• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

معالجة عدوانية الطفل بتفهمه

معالجة عدوانية الطفل بتفهمه

لقد أصبحت العدوانية مشكلة في غالبية البيوت، خاصة ونحن في عصر تتزايد فيه المثيرات، ففي الشوارع والمدارس ووسائل الإعلام يجد الطفل أمامه مشاهد متكررة من العدوانية والعنف، وهذه المشكلة تتمثل في رغبة الشخص في السيطرة وإيذاء الغير أو الذات تعويضاً عن الحرمان، أو بسبب التثبيط لهمته من جانب المحيطين به، ويتخذ العدوان أشكالاً عدة، منها اللفظي أو التعبيري، ومنها المباشر أو غير المباشر، ومنها الجماعي أو الفردي، ومنها الموجه للذات، ومنها المقصود ومنها العشوائي، ومن أهم أسبابه ما يلي:

1-    الرغبة في التخلص من السلطة ومن ضغوط الكبار التي تحول دون تحقيق رغبات الطفل.

2-    الشعور بالحرمان مما يؤدي لزيادة التوتر لاستمرار حاجته العضوية لشيء ما، أو عندما يُحال بينه وبين ما يريد، أو حرمانه من الحب والتقدير رغم عدم مضايقته لأحد.

3-    شعور الطفل بالفشل في تحقيق هدفه أكثر من مرة، فعلى سبيل المثال عندما يفشل في لعبه ما يُوجه عدوانيته إليها بكسرها أو برميها، أو عندما يفشل في الدراسة أو حل المسألة يقوم بتمزيق كراسته.

4-    التدليل المفرط والحماية الزائدة للطفل فالطفل المدلل تظهر لديه المشاعر العدوانية أكثر من غيره، فعندها لا يعرف الا الطاعة لأوامره، ولا يتحمل الحرمان فيتحول سلوكه إلى عدوان.

5-    شعور الطفل بالغضب فيعبر عن ذلك الشعور بالعدوان.

6-    مشاهدته لأفلام العنف والمصارعة الحرة، وإطلاعه على صحف الحوادث، ومشاهدته لتصرفات المحيطين به عند الغضب.

7-    شعور الطفل بعدم الأمان وعدم الثقة أو الشعور بالنبذ والإهانة والتوبيخ.

8-    تجاهل العدوان من قبل الوالدين فكلما زادت عدوانية الطفل كان أكثر استعداداً للتساهل مع غيره من الأطفال.

9-    لجوء الوالدين إلى معاقبة الطفل كثيراً مما يدعم في ذهنه أنّ العدوان والقسوة شيء مسموح به من القوي للضعيف.

10-                      غيرة الطفل من أقرانه وعدم سروره لنجاحهم، مما يجعله يسلك العدوان اللفظي بالسب والشتم عليهم، أو العدوان الجسدي كالضرب وإتلاف ممتلكاتهم.

11-                      شعور الطفل بالنقص الجسمي أو الاقتصادي عن الآخرين وشعوره بالاحباط، أو رغبته في جذب انتباه الآخرين باستعراض قوته أمامهم.

هذا، ولعلاج تلك المشكلة اقترحت الدراسات المختلفة ما يلي:

·      تجنب أسلوب التدليل الزائد أو القسوة الزائدة مع الطفل؛ لأنّ الطفل المدلل يعتاد تلبية رغباته كلها، والطفل الذي يُحرم من الحنان ويُعامل بقسوة كلاهما يلجأن للتمرد على الأوامر.

·      أشعر طفلك بثقته بنفسه، وأنّه مرغوب فيه وتجنب إهانته وتوبيخه أو ضربه.

·      إذا تأكدت من أن طفلك يريد جذب انتباهك فتجاهل هذا السلوك فقط في هذه الحالة.

·      قد يكون طفلك يقلد شخصاً ما في المنزل يمارس هذا العدوان أو يقلد شخصية تلفزيونية أو كرتونية شاهدها عبر وسائل الإعلام، فحاول إبعاده عن هذه المشاهد العدوانية.

·      اشرح له بلطف سلبية هذا السلوك ونتائجه السيئة.

·      لا تحرم طفلك من شيء محبب إليه، وطلبه كثيراً؛ فالشعور بالألم قد يدفعه لممارسة العدوان.

·      احرص على تعزيز السلوك اللاعدواني مادياً أو معنوياً.

·      دعه ينفس عن هذا السلوك باللعب ووفر له الألعاب التي تمتص طاقته وجرب أن تشركه في الأندية الرياضية ومراكز الشباب.

·      إبداء الاهتمام بالشخص الذي وقع عليه العدوان أمام الطفل العدواني حتى لا يستمر في عدوانيته.

·      تجنب أساليب العقاب المؤلمة مع الطفل العدواني كالضرب والقرص، ومن الأفضل استخدام أسلوب الحرمان المؤقت؛ بمنعه مثلاً من ممارسة نشاط محبب له إذا ما أقدم أثناءه على العدوان.

 

المصدر: كتاب 200 موقف للآباء في تربية الأبناء/ رؤية تربوية واقعية للـ د. نصار رمضان

ارسال التعليق

Top