنة الواحدة حتى نوفي الأُمّهات حقهن.

وتابعت أميرة: أعتقد أنّ الأمّهات في هذا اليوم يشعرن بسعادة غامرة، خصوصاً وأن هذا التكريم الذي ينلنه ليس من الأبناء فحسب، لكن من الدنيا بأسرها، مؤكدة أنها في هذا اليوم تتفرغ تماماً لأمها، وتحاول أن تعوضها بشتى الطرق عن الأيام التي مضت وهي منشغلة عنها بسبب ارتباطاتها التلفزيونية.

 

- أريام/ مهما فعلت لن أوفيها حقها:

أما أريام فقد أكدت أن علاقتها بأمها تختلف عن الجميع ما يجعلها متعلقة بها بصفة دائمة.. وتقول: تعودت منذ صغري وحتى بعدما كبرت أن تهتم أمي بكل أموري سواء الشخصية أو العملية الأمر الذي جعلني لا استغنى عنها في أي شيء.

وتضيف أريام: على الرغم من أنني أحاول بكل ما أملك أن أجعلها تعيش يوماً مميزاً في عيدها هذا، وأشتري لها أجمل وأغلى الهدايا، إلا أنني أشعر بأنني مهما قدمت لها في هذا اليوم لن أوفيها حقها.

ارسال التعليق

Top