تتعدد أشكال الأكواريوم وتتنوع أصناف الأسماك والزينة داخله، لكنه يبقى نقطة جمال محورية في كلّ مساحة يثبت فيها. فالأكواريوم تحفة فنية حية يمكن أن تضاهي بجمالها كل التحف الأخرى، وتشكل مرتكزاً صلباً من مرتكزات الديكور في البيت. وإضافة إلى دوره الجمالي يلعب الأكواريوم دوراً كبيراً في تهدئة الأعصاب وإراحة نفس الناظر إليه، بما يعكسه الماء والخضرة وحركة الأسماك من صفاء وهدوء. فماذا تنتظرون بعد لوضع أكواريوم في منازلكم؟
يشكل الأكواريوم لمسة مميزة في ديكور المنزل ويُدخل إليه أجواء بَحرية ممتعة. لكنه أكثر من مجرد قطعة تزيينية في البيت، إذ إنه محيط حيوي تنمو فيه الحياة وتتكاثر، وهو جزء مصغر من البيئة المائية الطبيعية. لذا، فإن خيار وضع أكواريوم في البيت ليس مجرد نزوة آنية، بل استثمار بيئي وعاطفي يجب إعطاؤه حقه من العمل والمتابعة ليستمر ويدوم ويحافظ على سلامة الحياة المائية داخله، ويكون في الوقت نفسه قطعة جمالية مميزة تشكل إضافة حقيقية إلى ديكور البيت.
- التصاميم الجديدة للأكواريوم:
لم يعد الأكواريوم اليوم مجرد وعاء للسمك، بل صار جزءاً متمماً لديكور البيت, وقطعة تزيينية تضفي على المكان قيمة جمالية كبرى وتشكل نقطة الجذب الأساسية في الديكور. جديد الأكواريوم التزييني مجموعة كبيرة من التصاميم تتلاءم مع كل طرز المنازل وديكور المساحة التي يوجد فيها.
يبقى أساس الأكواريوم الوعاء الزجاجي مختلف الأحجام الذي يستوعب كمية معينة من المياه وأنواعاً مميزة من الأسماك مع أشكال مختلفة من الزينة كالطحالب والحصى والأخشاب. ولكن تختلف التصاميم والمواد التي تغلف هذا الوعاء الزجاجي، كما يختلف موقعه وحجمه وشكله بحيث يكتسي شخصية خاصة في كل مساحة أو يضفي على المساحة شخصية خاصة.
التصاميم الجديدة للأكواريوم متنوعة جدّاً وتتيح مروحة واسعة من الخيارات ويمكن تفصيلها تحت العناوين التالية:
- الأكواريوم الجداري: وهو الذي يثبت ضمن فجوة في الجدار. يحتاج إلى تقنية خاصة ودراسة مسبقة لتأمين الإمدادات الكهربائية والمائية اللازمة وتأمين إمكانية تعبئته وإفراغه وتنظيفه بسهولة، مع التأكد من قدرة الجدار على استيعاب ثقل المياه الموضوعة. ولكن هذا الأكواريوم يتمتع بجمالية كبيرة، ويمكن تحويله إلى لوحة جدارية حية وذلك عبر اختيار الإطار الملائم له، والذي يتماشى مع الديكور، ويمكن أن يكون خشبياً أو معدنياً، واختيار الإضاءة المدروسة التي تُبرز جمال الزينة داخله وحركة الأسماك فيه.
- الأكواريوم المكنون ضمن قطعة أثاث: إنه الأكثر كلاسيكية وعملية في الوقت ذاته، إذ يمكن وضعه في أي مكان وجعله جزءاً لا يتجزأ من أثاث المساحة. يمكن تثبيت هذا الأكواريوم ضمن المكتبة الجدارية، أو الفاترين، أو الكونسول، أو حتى فوق قاطع يفصل بين مساحتين، أو ضمن مدفأة قديمة، أو جعله قطعة منفصلة في وسط المساحة، أو في إحدى زواياها. ويشكل الخشب الإطار الأكثر ملاءمة للأكواريوم، ويمكن إعطاؤه الشكل التقليدي المحفور أو الشكل العصري المصقول والمطلي بألوان قوية لماعة.
- طاولة الأكواريوم: نمط جديد يجمع وظيفتين متوازيتين: الأولى تزيينية، والثانية عملية، بحيث يمكن استغلال وعاء الأكواريوم المائي بعد وضع غطاء عليه كطاولة وسط مميزة وعملية. ويمكن أن يكون الغطاء الذي يرتفع قليلاً عن سطح الأكواريوم من الزجاج، وهو خيار جميل جدّاً يتيح رؤية داخل الأكواريوم من قبل الجالسين إلى الطاولة، أو من الخشب، بحيث يتحول الأكواريوم إلى طاولة فعلية ذات قاعدة مائية نابضة بالحياة.
وعلى الرغم من جمالية هذه الطاولة يجب التنبه إلى طريقة بناء الأكواريوم بحيث يسهل إزالة الغطاء لملئه وتفريغه وتنظيفه. ويمكن التفنن في شكل الطاولة بحيث تكون مربعة، مستطيلة، مستديرة أو بيضاوية الشكل.
- الأكواريوم القائم في وسط المساحة: هو الأكثر حضوراً وفخامة، إذ يتم تشييده في وسط مساحة واسعة نسبياً ليكون النقطة الأبرز فيها. وغالباً ما يكون هذا البناء ضخماً من الحجر أو المرمر أو الخشب مع تصميم مميز غني يلفت الأنظار، ويتم تصميم ديكور المساحة من حوله لتتماشى معه وتُبرزه. ويمكن أن يُستخدم هذا النوع من الأكواريوم كقاطع بين مساحتين أيضاً، بحيث يحل محل الجدار ويشكل عازلاً نظرياً.
- الموقع الصحيح للأكواريوم
اختيار الموقع الصحيح يخضع لشروط عملية بسيطة ينبغي التنبه إليها منذ البدء، إذ ما إن يثبت الأكواريوم ويُملأ بالماء حتى يصبح من الصعب إزاحته من مكانه. الشرط الأول والأساسي هو أن يتم تثبيت الأكواريوم في مكان قريب من مخرج الكهرباء التي يحتاج إليها للإضاءة والتدفئة والفلترة، ومن ثمّ تثبيته على سطح مستو ومتين كفاية ليتحمل وزنه ويكون بعيداً عن أي ذبذبات وارتجاجات. كذلك يجب أن يكون بعيداً عن أي مصدر مباشر لضوء الشمس الذي يؤدي إلى تكاثر الطحالب فيه بشكل كبير ويعرض الأسماك للأذى، لاسيما في فصل الصيف. كما يجب ألا يكون محشوراً في مكان ضيق يصعف فيه فتحه بسهولة.
وفي حال كان المكان صعباً أو دقيقاً، من الأفضل اللجوء إلى متخصصين يقومون بإجراء الدراسات اللازمة للحصول على أكواريوم صحيح ومتين يتميز بإمدادات صحيحة وأنظمة داخلية لا أخطاء فيها. فالفلترة هي أساس الأكواريوم، وإذ لم تكن صحيحة ومدروسة، تصبح حياته قصيرة جدّاً. أما الإضاءة فتلعب دوراً مهماً فيه لناحية الجمال من جهة ودفء المياه من جهة أخرى. لذلك يجب دراسة توزيعها وكميتها وإمداداتها حتى لا تشكل أي خطر ولتكون فعالة بحق.
- ديكور الأكواريوم:
إلى جانب التصميم والإضاءة، يلعب ديكور الأكواريوم دوراً رئيسياً في جماله. من هنا أهمية اختيار الديكور الملائم الذي يبهج العين ويشكل مأوى آمناً ومحبباً للأسماك. والأنطلاقة تكون من اختيار الأرضية المناسبة، والأكثر رواجاً هو الرمل البحري الذي يجب أن تتراوح سماكته بين 6 و7 سنتيمترات لإتاحة المجال للنباتات المائية بأن تنمو فيه. ويمكن استبدال الرمل بالحصى أو الغرانيت، ولكن يجب التنبه دائماً ألا تكون المادة المستخدمة مسنّنة أو قاطعة حتى لا تؤذي الأسماك التي تعيش في قعر الأكواريوم.
بالنسبة إلى الديكور تتنوع الأشياء التي يمكن إضافتها إليه وتعود إلى ذوق كل شخص، لكن الشائع بينها هو الحجارة أو الصخور الصغيرة شرط ألا تكون كلسية حتى لا تسبب تكلس المياه، كما يجب تثبيتها جيِّداً في القعر حتى لا تتحرك وتسبب كسر زجاج الأكواريوم، ومن الأفضل وضعها في القعر أوّلاً ثم تغطيتها بطبقة من الرمل تثبتها جيِّداً. الصخور البحرية والشعب المرجانية والإسفنجية العالية خيار رائع يتماشى مع المحيط البحري للأكواريوم.
أما الأخشاب، فهي بمثابة خيار آخر داخل الأكواريوم شرط أن يكون طبيعة تحتمل الماء، معتّقة في الطبيعة وغير عفنة، ويستحسن بالطبع إبقاؤها على لونها الأصلي. تضاف إليها بعض أنواع النباتات المائية التي تسهم في توازن المحيط المائي وتخلص المياه من بعض السموم وتحسن حياة الأسماك. وغالباً ما تكون هذه النباتات سريعة النمو وتستوجب عناية دائمة، ولكن وجودها يضفي حيوية على الأكواريوم. وبدلاً من زرعها في القعر فقط، يمكن إضافة مستويات متعددة إلى الأكواريوم من خلال لصق قواعد زجاجية شفافة وتغطيتها بالقليل من الرمل لإتاحة المجال للنباتات لتنمو عليها فيصبح لدينا أكواريوم مليء وغني في كل مساحته. وإلى هذه النباتات، يمكن إضافة قطع تزيينية اصطناعية كالأزهار أو الأصداف البحرية أو الشعب المرجانية وسواها.
- الاختيار الصحيح للأسماك:
قد تكون هذه الفقرة هي التي يجب البدء بها نظراً لأهميتها ونظراً لكون الأكواريوم قبل كل شيء محيطاً تعيش فيه الأسماك. لذا ينبغي التأني كثيراً في اختيار الأسماك. وهذه بعض النصائح للاختيار الصحيح:
- لا تشتروا سوى الأسماك التي تتطلب ظروف حياة مماثلة لتلك المتوافرة في الأكواريوم الخاص بكم، من حيث نوعية المياه وحرارتها ودرجة ملوحتها.
- اسألوا عن الحجم الذي يمكن أن تبلغه الأسماك مع اكتمال نموّها، حتى لا تقعوا في ما بعد في مفاجآت غير متوقعة.
- اشتروا كمية صغيرة من الأسماك كلّ مرة حتى تتأكدوا من إمكانية عيشها، ولا تخسروا الكثير في حال وجود خطب ما.
- استعلموا عن نوعية الأسماك وطبائعها، إذ من غير المستحب المزج بين سمكة هادئة وأخرى عدائية.
- اختاروا الأسماك التي تلائم حجم الأكواريوم فلا تبدو كبيرة جدّاً فيه لا تتمكن من الحراك، ولا صغيرة تضيع في أرجائه.
- اختاروا الأسماك السليمة التي تتمتع بصحة جيِّدة، والأسماك الفتية التي يحتمل أن تعيش طويلاً.
- اتبعوا القاعدة الذهبية للحصول على حياة طويلة للأكواريوم وهي: النظافة، الصبر والمثابرة. فالأكواريوم محيط حيّ يحتاج إلى عناي دائمة، وأي تكاسل من قبلكم يحوّله إلى بركة وحلية ميتة لا تبهج العين ولا تريح الأعصاب.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق