• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الخير فيما وقع

الخير فيما وقع

 منذ قرابة خمسة وسبعين عاماً  كان لفيف من الأطفال يلعبون في إحدى ضواحي لندن، وإذا بحادث يقع فيعكر عليهم صفوهم: فقد أمسك أحد الأولاد الكبار بولد صغير يدعى "برتي ويلز" وقذف به في الهواء.. وبدلاً من أن يتلقاه بعد ذلك وهو يهوي إلى الأرض، دفعه بكل قوته.. فكسرت ساقه!

وقضى برتي في الفراش شهوراً يتلوى من الألم، وحول قدمه حمل ثقيل من الأربطة.. غير أنّ العظمة المكسورة لم تلتئم التئاماً صحيحاً، فكان لابدّ من إعادة كسرها! وكانت تجربة فظيعة بالنسبة للصغير برتي، الذي راح يصرخ أثناءها من الألم والفزع معاً..

وبدا هذا الحادث في حينه كمأساة.. ولكن برتي عاش ليستشف من ورائه خيراً عميقاً، فقد أصبح من أشهر المؤلفين في العالم أجمع!. وإن كنت لا تعرفه باسم "برتي" بل باسم "هربرت جور ويلز" أو "هـ. ج. ويلز".. وربما تكون قد قرأت بالفعل بعض كتبه، فقد وضع أكثر من خمسة وسبعين كتاباً!.

ولقد اعترف "ويلز" بأن حادث كسر ساقه ربما كان من أسعد حوادث حياته! لماذا؟ لأنّه قيده في الفراش في بيته مدة عام كامل، فكان يلتهم أثناء ذلك كلّ  كتاب يمكنه الحصول عليه – لأنّه لم يكن ليستطيع أن يفعل شيئاً آخر! – وكانت النتيجة أنّه شحذ ذوقه الأدبي وحبه للكتب، فحفزته القراءة كما ألهمه الأدب، وعول على التغلب بهما على ما يكتنفه من سآمة وضجر..

وهكذا كانت تلك الساق المكسورة نقطة التحول في حياته!

ارسال التعليق

Top