• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

أمي.. اختصار الحب في كلمة

أمي.. اختصار الحب في كلمة

هل أحتاج إلى يوم لأقول لها فيه: أحبك؟ وأين أجد من الكلمات ما أعبر به عن عرفاني بفضل من كانت سبب وجودي ونشأتي وحياتي؟ أمي.. حروف ثلاثة تختصر الحب في كلمة، والأمان في لمسة، والحياة بأسرها في أول ما تنطقه الشفاه. أمي.. نقولها فتفيض النفوس بالرضا وتمتلئ القلوب بالطمأنينة وتتورد الوجوه بالابتسامات، ولم لا والجنة تحت قدميها والحنان في لمسة يدها التي تمسح أحزان السنين وتداوي أوجاع الحياة والنجاة كل النجاة في دعاء يخرج من قلبها فتفتح له أبواب السماء؟!

في عيد الأُم الذي يتزين به شهر مارس/ آذار من كلّ عام، نقدم هذا الموضوع الذي يحمل بين طياته تحية عرفان إلى ست الحبايب، ويشكل محاولة متواضعة منا للتعبير عما يكنه القلب من مودة وتقدير. موضوعنا باختصار باقة حب إلى كلّ الأُمّهات. فالأُم مصدر الحنان ومنبع الإحسان ولقاء على أرض المحبة والعطاء وضوءٌ منبعثٌ يضيء حياتنا، ولن تكفينا سطور وصفحات لنحصي وصف الأم وما تستحقه من برّ وتكريم وعطاء امتنانً لما تفعله في كلّ لحظة ويكفي أنها خُصت في الإسلام بعناية خاصة وسُئل رسول الله (ص): "مَن أحقُ الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك". قيل: ثمّ من؟ قال: "امك". قيل ثمّ من؟ قال "أمك". قيل ثمّ من؟ قال: "أبوك".

 فالأُم مدرسة كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

الأُم مدرسة إذا أعددتها **** أعددت شعبا طيب الأعراق

وتتجلى أنقى العبارات على طرف اللسان قائلين: "كلّ عام وأنتي بخير يا ست الحبايب" وإلى كلّ أم بذلت الغالي والنفيس من أجل توفير حياة طيبة لأبنائها.

وعن قصص أمهات من الحياة هناك أم زهرة وهي تعيل ابنتيها بعد وفاة زوجها الذي شجعها قبل وفاته على إكمال دراستها لمواجهة قسوة الزمن مؤكدة بأنها إنسانة عصامية تحب الاعتماد على نفسها وهذا ساعدها كثيراً في تحمل مسؤولية بناتها.

فاطمة رشدي تعرض تجربتها تقول: حصل غالبية أبنائي على المراكز الأولى في مدارسهم، كما حرصت جدّاً على التحاق أبنائي بمراكز تحفيظ القرآن الكريم، وربيتهم على الأخلاق الحميدة والتحلي بجميع القيم والمبادئ التي تكفل لهم حياة طيبة ومستقرة وذات قيمة، ولم أرض أن يتوقف تعليمهم عند حد معين بل أصررت على إكمالهم التعليم الجامعي، تستحق المرأة لقب مناضلة عندما تواجه مجتمعها بحقيقة مشاعرها ورغباتها وتكون أكثر من مناضلة عندما تصر على تقديم نفسها من خلال قناعاتها الذاتية في رحلة الأم والجدة، وتقول ليلى محسن محطات كثيرة في كلّ منها الكثير من باقات الأفراح والأتراح فهي أم ذات النموذج المشرف المثقف الواعي، وهي بحر من العطاء الفني الذي لا ينضب له معين، وليس هذا فحسب بل إن الذين يعرفونها يكنون لها الحب والتقدير فهي امرأة مثالية ومخلصة لعملها، كما أن علاقتها مع جميع زملائها تتخذ شكل الأمومة الحانية وربت أولاد أختها.

بشرى تزوجت وهي في عمر 13 عاماً فانقطعت عن الدراسة لتعمل في البيت، وتعتني بصغارها وتساعد زوجها على تحسين أوضاعهم المادية المتواضعة للغاية إلا أن إكمال الدراسة كان هما التي سمحت لها بجلب ابنتها الصغيرة معها لتحصل على شهادة تخرج في الصف الثاني الثانوي، وتنحصر مشكلتها كأُم مُطلقة في عدم حصولها على بيت يشعرها وأبنائها بالاستقرار.

ارسال التعليق

Top