• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

المخاطرة في عالم الأعمال والمال

المخاطرة في عالم الأعمال والمال
كيف تتخذ قراراتك الكبيرة؟ متى تحذر ومتى تغامر..؟ في عالم سريع التغيير وغير ثابت، يصبح من الصعب أن تدرك متى تخاطر ومتى تلعب بأمان وتتمسك بما حصلت عليه. ولكن بتسخير ذكائنا المغامر، يمكننا أن نتحكم أكثر بحياتنا. تخيل فقط انك وجدت منزل أحلامك، تماماً كما أردته دائماً وبكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، أشجار الكرز في حديقة مسورة مشمسة، هناك فقط عقبة واحدة، أن تكلفة هذا المنزل أكثر بقليل مما يمكنك تحمله، إذا انغمست في القليل من شد الحزام المؤلم، سيكون بإمكانك أن تدفع الرهن العقاري، ولكن ماذا لو كنت في وضعية حيث وظيفتك مهددة؟ الطريقة التي تختارها كي تتعامل مع ذلك تتوقف على طبيعة شخصيتك، بعض الناس يذهبون بعيداً في المخاطرة ما يسميه علماء النفس" شهية المخاطرة" وهذا أمر لا يمكننا أن نغير فيه كثيراً، ومع ذلك هناك عامل آخر له تأثير، وهو ما يسميه عالم النفس Evans Dylan "ذكاء المخاطرة".   - المخاطرة الذكية: في كتابه الذي يحمل الاسم نفسه، يناقش Evans كيف أن "ذكاء المخاطرة" هو سلعة متاحة يمكن أن يتم تسخيرها تماماً كما لو كنا نتحدث عن الذكاء العاطفي أو الذكاء الخلاق. ذكاء المخاطرة هو القابلية لتقدير الاحتمالات بدقة، سواء أكان ذلك يشير إلى احتمال وقوع شيء معين، مثال، تحطم سيارة أو سواء إشاعة صحيحة، مثلاً محاولة استيلاء، يقول Evans يجب علينا أن نقوم بوضع تخمينات بارعة في الحياة، الأبحاث النفسية تشير إلى أننا لسنا للأسف بارعين في القيام بذلك. علماء النفس قاموا بشكل متكرر باظهار ميل الأشخاص إلى تقدير الاحتمالات بشكل مبالغ به فيما يتعلق بالأمور الإيجابية التي تحصل لهم، وتقدير الاحتمالات بشكل أقل للأمور السلبية، إذ الأشخاص بشكل عام يبالغون في تقدير احتمال ربح ورقة اليانصييب، بينما يقللون من احتمال حصول طلاق مع شريكهم. عالم النفس Roy Baumeister قال ان هناك حد مثالي للثقة الزائدة التي يجب أن يمتلكها الإنسان من أجل تحقيق أهدافه. "إذ فيما يتعلق بالمخاطرة، يجب أن نأخذ كمية معينة منها ولكن ليس بشكل كبير جدّاً، علينا جميعاً أن نختار كل ليلة تحمل درجات متنوعة من الخطر". ولكن الأمر ليس كما هي الحال في The Matrix حيث يكون عليك أن تختار أما أن تأخذ القرص الأحمر أو القرص الأزرق. هناك ظلال عديدة للقرص، قد لا نرغب في اختيار لا الأحمر ولا الأزرق، بل ظل بينهما..   1- حاذر من تضخم مخيلتك..

العدو الأكبر لمعرفة كيف تحتسب الخطر يأتي من الهوس بموضوع ما – قراءة روايات حوله، مشاهدة أفلام وبرامج تلفزيونية، وغيرها.. حيث تفكر أنك تتحكم بالموضوع بينما في الواقع، وجهة نظرك تكون منحازة. "أنا اسمي هذا تضخم المخيلة" يقول Evans.

عندما يكون الأشخاص قابلين بسهولة إلى تخيل سيناريو معين يبدأون في رؤية الظروف كما يرجحونها. إذن في المرّة المقبلة التي تشعر بها بالقلق من التواجد في طائرة محطمة أو خسارة وظيفتك، اسأل نفسك إذا كنت قرأت أو شاهدت شيئاً يتعلق بهذا الموضوع، وما إذا كانت مخاوفك مبنية على احصاءات احتمالية أو وقائع.   2- تعلم كيف تتصرف حتى لو لم تمتلك كل الأجوبة..

 

يتحمس غالباً الأشخاص للحصول على جواب حاسم، أي جواب على مشكلتهم، حيث أنّ الحصول على جواب غير مقنع بدرجة كافية هو أفضل من عدم وجود أي جواب. "معظمنا لديه حاجة قوية لإغلاق موضوع ما، ان يشعر أنّ القرار الخطير قد تم اتخاذه وانّ هذه هي نهايته، يقول Evans، لكن، في الواقع، قد يفيدنا كثيراً ان نبقى في وضعية الشك على الأقل لفترة معيّنة، الشاعر الرومانسي John Keats تحدث عن عادة البشر في "سرعة الانفعال للحصول على الحقيقة". يجب علينا أن نكون صبورين وحسب، نحن لا نملك كل الحقيقة بعد". خذ مثال الزواج، كيف نعرف أنّ هذا الشخص هو المثالي لنا؟ نحن لن نعرف ذلك بالتأكيد، يمكننا أن ننظر إلى إحصاءات الطلاق، لديك فرصة أو فرصتين في انجام الزواج، لكن كم من الوقت تحتاج في مواعدة أحدهم من أجل اتخاذ القرار؟ هناك خطر اتخاذ قرار سريع، وهناك خطر الانتظار لوقت طويل.   3- تعلم كيف تتخذ قراراً غير عاطفي..

يشير Evans إلى أنّ الطريقة الأبسط للتعامل مع الخطر هي الخروج بنفسك من عتبة مخاطرك الشخصية في حالات معينة.. مثال، الطقس، إذا كنت لا تتحمل فكرة أن تتبلل ولو قليلاً، إذن سيكون عليك أن تحمل مظلة طوال الوقت، ولكن معظم الأشخاص لا يحتاجون إلى الذهاب بعيداً في ذلك، قد يقولون "حسناً، التوقعات تقول أن هناك احتمال 60% لسقوط الأمطار. بالنسبة لي هذه مخاطرة كبيرة، سوف احمل ملابسي وجزمتي".

المشكلة تبدأ عندما نتعامل مع مختلف سناريوهات الحياة ولا نمتلك التوقعات الماهرة من أجل تقدير الإحصاءات.. نحن بحاجة إلى توخي الحذر عندما نأمل في الخروج من الخطر، وذلك أثناء تقدير مدى إمكانية التوصل إلى نتيجة معينة. إذا كنت مثلاً، تأمل في الحصول على ترقية من العمل، وأنت تعرف أن هناك مجموعة كبيرة من الموظفين المرشحين لذلك بينما الاختيار سيكون على شخص واحد، عليك هنا أن تحدد توقعاتك بأن تكون بنسبة50 بالمئة، بغض النظر عن مدى رغبتك في الحصول على الوظيفة أو مدى شعورك بأنك مؤهل للدور. ثمّ اسأل نفسك إذا كان الأمر يستحق أن تذهب بتوقعاتك إلى بعيد..

ارسال التعليق

Top