• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

لماذا نغادر الوطن؟

د.مازن صافي

لماذا نغادر الوطن؟

الأفكار التي تنتقل للناس، وتتناقل بينهم في بيوتهم وأماكن تجمعاتهم كثيرة ومختلفة، واليوم إن خصصنا مقالنا لموضوع «الهجرة المؤقتة»، فإنّ لها امتداد إنساني وقد علمنا من خلال قراءاتنا في التاريخ، أنّ هجرات واسعة «انتقال» قد تمت من مكان لآخر عبر عصور طويلة، بحيث تحولت «انتقلت» التجمعات البشرية من مكان لآخر، تحت تأثير عوامل مختلفة في أغلبها تخص «تحسين ظروف الحياة» سواء بالاستقرار حول الماء والزرع أو هروباً من الحروب والأوبئة والمتغيرات البيئية.

إنّ ما سبق هو المنطق الذي يمكننا الارتكاز عليه لفهم تلك «الظاهرة»، ولكنّنا اليوم وفي واقعنا نجد في السنوات الأخيرة قد «هاجر– تغرّب – سافر – رحل» الناس إلى البلاد البعيدة أو القريبة، وفي بعض ذلك السفر دواعي منطقية، وأُخرى ترتبط بالخيال، أو التفكير في مستقبل مختلف بالتخيل، بعيداً عن منطقية القواعد في أبجدية الحصول على الاستقرار والوظيفة الآمنة والعمل بالشهادة أو الخبرة المهنية، بل أنّ النتائج تبقى في علم المجهول، بحيث لا يمكن تعميم النجاح أو الفشل، التقدّم أو التعثر، حتى الاستقرار بالحصول على الإقامة أو الجنسية لا يخضع «مسبقاً» لمدخلات واقعية معروفة، بل يترك لعامل الوقت وما يُقال عنه النصيب أو متغيرات ما..؟!

يسيطر التفكير بالتخيل على عقول الكثير من البشر، وهو يرتبط بالتكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي وسرعة الحصول على المعلومة أو التأثر المباشر بالصورة أو المشهد المرئي أو الصوتي، فيتحوّل ذلك التفكير إلى «رغبة» في التجريب أو المغامرة، وهنا تتمحور النتيجة لهذا التفكير بالتخيل إلى التنفيذ الفعلي، ليصبح ذلك التفكير فعل منطقي يخضع لعوامل مختلفة قد تنتهي بالنجاح أو الفشل.

إنّ صناعة المستقبل تبدأ من الوطن، وبناء الوطن يحتاج مقومات مختلفة، وأهمّها الاستقرار وتوفّر فرص العمل لصناعة المستقبل أو حتى استشرافه، لكي لا نغرق في التفكير بالتخيل، ونذهب إلى المجهول.

ارسال التعليق

Top