• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

رسالة إلى قبر المرحوم الوجيه الكويتي الحاج كاظم عبدالحسين

رسالة إلى قبر المرحوم الوجيه الكويتي الحاج كاظم عبدالحسين

ليس من المتعارف مخاطبة الموتى في القبور ولكن إسمح لي أن أرسل لك رسالة نابعة من حرقة قلب واكب عملك المعطاء للحوزة العلمية والحركة الإسلامية خمسين عاماً منذ كنت أنا في الكويت إلى يوم وفاتك، فبعد صلاتي للوحشة هذه الليلة ليلة الاربعا ء ١٧ /١٠ التي أديتها بأمانة عالية، أبعدني التفكير فيك عن النوم إلّا أن أكتب هذه الرسالة لك تنفعك عند مجيئ الناس يوم الشفاعة (يرونه بعيداً ونراه قريباً) وتنفع القراء من الأحياء أهل العطاء المتواصل  أن يختاروا مواقع العطاء بدقة ودراسة.

بعد أن رأيت تشييعك وصلاة الميت عليك بحجم أي إنسان فلاح أو عامل أو موظف صغير  فأخذني  الألم ولم ينفك مني إلّا بكتابة هذه الرسالة، فامّا أهل الحوزات فحظور شيوخ  وطلاب  أقل من أصابع اليدين وأما إخوانك من الحركة الإسلامية أقل من أصابع اليد الواحدة فعدت النظر مرات ومرات ولم أصدق بأن هذه هي جنازة الحاج كاظم عبدالحسين الوجيه الأول في الكويت بالعطاء والتحرك والسفر من الهند إلى الباكستان إلى إيران إلى العراق إلى البحرين ليدعم مشاريع الشيعة لمدة خمسين عاماً حتى أنت الذي افتتحت  قبر الشهيد محمد باقر الصدر  الجديد الواسع في النجف فاظنك يا مولانا الحاج انك اخطات سهمك فلم تصب به الّا الذين لم يعرفوا الوفاء ولم يقرأوا قيمة ووزن المؤمن بعد وفاته كيف تكون؟ وكذلك انهم لم يمروا على اسم الوفي من اسماء الله وانّه تعالى اسمه يحب الاوفياء الذي ذكر بالقران ٣٩ مرة لأنك بين اناس ثقافتهم (طمس الرموز). كما جئتني بالدعم لكتاباتي بفتح مؤسسة على ان ارفع اسمي من التأليف فرفضت انا العرض وأخيراً اطلب من الذين نُعموا بعطاء هذا الرجل سنين وسنين أن يجعلوا له رمزاً دينياً حتى لا تموت ذكراه ضمن (سياسة طمس الرموز) المتبعة كما ماتت جنازته ولا يكون قاطع لسبيل المعروف: لأن المفروض أن تجمع الناس بالاف المؤلفة بقبر الشهيد الصدر الذي ساهم فيه وافتتحه هو بنفسه بتشييع مهيب يسجل تاريخياً بمستوى عطاء مادي أكثر من نصف قرن.

ارسال التعليق

Top